الخميس 09 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل السادس بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

رافقته به وسعادتها وهي تنظر إلى الماء يحاوطهما من جميع الجهات فاق من شروده على النادل يضع الطعام على مائدتهما بينما الأخرى تراقبه بحماس وعيناها تحدق في كل ما يقدم إليهما بانبهار وبالأخص تلك الحركات التي يفعلها النادل بمهارة باستخدام النيران كي يجذب انتباه الزبائن إليه.
كل شيء كان يسير بينهما على أكمل وجه بل لو كانت السعادة تتحدث لكانت صړخت بهما ضيقا من فرط انتهاكهم لها واستعمالها كثيرا في وقت قليل فاق عثمان من شروده بذكريات اليوم على صوتها الرقيق الذي ارتفع قليلا وهي تقول للنادل پخوف 
- انتبه.. ستحترق
لينظر إليها النادل بابتسامة مجاملة أخبرتها أنه يعلم ما يفعل لتتنهد براحة بينما تلك النظرة لم يبتلعها عثمان بل حدجها بغلظة قبل أن يشير للنادل بالانصراف وشفتاه تتحدث پعنف لم تعهده عليه
- انصرف.. مللنا من هذا العرض
ليشعر النادل بالحرج قبل أن يأخذ معداته ويطيع أمره بينما عثمان راوده شعور بالذنب على إحراجه له فهو يعلم جيدا أن الآخر ما فعل هذا الأمر إلا لمتطلبات عمله ولكن أيرغمه العمل أيضا أن ينظر لامرأته بتلك النظرة التي تشعل النيران بصدره وتعجلها تتشبث بكل ما يشم رائحتها!
- لم تحدثت معه بهذه الطريقة الفظة! أتحسب كسر الخواطر هينا
شعر بالغيظ منها وأراد أن يطولها هي الأخرى بعض من روائح غضبه فهي من بادرت وأبدت قلقها على الآخر ولكنه منع نفسه بقوة عن فعل ذلك فهو يعلم جيدا أنها ما فعلت ذلك إلا بسبب تلقائيتها التي تجعل قلبه يكاد يجن من أجلها
راودها الشعور بالغيظ منه هي الأخرى بعدما امتنع عن إجابة سؤالها لتشيح بوجهها إلى الجهة الأخرى في إشارة منها لإعلان ڠضبها.
رمقها بضيق من انتهاء هذا اليوم السعيد بموقف غليظ يقبض على قلوبهما وكأن السعادة انتصرت في التحرر من أسرهما لها.
بدأ في تناول طعامه بهدوء وعيناه تسترق النظرات بين الدقيقة والأخرى إلى أن مل من الانتظار وأضاف بجدية لم يتعمدها.
- تناول طعامك.
تعمدت عدم الاستماع إليه بأول الأمر إلى أن جز على مقدمة أسنانة وهو يقول پغضب لم يستطع السيطرة عليه هذه المرة
- لن أكررها ثانيا
شعرت برائحة غضبه تفوح من بين كلماته فالتفتت إلى طبق الطعام وبدأت في تناوله برغبة منعدمة وهذا الموقف اليسير ذكرها بما كانت تمر به في بيت أبيها فانقلبت شفتيها رغما عنها تمهيدا لبكاء لم تستطع التحكم به.
- ما بالك
قالها بصوت متخوف من أن يكون صمتها لذاك السبب الذي راود عقله فلم تستمع إليه من فرط تفكيرها في كيفية إحجام صوت بكاءها الذي أوشك على الهروب من قبضة حنجرتها.
شعر بقلبه ېتمزق بعدما بدأ التيقن من شكه شيئا فشيء ليقترب بمقعده قليلا وعيناه تدور حولهما خوفا من جذب انتباه أحد إليهم ثم التقط كفيها وضغط عليهما بحنان وصل سريعا بحركته تلك إلى قلبها البارد فأدفئه وكأنه بقبضته لراحتيها قد سكب حنانه بين عروقها.
خرج صوتها خاڤتا بعد حركته التي زادت من انفعالها لېمزق بكاءها قلبه ورغبته في احتوائها بين ضلوعه تتزايد كلما استمع أنينها ليقول بصوت شع منه الندم
- أعتذر مارية.. أعتذر حبيبتي.. أقسم لك لم أتعمد كل هذا.. فقط كنت أشعر بالڠضب منه لغيرتي عليك ليس أكثر من ذلك
شعر باستكانتها استجابة لحديثه فتابع مستغلا صمتها
- أنت تعلمين أنني لم أتعمد أن أقسو عليك ولكن ماذا أفعل بقلبي الذي هاجمني كذئب مفترس غيرة على مالكته.
على الفور تبدلت مشاعرها السلبية التي كانت تسيطر على حواسها إلى أخرى خجلة مرتبكة ليشعر هو بهدوئها فضغط على أناملها مرة أخرى قبل أن يقول بحنان
- هيا نتناول الطعام.. فأنا أعلم أن معدتك تضوي جوعا.
حل بينهما الصمت والسكون قليلا إلى أن ملأ "الشوكة" الخاصة به بقطعة صغيرة من اللحم المشوي وقدمها من رأسها بإحدى يديه بينما اليد الأخرى يساعد بها نفسه في إيصال الطعام إليها من خلف نقابها.
خجل فطري راودها من حركته تلك لتنظر حولها بحياء قبل أن تلتقط ما قدمه إليها وتقول متمتمة
- حسنا سأتناوله بمفردي
أومأ إليها مبتسما لتدور عيناها تبتعد عن مرمى عيناه بحرج من فعلته ومن تلك المشاعر الي يتزايد حجمها بداخلها يوما بعد يوم.
يتبع..

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات