رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الثالث بقلم سمية رشاد
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الثالث
في قبضة الشيخ عثمان
استلقى عثمان على فراشه ببطء شديد بعدما انتهى من تلبية احتياجات والده شرد في سقف غرفته وهو على نفس حالة الذهول التي تتشبث بعقله منذ أن خرج من دار مسعود إلى الآن لا يصدق ما حدث أيعقل أن يكون ذاهبا لمساعدة امرأة لتصبح تلك المرأة خطيبته في غمضة عين!
زفر بقوة وعقله يحاول قسرا أن يسقيه كأسا من الندم على ما اقترف دون تفكير ولكن لا يدري ما هذا الشيء بداخله الذي يجعله يأبى تجرع الندم بل ويتقيأ كلما حاول عقله تناوله.
حاول أن ينفض تلك الفكرة عن رأسه إلا أنها سرعان ما عادت إليه وهو يتذكر اقتراح الخالة عايدة لذات الفتاة ويبتسم بمرح كلما تخيل ملامح وجهها عندما تعلم بالأمر سافر عقله إلى ذات الفتاة مرة أخرى ليغمض عيناه بقوة مانعا عقله من التفكير بينما شفتاه تنطق بتلذذ وكأنه يردد نغمة موسيقية
استيقظت مارية من نومها على نداء شقيقها باسمها لتنهض جالسة على مقعدها الطويل الذي تستخدمه في نومها بدلا عن السرير لعدم وجود بالبيت سوى سرير واحد يستخدمه والدها.
تطلع إليها محمد بنظرات مليئة بالشفقة عندما رأى عينيها التي يرى أثر البكاء فيها ظاهرا فطالعته هي الأخرى بعتاب وهي تبدأ الحديث
لماذا جئت به إلى هنا يا محمد أيعجبك ما فعله أبيك معه وتحميله ببلوة ليس بحاجة إليها
لا تنعتين ذاتك بهذا الوصف أنت أغلى من أن توصفين به ظلما ثم أنا لم أكن أعلم بما سيفعله أبيك.. كل ما أردته فقط أن أنقذك من بين براثن ذاك الذي لم يكن يدع دقيقة واحدة دون إذلالك والتسبب بالأڈى لك
وهكذا ألم يصيبني أبيك بالذل يا محمد!
هز رأسه بقلة حيلة ليقول بعد صمت
لم تجبه وعقلها يشرد في كلمات الآخر الذي تعجبت في البداية من طلب شقيقها الاستماع إلي حديثه مع والدها ولكن سرعان ما علمت سبب زيارته ولكن بأسوأ طريقة من الممكن أن يعلم بها الإنسان شيئا فأن ترى نفسك كالذبابة بعين من كنت تظنه يراك نورا فذاك الشعور الأكثر ألما على الإطلاق.
اعلمي أنني ما فعلت ذاك الأمر إلا لأجلك وبمرور الأيام ستقدرين موقفي لم آت إليك لتبرير الموقف بل جئت آمرك كي تستعدين لزفافك فعلى الأرجح سيكون بنهاية الأسبوع المقبل فأنا لا طاقة لي على تقبل أمور الخطبة ولا أرى لها فائدة.
صعقټ من كلمات أبيها وكادت أن تعترض إلا أن طبيعتها غلبت عليها فجعلتها تصمت دون قول شيء لتجد شقيقها يتحدث بدلا عنها
كيف ذلك يا أبي لم تره ولم يرها بعد.. من الممكن ألا يقبلا