رواية رحماء بينهم الفصل الرابع بقلم علياء شعبان
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
رحماء بينهم
كمثل الأترجة
الفصل الرابع
كمثل الأترجة لا يتذوق طيب حلاوتها إلا العنيد الذي أصر على اكتشاف ما يضمر داخلها من منافع جمة فأذهلته بفيض زخير.
تأججت الڼار واشتد لهيبها والتف هذا الجمع الطيب حولها راغبين في اقتباس بعض الدفء الذي تبعثه نارها رغم اوشكاك فصل الشتاء على لفظ أنفاسه الأخيرة وضع الشيخ سليمان براد الشاي على موقد الڼار الذي بني بالطوب الأحمر لاستخدامه في الدفء والتمتع بمذاق خاص ونكهة لا يمكنك مقاومتها في كوب الشاي المغلي من يد الشيخ سليمان.
تنهد نوح بضيق وهو لا يتخيل يوما أن يحتفظ صديقه بسر وحيد عنه رغم أن نوح لا يسعل إلا وقال له بأنه سيفعل! في تلك اللحظة قطع صمت الجميع صوت رابعة المتهدج من لسعة البرد مع دفء الڼار
لمعت عينا نوح بسعادة غامرة لأنه سوف يتناول أجمل مذاق على الإطلاق بعد كوب الشاي الذي يصنعه الشيخ فكل شيء في هذه المزرعة فريد من نوعه حيث يتفرد بالذكريات الجميلة والراحة النفسية الكبيرة والدفء العائلي الهادىء بين العاملين بها.
أسرع بمد كفه إلى الطبق ليجدها تفعل بشغف حتى لمس الاثنان نفس الشطيرة حدقت فيه مهرة بغيظ ثم قالت بتحد
نوح بعناد صلب
عندنا في المزرعة دي الستات مبتاكلش إلا لما رجالتها ټموت.
ارتفع جانب شفتها العلية ثم أردفت باستنكار
غجالة مين
نوح بضحكة مكتومة يرد
غجالة المزرعة يا كبيرة في حاجة
كان سليمان معيرا انتباهه كله نحو البراد الذي يغلي بروية على التار توأد في سحبه منتظرا أن تلتصق رائحة احتراق البراد من الخارج مع فوران الشاي خارج البراد واصطدامه پالنار ولكنه لم ينسى أن ېهدد هؤلاء الأطفال بعقاپ رادع إن لم يتمنعوا عن مشاكسة بعضهم والتظاهر بالعدوانية
أسرعت مهرة بوضع يدها على فمها قبل أن يتفوه بعقابه الذي ينص على حرمانها من تذوق شايه اللذيذ كما تنحنح نوح بهدوء ثم قال مستسلما
لا وعلى أيه! صوت صرصار الحقل.
ابتسم تليد في نفسه قبل أن يتناول شطيرته الأقرب إلى قلبه من الصحن ثم يلتهمها بحنين جارف لطفولته