رواية رحماء بينهم الفصل السابع بقلم علياء شعبان
للدكتور نتطمن على نفسنا ونعرف سبب التأخير علشان نفسها تشوفك تيتا فرحانة بعيالنا.
زمت تماضر شفتيها باستنكار ثم صاحت بصوت حاد
وتروح إنت تكشف ليه إحنا رجالتنا صاغ سليم وإنت إزاي تطاوعها في الكلام الخايب دا
تنهد بصبر ثم أكمل
ولا خايب ولا حاجة إحنا بنتطمن على نفسنا مش أكتر وإن شاء الله لا هيكون في مشكلة عندي ولا عندها.
أنا بس ليا عندك طلب بسيط!!!
رمقته بنظرة ثابتة فتابع بصوت هادئ راسخ
عاملي شروق أحسن من كدا يا أمي هي بتحبك وكفاية إنها حبيبتي أنا ومريحاني دا سبب كافي يخليك تحبيها!
بسر وجهها بانفعال مكتوم فأشاحت بوجهها بعيدا عنه ثم أردفت بلهجة حازمة
ماحبش بنات البندر ولا عاداتهم وبعدين لسه مش عارف هي مخلفتش ليه لحد دلوقتي!.
لأ ليه
تماضر بصوت جاف تقول
لأني مكنتش راضية من الأول على الجوازة دي
عمران وهو يبتسم ابتسامة عريضة ثم يقول
ودا علميا موجود في أنهي كتاب!!
تماضر بملامح مكفهرة ونبرة حانقة
كتاب الله اللي بيقول لك ما تعملش أي حاجة بغير رضا أمك وإلا مش هيبارك لك فيها.
نزل عمران بعينيه إلى كف والدته وراح يربت عليه برفق وهو يعي تماما ما يواجهه وما سوف يواجه من صعوبة لترويض والدته على حب زوجته البريئة التي لم ترتكب خطأ يذكر كي تتلقى كل هذا الكره دون داع!!!
التف الثلاثة حول مائدة الطعام الطويلة بعد أن تغيب فرد عنها بدأ العاملون في إعداد المائدة بشكل منمق بعد أن حوت على كل ما لذ وطاب من طعام تنفتح بفضله شهية أي إنسان إلا أن الجالسين أمامه لم يروه مطلقا حتى رائحته الشهية لم تعد تثير لعابهم أو تحرك فيهم ساكنا لم يكن الأمر يتعلق بعيشتهم الرغدة ولكن الأجواء من حولهم قد أطفئت كل مصادر البهجة في المكان وبات كل شيء من حولهم باهتا مسخا.
بابا إنت عارف إني بحتاج أخرج بعد الشغل وأفك عن نفسي شوية وبصراحة أنا فقدت الأمل في عربيتي اللي كل يوم والتاني في التصليح فأنا كنت عايزة عربية جديدة بسواق!
ابتسم عثمان بهدوء وهو يلوك الطعام في فمه بتريث وما أن ابتلعه حتى نظر إليها ثم قال بصوت هادئ
أومأت سكون برأسها في تفهم التفتت في حزن كبير حيث مقعد شقيقها الذي يمتنع عن الطعام منذ عودته من الخارج ويرفض قطعيا التحدث إلى أحد حتى هي مخبأ أسراره الوحيدة تنهدت تنهيدة ممدودة بعمق قبل أن تسحب طبقا فارغا ثم تبدأ ملئه بكل أنواع الطعام المتراصة على المائدة تم تنهض في مكانها تتابع بحسم
رفعت نبيلة كتفيها ثم أنزلتها باستسلام افتر ثغر سكون عن ابتسامة باهتة ثم تحركت من مكانها صوب الدرج ومنه إلى غرفة شقيقها المتكور في زاوية ما على فراشه طرقت الباب بهدوء تترقب السماح منه فجاءها صوته المتهدج يصيح حانقا
قولت عايز أكون لوحدي
أسندت جبهتها على هيكل الباب ثم أردفت بصوت مخڼوق يوشك على البكاء
علشان خاطري يا عمر!!!
صمت لوقت طويل