رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الثالث بقلم سمية رشاد
ببعضهما
ليزجره والده صائحا پعنف
اصمت يا ولد ولا تتحدث أمامي فأنا لم أحاسبك بعد على فعلتك ثم من هذا الذي يرى ابنتي دون رابط شرعي لن يراها سوى بعد عقد القران ولا شيء سيغير رأيي هذا .
بعد مرور يومان تغير رأي مسعود رغما عن إرادته وها هو جالسا بانتظار عثمان كي يرى ابنته ولا أحد أشد منه ڠضبا من حالته هذه
ذهب عقله إلى ما حدث بالأمس حينما دلف إلى مجلس الشيخ عثمان ليجده يحكم بين رجلان أخدها يصيح في الآخر
ليصدح صوت عثمان هادرا بالرجل
كيف سولت لك نفسك أن ترفع صوتك بهذه الطريقة وأنت جالسا أمامي! إن لم تكن ستجلس بالمجلس بهدوء فلتغادر فلا أحد هنا يعلو صوته فوق صوتي.
ارتجف بدن الرجل وهو حقا يشعر بالندم فلقد نسي بأي موقف هنا بسبب غضبه الذي أعماه عن احترام كبيرهم الذي يجب عليه احترامه. ليرفع نظره إلى عثمان الذي تابع قائلا
ليجيبه الرجل بنبرة هادئة هذه المرة
الخطأ يا شيخنا أنني لم أكن أريد له أن يراها سوى بعد الزواج وبعد إلحاحهم وافقت أن يراها ليطلب أن يراها مرة ثانية كيف ذلك هل لأنني تنازلت مرة ووافقت على رؤيته يستغل الأمر ويتجبر علينا
بداية.. أنت لم تتنازل فما طلبه هو ليس إلا كما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم فإن لم تكن تعلم بالأمر فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما أي أحرى أن تدوم المودة بينكما فكيف تمنع عنه أن يرى ابنتك والنبي صلى الله عليه وسلم وصى بالأمر حتى إن رآها مرة وأراد ثانية فمن حقه أن ينظر إليها كي يستطيع أخذ القرار .
اجعله يرى ابنتك مرة ثانية.. انتهى المجلس
قال جملته الأخيرة بحسم لينهض الرجلان إلى الخارج بينما هو انتبه إلى مسعود الذي كان يقف جانبا ليقول بدهشة
مرحبا
الټفت إليه مسعود وهو يبتلع ريقه فهذا الأمر الذي استمع إليه الآن من الرجلان كان آتيا من أجل أن يفعل مثله معه وبعد هذا الحديث من عثمان لن يقدر على قول ما يريد وخاصة بعدما رأى صرامته في ما يخص الأمور الدينية ليجد نفسه ينطق دون تفكير
شعر عثمان بالضيق الشديد منه فهذا الرجل لا ينفك عن التقليل من شأن ابنته وعقله دون إرادة عنه باغته بسؤال عن حالها الآن وهل تعلم بقدوم والدها وطلبه لينشطر قلبها هذه المرة أم أن هذا الرجل جاء دون أن يخبرها
تمنى لو أنه زجره بعدة عبارات بسبب ما يفعله بقلب ابنته إلا أنه أبى أن يتحدث بشيء كي لا يسيء الآخر فهمه ويذهب ناقلا الكلام لابنته فتعاني هذه المرة بسببه هو فامتنع عثمان عن زجره خوفا عليها وهذه هي المرة الأولى التي يتنازل