الخميس 09 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل السادس بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

الدرجة ليشعر بخجلها ويحاول إنجاز ما بدأ به سريعا كي لا يزيد من الضغط عليها مخالفا لفؤاده الذي يئن رغبة في عدم الانتهاء مما يفعل.
التقط نقاب الوجه ليعقده حول رأسها بهدوء إلى أن انتهى فابتعد ليسمح لها بالنظر إلى هيئتها بالمرآة
زفرت بقوة فور ابتعاده وكأنه كان يقبض على أنفاسها بين يديه ليتجاهل فعلتها وهو ينظر إلى هيئتها بالمرآة قائلا بإعجاب
- أخبريني.. كيف يكون لك أن تكون بكل هذه الفتنة على الرغم من تلحفك بهذه الثياب الساترة أيليق بالشمس بعد أن تتوارى خلف القمر أن تكون فاتنة أم أنك قمر اختبأ بين ظلام الليل فعجز الليل عن احتواءه ليبدو خاطفا للأنظار كهيئتك!
لو كان الخجل رصاصات ټقتل لكانت بين الأموات الآن ولكنه خجل سمج يأبى الانفكاك عنها بهذه اللحظة وأمام ذاك الذي يتفنن بتعذيبها بكلماته.
ابتعد عنها قليلا بعدما شعر بقرب نفاذ طاقتها عن التحمل فتوجه خارجا وهو يقول
- سأكون بانتظارك أمام البيت أرتدي حذائي فذاك الحذاء العصري يجعلني أمضي عدة ساعات بارتداءه أما أنت فأمامك عدة أحذية انتق ما يناسبك من أي اللونين الأبيض أو الأسود فكلاهما سيليق برداءك
أومأت إليه بإيجاب لتنتقل بنظراتها إلى المرآة وسرعان ما ابتهج قلبها بسعادة وعيناها تقع على حسنها لم تكن تعلم أن هيئتها ستكون بهذا البهاء فهي تذكر المرة التي خرجت بها من بيت أبيها حينما اضطر الآخر للذهاب بها إلى المشفى وحالتها المزرية بل المخيفة التي كانت عليها فإن قارنت بين تلك وهذه فحتما لن يكون هناك وجه مقارنة واحد.
انتقلت بأنظارها إلى الأحذية لتقيس أول ما وقعت عينيها عليه فوجدته واسعا بعض الشيء ارتدت الآخر الأبيض لتجده مناسبا لقدمها فابتسمت بسعادة وخرجت إليه وهي تنتظر تعليقه على الحذاء بقدميها كطفل ينتظر ردة فعل والده على شيء جديد فعله للمرة الأولى.
شعرت بالإجباط حينما وجدته لم يلتفت إلى قدميها بل وأمسك يدها اليمنى برفق ونزل بها إلى الأسفل ظلت صامتة مثله إلى أن اقتربا من إنهاء السلم لتجده يقترب من أذنيها هامسا
- الحذاء جملته قدماك
اتسعت ابتسامتها من خلف نقابها فشعر بها ولكنه صمت حينما اقترب من والده ليجلسا برفقته عدة دقائق قبل أن يأخذها وهو يعد قلبه سرا بأنه سيكون يوما لن ينساه كلاهما.
بعد ساعتان من وجودهما بالخارج جلست مارية أمام عثمان في أحد المطاعم وعيناها لا تكف عن النظر ومطالعة كل ما حولها ابتسم عثمان لأجل سعادتها بحنان يشعر أن العالم بأكمله يبتسم إليه عبر ابتسامتها هذه غرق عقله في تذكر جميع الأحداث التي أبهجت أفئدتهما في الساعتين السابقتين مرورا بالأرجوحة الصغيرة التي كانا يلتصقان ببعضهما بها من فرط ضيقها فكان يشعر بأنها ستفقد وعيها من فرط خجلها إلى أن وصل عقله إلى المركب الصغير الذي

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات