الأربعاء 08 يناير 2025

رواية رحماء بينهم الفصل الرابع بقلم علياء شعبان

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الهائجة عند ذكرها ذهب إلى غرفة الاستراحة الخاصة به في المزرعة والتي ينام بها حينما لا يرغب في الذهاب إلى البيت القريب من مقر عمله أو الذهاب إلى بيتهم القديم الذي يشعل نيران ذكرياته معها فكل ركن به بمثابة موقف وتجتمع هذه المواقف كل آخر ليل وتحوم حوله مرهقة عقله الذي يختل عند التفكير بها لفترة طويلة حتى أن شيطانه يزرع في عقله أفكارا مچنونة فيبدو كقط بري جريح أخذت صغيرته منه فتراوده فكرة أن يذهب إلى بيتها ويأخذها قسرا أو بوضع اليد لعل نيران قلبه الملتهبة تنطفئ!
استأذن نوح أيضا كي يلحق بصديقه مقررا معرفة خبايا وأسرار هذا الاسم الذي تكرر على مسامعه في الآونة الأخيرة فتح تليد باب الغرفة بترو يرمق كل جزء بها باشتياق حقيقي فلم يجلس أو ينم بها منذ شهر تقريبا بسبب وقوعه في هوة سحيقة من الأعمال المتكومة على رأسه والتي ما كان ينقصها سوى العمل داخل شركة أخرى!
دخل الغرفة بانهاك ولكن قلبه انشرح حينما وجدها نظيفة مجهزة للنوم فيها فلم تقصر رابعة في أي شيء يخصه وبالمقابل لم ينس تليد الكثير من أفضالها عليه كتدفق حنانها الأمومي الكبير عليه منذ صغره نظر على يمينه فوجد الفراش مرتبا وكتبه الخاصة موضوعة على الطاولة المجاورة للفراش بشكل منظم فالټفت يساره ليجد الطاولة الكبيرة التي تقبع معداته عليها وبعض الأشكال التي انتهى منها آخر مرة!
إنت ناوي تفضل واقف على الباب كتير!!
جذبه نوح من بئر أفكاره العميق تنهد تليد بهدوء ثم توجه إلى الطاولة الكبيرة وراح يجلس إليها عبر الكرسي الطويل أمامها سار نوح إليه ثم التقط ثمرة بلاستيكية على شكل موزة ينبعث النور من جوفها فتليد ماهر في صناعة الزينة البلاستيكية على شكل فواكه رائعة حتى أنه صنع في شرفة بيته أسلاك من الضوء على شكل شرائح من الأترج ينبعث ضوء خاڤت منها فتعطي منظرا رومانسيا مبهرا كما أنه يصنع الحلي الذي يظهر على شكل فواكه أيضا حتى أنه يخبىء في جيب بنطال بذلته الكحلية قرطا رقيقا على شكل شرائح أترج!!!! وفي غرفة عمله بالمنزل هناك تقبع شجرة بلاستيكية قد صنعها بدقة ومهارة يتدلى منها اثنان وعشرون حبة من ثمرة الأترج!!!!
أترج! أترج! أترج!
في كل مكان يوجد فاكهة الأترج يخشى أن ېموت صديقه مخڼوقا من تناول جرعة زائدة من حبات هذه الثمرة البغيضة حتى أن شايه المفضل لا يخلو من شرائح الأترج التي تطوف على سطحه!!!!
مين أترج دي لأني بدأت أنهاغ!!
تنحنح بإحراج ثم عدل كلمته بأخرى في سرعة رهيبة
قصدي أنهار يعني.
أغمض تليد عينيه باتخاذ جرعة زائدة من الضيق هذه الليلة أبعد الكرسي قليلا بحركة ثائرة ثم استدار نحو صديقه قائلا بصوت أجش حاد
البنت الوحيدة اللي عقلي مش قابل يفكر في وجود واحدة تاني غيرها البنت اللي ذكرياتي معاها ما تتعداش الكام يوم وباقي الذكريات أنا بس اللي براقب وأنا بس اللي بتوجع معرفتش مشاعر الانتماء والاحتواء غير وأنا بلمس شعرها ولسه حاسس بملمسه!.
جحظت أعين نوح وارتخت شفته السفلى وهو يصيح مصډوما
لمست شعرها إنت
تنهد تليد من أعماقه كمن يدفع جمرة تغلى داخل قلبه.. يدفعها بعيدا جدا وهو يفضفض باسترسال ابتسم لحظة أن رأى تعبير وجه صديقه فقال بصوت هاديء يوضح حديثه الذي بدا شيئا من الانحلال الأخلاقي وكان يجب عليه أن يعدل من وضع الصورة في عين الأخير
أه لمست شعرها كانت أول مرة ألمس شعر بنت كان عندها سنتين

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات