رواية رحماء بينهم الفصل الرابع بقلم علياء شعبان
يتذكر عندما كان يتناول الشطيرة من رابعة ثم يكشف عن قلب الشطيرة ويبدأ باصطياد الزبد والعسل بأصبعه ويتجه به إلى فم الصغيرة التي تمتعض في بداية الأمر حينما تتحسس المذاق بطرف لسانها وما يلبث أن يتحول شعورها المصډوم إلى آخر سعيد تستمتع بابتلاع هذه النكهة إلى جوفها نظر إلى الشطيرة لوقت طويل حتى جذب الأعين إليه فتساءلت رابعة بصوت هاديء مهتم
لم يسمعها وبات كالصنم الذي لا يسمع أو يعقل حتى لكزه نوح بكوعه الأمر الذي جعل الأخير يلتفت إليه من بعد غياب دام لدقائق كثر رفع نوح أحد حاجبيه ثم قال متسائلا وهو ينزل بعينيه إلى الشطيرة
إنت هتصور السندويتش!!
انتبه تليد بأنه التهم شطيرة والتقط أخرى ولكنه سرح فيها فلفت الإنتباه نحوه تنحنح بخشونة ثم ابتسم يقول بهدوء
اشتاقت رابعة لهذه الأيام التي كثر فيها الخير عن الآن فقالت بسجية طيبة يحيطها التلقائية
فاكر لما كنت بتاخد الزبدة والعسل وتأكلهم لأترچ وتاكل إنت الرغيف خاف!!!.
نحى الشيخ سليمان ببصره إلى ابنه يسترق الملاحظة حول أثر كلماتها على ملامحه المرتبكة عند ذكرها في الحال ابتسم الشيخ برصانة وداخله متأكدا من أن ابنه لم ينس الصغيرة مطلقا والأقرب لليقين أنه يراقبها حتى هذه اللحظة التي يجلس فيها أمامه والأقرب للصدق أن صغيره الولهان ۏلع بها واتقدت نيران عشقه وهو يراقب فاتنته تكبر أمام عينيه فهو تليد بن سليمان الذي يصدق بالموطن الأول والشعور الأول وموطنه يستقر بين أربطة شعرها المسترسل الذي أحبه وكان طويلا رغم صغر سنها وقد منحه فيض من الاحتواء وكان يرى سعادته في الاهتمام بموطنه الأترجي!
معلقة واحدة سكر يا شيخ تليد.
حرك تليد أهدابه بشكر دون أن يتكلم ولكنه صدم حينما تعمق الشيخ في النظر داخل عينيه ثم سأله بترقب للإجابة التي لا يحتاج إلى معرفتها ولكنه يود العبث قليلا مع ابنه الذي سيبقى صغيرا مهما خشن صوته واشتد عوده وفتلت عضلاته وصار رجلا وسيما
كان يرتشف القليل من الكوب وما أن وجه هذا السؤال الغير متوقع له حتى ابتلع الشاي المحبوس في فمه بالكاد ثم سعل من اقترابه على الوصول إلى لسان مزماره القابع في حلقومه قطب نوح ما بين عينيه ثم قرب قبضته من ظهر صديقه وراح يضرب عليها ضربات متتالية تشتد قوتها مع كل مرة حتى تابع تليد من بين سعاله
غمز نوح له بصورة متوارية لم تخفى عن أعين الشيخ الذي ابتسم بخفوت حتى أن ابتسامته لم تصل إلى عينيه حتى أردف نوح بصوت حانق رغم ما يغلفه من صمت
بعد الشړ عنك يا صديق الكفاح.
كانت رابعة تنظر إلى ابنتها نظرات تساؤلية يحفها التوجس والترقب من توتر تليد وغيظ نوح.. سكت تليد هنيهة قبل أن يرد مستسلما للأمر الواقع
أومأ الشيخ بابتسامة خفيفة فيما تابع تليد وهو ينهض في مكانه قائلا بحسم
هروح أكمل شغل شوية في الأوضة بتاعتي.
لم ينتظر ردا بل كان صوت قلبه الخافق بمثابة الرد الوحيد على رغبته في البقاء وحده وإلا ڤضح من ارتفاع خفقات قلبه