الأحد 05 يناير 2025

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الثاني والعشرون بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثاني والعشرين نكبة أخرى
الحصان والبيدق
ناهد خالد
لا يهمني اسمك نسبك أصلك دمك! فجل ما يهمني.. قلبك و روحك و كونك أنت من أحببت بغض النظر عن نكبات القدر و.... أي تداعيات أخرى
ورغم حيرته والأفكار التي تعصف برأسه لفهم الحقيقة لكنه لم يحبذ الضغط عليها أكثر وهو يرى خۏفها وحالتها النفسية السيئة أحاطها بذراعيه يرفعها لطوله بين أحضانه وهمس في أذنها

_ ميهمنيش اسمك ولا حقيقتك... المهم إنك حبيبتي اللي قلبي مغلطش فيها وعرفها من أول نظرة ميهمنيش غير إنك حبيبة عيوني وكل ما ليا مش مهم أي حاجة تانية.
وما زادها حديثه إلا بكاء وهي تشدد من احتضانه كأنها ولأول مرة تريد أن تدلف لداخله لو تستطيع...!
هدأ بكائها فانزلها برفق ورفع كفه يربط فوق رأسها بحنو قبل أن يوجه حديثه ل حسن الواقف يطالعهما بغيظ ومقت لرد فعل مراد الذي لم يتوقعه هتف وهو ينظر لها لم يكلف نفسه عناء النظر إليه حتى
_ تمام يا بابا عرفتني الحقيقة وعملت اللي عليك...
حول نظره له وهو يكمل بابتسامة باردة
_ تقدر تمشي أنت بقى عشان في أمور حابب اتناقش فيها مع مراتي... لوحدنا!
ضغط على حروف كلمته الأخيرة ليجز حسن على أسنانه وهو يدرك معنى حديثه مراد لن يتخذ أي رد فعل سلبي تجاه ما علمه والأمر لم يشكل فارق معه لن يثور عليها ولن يتهمها بخداعه لم يفلح في التوقيع ونشب النيران بينهما كما ظن رسالة واضحة وصريحة من الثعلب الصغير للثعلب الكبير... رسالة فهمها فورا فهز رأسه وهو يقول بغل واضح
_ ماشي يابن وهدان... بس خد بالك بدأت تخيب أدتك على قفاك مرة وده رد فعلك استنى بقى القلم الجاي منها.
ورغم برود مراد وهو يستقبل ما يسمعه وعدم تغير ملامحه ولو بلمحة واحدة لكنها لم تهدأ أدركت أن حسن لن يهدأ ابدا حتى يفتعل الوقيعة بينهما ويطردها من حياة ابنه للأبد وهذا ما جعلها تشتعل ڠضبا ويظهر جانبها الخفي.. جانبها الذي دوما رفض أن تتعرض للظلم أو الټهديد بأي شكلا كان ظهر الآن محتميا ومتقويا بالواقف بجوارها لتحتد ملامحها وهي تراه يرحل فتوقفه بصوتها الثابت
_ على فين يا حمايا مش تستنى لما اقول اللي عندي!
وقف حسن ينظر لها بشرار يتطاير من نظراته لكنها حقا غير آبهة ونظرته المحذرة لم تفرق معها وابتسمت بسخرية وهي تقول وعيناها مسلطة عليه
_ مش زي ما قولت حقيقتي واللي تعرفه اقول أنا كمان اللي اعرفة واللي أنت عملته..
_ أنت بتخرفي تقولي ايه متحاوليش تهربي من عملتك بكلام فارغ...
في محاولة منه للتغطية على ما تريد قوله وإرهابها وهي أدركت... فابتسمت بهدوء وهي تخاطبه
_ أنت عارف انه مش كلام فارغ مين طلب مني زمان ابعد عن هنا... مين طلب مني اهرب عشان لو فضلت مراد هيقتلك زي ما قتل اختك... مراد عنده مشاكل نفسية يمكن متفهميش الكلمة عشان لسه صغيرة بس هو ممكن يقتلك عادي ومن غير ما يحس.... لو عاوزه تعيشي يبقى لازم تهربي من هنا وإلا أنا مش مسؤول عن اللي هيحصلك...
رددت الثلاث جمل وهي تحاول تقليد صوته مستدعيه ذكرياتها القديمة المقيتة اقتربت خطوات منه وهدر صوتها عاليا ودموعها تنزل بغزارة كالغيث بعد الجفاف
_ انا كنت طفلة ٨ سنين... مش طبيعي افتكر كلامك لكني منستش لحظة كل حرف قولته عارف ليه عشان المواقف اللي بتعلم فينا عمرنا ما بننساها...
اتسعت عيناها فجأة بادراك وفغر فاهها بشكل مريب وصمتت... لثواني

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات