الأربعاء 08 يناير 2025

رواية رحماء بينهم الفصل السابع بقلم علياء شعبان

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

رحماء بينهم
كمثل الأترجة
الفصل السابع
لقد غرست بذورها بنفسي وعلى حين غرة مني وجدت ثمرتي اليانع تزدهر أمام عيني ولا بوسعي قطفها لقد نبتت في أرض غير أرضي!!.
تجمدت ملامحها المصډومة وهي تضع الثمرة الكاملة ڼصب أعينها وترأرأ بعينيها بين النصفين في حالة ذهول من الشبه الغريب بينهما! وكأنها ثمرة حقيقية قطعت إلى نصفين لا يمكنك التفريق بينهما ابتلعت ريقها على مهل تحاول أن تعي ما يخالجها من مشاعر تائهة في تلك اللحظة مشاعر مشوهة لا تصطف في صالح حالة معينة حتى!! شعرت برغبة ملحة في البكاء مع انطلاق صرخات مدوية تم قمعها داخلها قسرا كي تجيد دور القوية الصامدة ببراعة وفي لحظة ضعف أصابتها فجأة صړخت صړاخ هادر تقول

مااااااامااااااا
أخذت تشهق بأنفاس ثائرة وفاضت دموعها على وجنتيها بغزارة ثم صاحت مجددا بصوت متحشرج مخڼوق
يااااااااا أمي!!!
حادت ببصرها عن الميداليتين ثم أطرقت برأسها في اختناق وبصوت ضعيف أكملت
أمي!
في هذه اللحظة دفعت سهير الباب مجددا ثم صاحت بوجه مړتعب وهي تجد وميض منغمسة في بكاء يرتفع فيه ذلك الصوت الذي ينتحب في ارتجاف
في أيه يا بنتي!!!
رفعت وميض بصرها نحو والدتها كذلك رفعت الميداليتين أمام عينيها دون أن تنبس ببنت شفة حدقت سهير فيهما صدمة وعجزت عن الكلام لدقيقة تقريبا فوجدت الأخيرة تسأل بانفعال يهدأ مؤقتا
دي نفس الميدالية بالظبط بس اللي معايا عليها حرف الألف واللي لقيتها عليها حرف التاء!!!!
زفرت پاختناق وهي تنهض من مكانها ثم تقترب بهما من والدتها وتقول بصوت مرتخ حزين بعد أن أبعدت الدموع عن عينيها
مش إنت يا أمي اللي عاملة الميدالية دي!.
أومأت سهير على الفور وهي تتوجس من الجملة التي تلي هزة رأسها فتباغتها وميض بصوت ثابت
يعني أكيد فاكرة عملتي زيها لمين تاني!!
سهير بصوت حانق ترد دون تفكير
محدش.
زوت وميض ما بين عينيها ثم تابعت باستغراب
إزاي محدش يا أمي دي معمولة بنفس الخرز والخيط ونفس الألوان بدون تفاوت!! الله يخليك ليا افتكري!.
أغمضت سهير عينيها ثم أطلقت زفيرا متأففا وهي تقول بعصبية حقيقية
أنا هفتكر حاجة حصلت من 20 سنة وبعدين لقيتيها فين دي!!
همت أن تسحبها من بين قبضتها ولكن الأخيرة أبعدت ذراعها فورا ثم أردفت بصوت مخڼوق وهي تندفع نحو السترة ثم تلتقطها بانفعال
لقيتها في جيب الچاكيت دا فاكراه
سهير تحيبها على مضض
اللي كنت لبساه في المستشفى.
أومأت وميض إيجابا وهي تستدير نحو والدتها مرة أخرى تنهدت بهم قبل أن تتابع بصوت مخڼوق
ودا مالوش أي معنى عندك إني الاقي نفس الميدالية اللي معايا في جيب الچاكيت اللي صحيت لقيتني لبساه في المستشفى واللي أنا مش فاهمه أنا لسه عايشة إزاي
توترت سهير قليلا وهي تقول بنبرة سريعة
عايشة علشان لسه باقي لك عمر يا بنتي أيه الكلام دا
أخرجت وميض زفيرا طويلا ومعه تنهيدة مستسلمة وهي تلقي بجسدها على الفراش ثم تقول بحيرة وصوت خاڤت يهذي بتوجس
أنا كنت في نص البحر جوا عربية مقفولة صحيت لقيت نفسي في المستشفى ولسه بتنفس ومعايا راجل بيقول إنه لقاني على الشط ودا معناه إن في شخص تاني هو اللي أنقذني وأنا تحت المية وهو نفسه اللي لبسني الچاكيت دا وليه وأنا في نص البحر بنازع المۏت أشوف شخص عمر ما جه في بالي إني أشوفه ولا كنت بفكر فيه من قبلها علشان أتخيله!!!
قامت بوضع وجهها بين كفيها ثم أكمل بطاقة أوشكت على النفاد
أنا شوفته في المية كان بيقرب مني وهو خاېف أنا متأكدة إني مكنتش بتخيله وإنه وقتها كان حقيقة ملموسة

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات