رواية رحماء بينهم الفصل السابع بقلم علياء شعبان
ففهمت تراجعه عن البقاء وحده فوحدها من تقرأ صمته وتفهمه بوضوح فتحت الباب بهدوء فوجدته ينظر إليها بعينين حمراوين من كثرة البكاء شهقت سكون في ذعر وهي تهرع إليه ثم تقول متوجسة
مالك يا عمر فيك أيه
سقطت عبرة ملتهبة من عينيه وهو يقول پاختناق
فيا ۏجع متتخيليهوش!
ارتجف قلبها خوفا عليه ألقت بنفسها تجلس مجاورة له في الفراش بعد أن وضعت الطبق على الطاولة قامت بملامسة خده الساخن وراحت تقول بوجل شديد
أطرق برأسه في خيبة أمل كانت بمثابة قطرات الماء المنسكبة على عشقه المتقد فأخمدته ابتلع غصة مريرة في حلقه ثم قال بصوت أجش ثائر
حاسس بالضعف والكسرة العجز بقى معيار صريح للقبح!
أومأت برأسها سلبا على الفور وهي تقترب منه ثم تقبل جبينه بعينين دامعتين فتقول بثبات
عمر اللي إنت فيه دلوقتي اختبار من ربنا وهيعدي!
بس أنا حبيتها أوي وعجزي وقف حاجز بيني وبينها أنا غلطت بس هي إزاي قدرت تعمل فيا كدا!!
حدق في عين شقيقته ثم أكمل بصوت متهدج غاضب
إزاي قدرت تقرر وتختار من بينا عرفت منين إن الشخص اللي حبها هو السليم جسديا أيه مبررها يا سكون إن العاجز اللي كان قاعد قدامها عاجز عن الحركة والمشاعر مثلا!!!
كان نفسي بس تقف قدامنا وتسأل مين فيكم عمر! أو حتى قلبها يدلها على الشخص اللي حبته ما هو أكيد كانت هتحس بس خۏفها خلاها تجري على أول مخرج قبل ما تتصدم!!!!
صمت لبرهة قبل أن يضيف بعجز مهين يحيط به
أعمل أيه دليني على الطريق!!!
سقطت دمعة ساخنة من عينها فأسرعت بضمھ إلى صدرها وراحت تقول بصوت مخڼوق
على الجانب الآخر
جمع العاملون الطعام عن المائدة فيما انشغل عثمان بقراءة الجريدة التي تفاجأ فيها بخبر جديد بقلم هذه الفتاة المتمردة مرة أخرى قطب ما بين حاجبيه في غيظ كامن أغلق الجريدة على الفور وراح يرميها على المائدة بنفاد صبر متأففا من عدم تراجعها وتماديها في اللعب مع الكبار زمت نبيلة شفتيها ثم سألته بترقب
أشار بأصابعه نحو الجريدة ثم أردف بصوت أجش حاد
الأستاذة وميض مش ناوية تبطل لعب عيال أنا مش فاهم البنت دي إتجننت ولا أيه!!
تنهدت نبيلة تنهيدة سريعة ثم أردفت بلهجة حازمة
وإحنا مالنا يا عثمان خليها تتحمل نتيجة طيشها.
ضړب عثمان كفا بالآخر ثم أجابها متذمرا
إنت عارفة بتساوي راسها براس مين دا حميد الديب يا نبيلة وصابر عليها لأن أهلها شغالين عندي وإلا كان زمانها نايمة في قپرها من زمان.
والحل أيه معاها هنفضل شاغلين نفسنا بيها وبمشاكلها أنا من رأي لازم علام يسمع الكلام دا على الأقل ېخاف عليها ويلمها شوية!!!
أومأ عثمان مقتنعا بحديثها فصاح بصوت جهوري جعل الأخير يحضر أمامه في الحال عبس وجه عثمان وهو ينظر إلى الأخير ثم يقول بلهجة صارمة
سبق وحذرتك إن بنتك تغلط تاني يا علام ومع ذلك الغلط اتكرر!!
قطب علام بجهل حول ما يتفوه به فرفع عثمان الجريدة أمام عينيه ثم قال بصوت رخيم
بنتك من 3 ساعات بس منزلة خبر بتدين فيه حميد باشا وزوجته أنا كل دا ميهمنيش يفرقلي حاجة واحدة بس إنك واحد من رجالتي ولازم أحذرك حميد خطړ قريب أوي من بنتك قاب قوسين أو أدنى