الأربعاء 08 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل السادس بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس 
في قبضة الشيخ عثمان 
قابلته بخطوات مترددة ممزوجة بالخجل وهي تتذكر عبارتها التي لا تعلم إلى الآن كيف واتتها الجرأة لتقذفها بوجهه فلم تكن تتصور بأسوأ أحلامها أن تحدث أحدا بهذه الطريقة فكيف إن كان هذا الشخص هو ذاته من يجعل الارتباك يغلف قلبها كلما تقابلت نظراته مع خاصتها ولكن ألا يستحق بعدما تواقح معها!

ابتسم بقلبه ابتسامة حاول إخفاؤها بكل قوته وهو يعلم سبب خطواتها الخجلة رفعت أنظارها إليه بتساؤل عن سبب دعوته لها فعبس بنظراته قبل أن يقول ممثلا عدم رغبته في النظر إليها
- استعد للخروج فلدينا نزهة ليلية اليوم كي لا تقولين أني شحيح.
توسعت أعينها على آخرهما وهي تطالعه پصدمة وكأنه قد خرج عن الملة ليضم حاجبيه باندهاش يسألها 
- ماذا حدث أألجمتك المفاجأة إلى هذه الدرجة
لتنقلب تعابير وجهها إلى الضيق الشديد وهي تجيبه باندفاع
- أحقا تسأل! كيف تكون هكذا! كيف ترضى لأهل بيتك الخروج بل وتطلب مني فعل معصية كهذه!
لو كانت النظرات ټقتل لكانت نظراته أوقعتها أرضا في الحال فهي لم تتهمه بالفساد فقط بل وتحدثه بطريقة لم يحاوره بها والده يوما كاد أن يتفوه بما سيندم عليه لاحقا إلا أنه تمالك أعصابه وكور قبضته پغضب ثم انصرف من أمامها دون أن يقول شيء
شعرت بڠضبها يشتعل من هذا المنافق كما تراه الآن فصاحت بعلو
- لماذا تنصرف هكذا دون أن تجيبني.
- حينما تتعلمين التحدث بأدب سأجيبك.
لتتبدل نظراتها في ثانية واحدة إلى الندم الشديد بعد الڠضب الذي لم يمر عليه ثواني وكأنها تلبسها الجان فمن يراها يشعر أنها تعاني من انفصام في الشخصية أو شيء كهذا ولكن المؤكد أنها ليست طبيعية فكيف يتصرف الإنسان بالضدين معا في الوقت ذاته! ولكن ألا يحق لها بعد كل ما عانته أن تكون هكذا فهي الآن فاقدة الثقة بذاتها وبالمعلومات التي تعلمها من صغرها بل وبوالدها نفسه فكيف يريدها أن تثق به وتكون تبيعا له بكل ما يأمرها به أليس الخروج محرما على النساء إلا في الضرورة القصوى كما أملى عليها والدها كثيرا فكيف يطلب منها الخروج للتنزه إذا!
بغرفة عثمان
جلس على فراشه بهدوء وعقل شارد فيما حدث بالخارج بالحقيقة هو ليس غاضبا إلى ذاك الحد الذي أظهره لها ولكنه تعمد إظهار الڠضب إليها كي تتعلم الثقة به فلا يصح أن تتهمه بالنفاق بكل مرة يعرض عليها شيئا مخالفا لأوامر والدها يرى أن يحاول أولا وضع الثقة بقلبها كي يستطيع انتزاع الثمرة الضالة من جذورها وغرس أخرى نقية لا يشوبها شائبة
استمع إلى طرقات على باب الغرفة لينهض واقفا بابتسامة أخبرت عن تفكيره الذي كان يعلم جيدا أنها ستبادر بصلحه لينفتح الباب على وجهها فأسرعت تقول
- أليس الخروج محرما للنساء
تنهد بقوة قبل أن يقول بصدر رحب

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات