الخميس 09 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل السادس بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

كيف يكون محرما والنبي كان يخرج برفقة زوجاته ويتسابق معهن ألم تستمع إلى سباقه صلى الله عليه وسلم مع السيدة عائشة والألعاب التي كانوا يمضون أوقاتهم بها كثير من الأحاديث وسيرة النبي يوضحون أن النبي كانت زوجاته تخرجن كثيرا فكيف يكون محرما ويفعله النبي صلى الله عليه وسلم
لم يصدر عنها سوى تلك النظرة الشاردة التي ظلت توجهها إليه وهي تقتنع حقا بكلامه فشقيقها بل وأبيها قد قص عليها الكثير من الأحاديث التي تدعم كلمات عثمان ليقول الآخر بحذر كي لا يشعرها بالضيق أو الانتقاص من شأن والدها
- مارية.. أريدك أن تعلمي شيئا..الدين ليس بتلك الصعوبة التي ترينه بها بل هو أيسر بكثير مما تظنين.. فما رأيك بأن تسأليني أولا في أي حكم اشتبه عليك وتضعي ما تعلمته جانبا.. فيبدو أن بعض الأمور قد التبست عليك.
أنصتت قليلا وكأنها تقلب كلماته بعقلها قبل أن تومأ إليه موافقة ثم قالت بتردد وخجل
- أمازال عرضك بالخروج ساريا
أهداها ابتسامة رقيقة قبل أن يوميء برأسه يصطحبها إلى خارج غرفته لتبتسم بحماس شديد وهي تشعر بأنها بحاجة إلى رؤية العالم الخارجي ومراقبة البشر وتصرفاتهم وسرعان ما تبدل حماسها إلى الضيق وهي تقول
- ولكن لا أعلم ماذا علي أن أرتدي حين خروجي فلا أدري كيف أنسق ملابسي وماذا أرتدي.
ليهز رأسه نافيا لضيقها قبل أن يقول بحنان
- أولا انفض غبار الضيق عن وجههك ولا تجعليه يقترب منك مرة ثانية فإن عجزت عن فعل ما تحتاجين فما أنا سوى مارد لتحقيق ما تريدينه.
ابتسمت على مقولته التي أعجبتها لتراقبه وهو يدلف إلى غرفتهما لتجده يفتح الخزانة من الجهة الأخرى ويخرج منها فستانا باللون الطوبي مرفقا بخمار ونقاب من اللون الأسود ثم انتقل بخفة إلى أحد الأدراج وانتقل منها جورب وقفازات بذات اللون السابق ليقول بابتسامة وهو يضع دبابيس الرأس أمام أعينها
- هذا كل ما ستحتاجينه.. ارتد الفستان هذا وأنا سأساعدك في ارتداء الباقي.. أم تريدين أن أساعدك في ارتداء الفستان أيضا
قال كلمته الأخيرة بمكر لتلتهب وجنتيها باحمرار فضحك بخفة قبل أن يذهب خارج الغرفة لتتبعه نظراتها التي تنطق بالشكر وبعض المشاعر التي لا تعرف ماهيتها والتي بدأت في الظهور على يد ذاك الرجل.
بعد دقائق قليلة خرجت إليه بردائها الذي ينزل قليلا باتساع رقيق فابتسم على هيئتها الخاطفة للأنفاس بذاك اللون الذي لائم بشرتها قليلا ليقول
- جذابة
ابتسمت بخجل ثم قالت
- هل بإمكانك مساعدتي في ارتداء الخمار والنقاب فلا أعلم كيفية ارتدائهما بطريقة مناسبة
- بالطبع.. على الرحب
خجلت من نظراته التي يرمقها بها ليتضاعف خجلها وهو يقترب منها ليجذبها أمام المرآة ويبدأ في تثبيت الخمار
كادت تفقد وعيها من تلك المسافة التي تكاد تكون منعدمة بينهما فهذه المرة الأولى التي يقترب منها رجل إلى هذه

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات