الخميس 09 يناير 2025

رواية رحماء بينهم الفصل السابع بقلم علياء شعبان

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

يا أمي!!!
أدركت سهير تماما عن ماهية المقصود من كلمات ابنتها ولكنها حاولت أن تتظاهر بعدم معرفة فقالت بحنق يطفو على نبرة صوتها
تقصدي مين!!
نطقت اسمه وهي لا تزال منكسة الرأس محتارة
تليد الميدالية عليها حرفه يا أمي ودا معناه إنه كان موجود فعلا!!!
تحركت سهير نحو ابنتها ثم جلست بجوارها وهي تقول بصوت هاديء تصر على إقناعها بأوهام لا تقبل بها الأخيرة
يا بنتي اللي بتتكلمي عنه دا نموذج مشهور خروجه بحساب وتصرفاته بحساب وبعدين لو هو كان قال لأن اللي زي النوع دا بيحب يتظاهر بالتدين ويفرح أوي بلمة الناس حوليه وهم بيصقفوله يعني لو كان هو كان زمان فيديو إنقاذه ليك مغرق مصر كلها لأنه مش هيفوت لحظة يقول فيها أنا منقذ الشعب وصاحب خير وكلام كتير أكبر مننا يا بنتي.
وميض باستنكار ترد
ناقص تقولي إنه منجم كان عارف بالحاډثة من قبل ما تحصل فجهز الكاميرات!!!
سهير وهي ترفع أحد حاجبيها ثم تقول بترقب وهي تنظر بقوة داخل أعين وميض
بس العياط الهيستيري دا مش سببه مسألة الميدالية أيه اللي مضايقك تاني موضوع عثمان بيه!!!
استدارت على الفور نحو والدتها ثم أردفت بلهجة حانقة مرتفعة
أهو عثمان بيه بتاعكم دا هو سبب تدهور نفسيتي وإني بقيت بتحسس من أي موضوع تافه.
فتحت سهير شفتيها كي تتحدث إلا أن وميض قطعت كلامها وهي تقول بثبات
وطبعا الموضوع التافه مقصودش بيه خالص موضوع الميدالية لو كنت هتعلقي على الجزئية دي يعني لحد إمتى يا أمي
زوت سهير ما بين عينيها تسأل في صمت لتتابع الأخيرة بأنفاس مثقلة بالكثير
لحد إمتى هنفضل نقول سمعا وطاعة لحد إمتى هنفضل نتعاير بأفضالهم علينا ونبلع الإساءة ونسكت ليه مش قادرين يفهموا إن محدش له أفضال على حد زي ما قدموا لنا إحنا كمان إديناهم من صحتنا وحياتنا يعني الموضوع كان تبادل منفعة وشغل!!!
تساءلت سهير بوجه عابس
وإحنا لو سيبناهم هنروح فين وهنشتغل أيه
وميض وهي تجيبها في حماس وأمل من عدول والدتها عن البقاء داخل هذا القصر
هناخد شقة بالإيجار وأنا وبابا هنشتغل وإنت اتستتي شوية في بيتك بقى بدل المرمطة دي وإن شاء الله ربنا هيقف جنبنا ومش هنكون محتاجين حاجة!
سهير وهي تتنهد بحسم
الكلام سهل يا قلب أمك المهم أنا هلحق أروح القصر وأعمل الغدا لأن زمان عثمان بيه على وصول.
ضغطت وميض على أسنانها بغيظ مكتوم انتظرت حتى غادرت والدتها الغرفة ثم تمتمت بصوت محتج خاڤت
تاني!! ولا كأني كنت بكلمها في حاجة! صبرني يارب على كل حاجة بتحصل معايا!!
قطع حزنها الشديد وتقوقعها على نفسها صدوح هاتفها الذكي التقطته على مضض فوجدته يتصل بها ويبدو أنه وصل إلى بيته توا تنشقت الهواء داخلها بصبر ثم أجابته بصوت هاديء
وصلت!!!!
جاءها صوته يقول بتأكيد
وصلت بس جعان أوي وبفكر نروح أي مكان نتغدا سوى!!
وميض وهي تقبل عرضه على الفور لحاجتها إليه كي تفرغ ما في نفسها من ڠضب يشتعل ولا تتخلص منه
مفيش مشكلة تحب نتغدا فين
إحنا خارجين شوية هتعوزي حاجة مننا!
أردف عمران بتلك الكلمات وهو يجلس على الكرسي المجاور لوالدته محدقا النظر فيها بينما بقيت هي تنظر إلى الجهة الأخرى بوجه مقتضب دون أن تجيبه تنحنح بخشونة ثم قال بصوت هادئ
المفروض أنا اللي أزعل مش إنت ومع ذلك باجي لحد عندك وبقول لك متزعليش يا ستي!!!
قام بسحب ذراعها نحوه ثم قبل كفها بهدوء جعلها ترق له فاستدارت برأسها إليه ثم تساءلت بصوت جاف
رايح فين إنت والغندورة!!
ابتسم ابتسامة خفيفة ثم قال بثبات
شروق طلبت مني نروح

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات