رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الثاني والعشرون بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الثاني والعشرين نكبة أخرى
الحصان والبيدق
ناهد خالد
لا يهمني اسمك نسبك أصلك دمك! فجل ما يهمني.. قلبك و روحك و كونك أنت من أحببت بغض النظر عن نكبات القدر و.... أي تداعيات أخرى
ورغم حيرته والأفكار التي تعصف برأسه لفهم الحقيقة لكنه لم يحبذ الضغط عليها أكثر وهو يرى خۏفها وحالتها النفسية السيئة أحاطها بذراعيه يرفعها لطوله بين أحضانه وهمس في أذنها
وما زادها حديثه إلا بكاء وهي تشدد من احتضانه كأنها ولأول مرة تريد أن تدلف لداخله لو تستطيع...!
هدأ بكائها فانزلها برفق ورفع كفه يربط فوق رأسها بحنو قبل أن يوجه حديثه ل حسن الواقف يطالعهما بغيظ ومقت لرد فعل مراد الذي لم يتوقعه هتف وهو ينظر لها لم يكلف نفسه عناء النظر إليه حتى
حول نظره له وهو يكمل بابتسامة باردة
_ تقدر تمشي أنت بقى عشان في أمور حابب اتناقش فيها مع مراتي... لوحدنا!
ضغط على حروف كلمته الأخيرة ليجز حسن على أسنانه وهو يدرك معنى حديثه مراد لن يتخذ أي رد فعل سلبي تجاه ما علمه والأمر لم يشكل فارق معه لن يثور عليها ولن يتهمها بخداعه لم يفلح في التوقيع ونشب النيران بينهما كما ظن رسالة واضحة وصريحة من الثعلب الصغير للثعلب الكبير... رسالة فهمها فورا فهز رأسه وهو يقول بغل واضح
ورغم برود مراد وهو يستقبل ما يسمعه وعدم تغير ملامحه ولو بلمحة واحدة لكنها لم تهدأ أدركت أن حسن لن يهدأ ابدا حتى يفتعل الوقيعة بينهما ويطردها من حياة ابنه للأبد وهذا ما جعلها تشتعل ڠضبا ويظهر جانبها الخفي.. جانبها الذي دوما رفض أن تتعرض للظلم أو الټهديد بأي شكلا كان ظهر الآن محتميا ومتقويا بالواقف بجوارها لتحتد ملامحها وهي تراه يرحل فتوقفه بصوتها الثابت
وقف حسن ينظر لها بشرار يتطاير من نظراته لكنها حقا غير آبهة ونظرته المحذرة لم تفرق معها وابتسمت بسخرية وهي تقول وعيناها مسلطة عليه
_ مش زي ما قولت حقيقتي واللي تعرفه اقول أنا كمان اللي اعرفة واللي أنت عملته..
_ أنت بتخرفي تقولي ايه متحاوليش تهربي من عملتك بكلام فارغ...
_ أنت عارف انه مش كلام فارغ مين طلب مني زمان ابعد عن هنا... مين طلب مني اهرب عشان لو فضلت مراد هيقتلك زي ما قتل اختك... مراد عنده مشاكل نفسية يمكن متفهميش الكلمة عشان لسه صغيرة بس هو ممكن يقتلك عادي ومن غير ما يحس.... لو عاوزه تعيشي يبقى لازم تهربي من هنا وإلا أنا مش مسؤول عن اللي هيحصلك...
_ انا كنت طفلة ٨ سنين... مش طبيعي افتكر كلامك لكني منستش لحظة كل حرف قولته عارف ليه عشان المواقف اللي بتعلم فينا عمرنا ما بننساها...
اتسعت عيناها فجأة بادراك وفغر فاهها بشكل مريب وصمتت... لثواني