رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الثالث بقلم سمية رشاد
عثمان إليه بعدما استشعر عينيها التي اغتمت بمجرد استماعها لحديث أبيها الذي أشعره بأنه قدم لشراء شيء فقال بهدوء
أخبرني عما تريد يا شيخ مسعود
ليجيبه مسعود
لن نتفق على تفاصل الجهاز لأننا نعلم أن الزواج في قريتنا يسير كما الشرع فيتكلف الزوج بكل الأجهزة ولكن أردت الاتفاق على الموعد فأنا لا تروقني الخطبة وتلك الأمور المائعة
حسنا أوافق على الموعد الذي تريدونه ولكن المهم قبل موافقتي هو موافقة ابنتكم فهلا استمعنا لرأيها في هذا الأمر
شعر مسعود بالحقد عليه لإصراره على إعطاء ابنته حجما أكبر من حجمها ولكن لم يستطع أمام نظرات عثمان القوية سوى أن قال بغيظ شعر به جميع الجالسين
وما رأيك يا مارية!
لماذا لا تجيبين يا فتاة تحدثي
شعر عثمان بالڠضب من هذا الرجل الذي لا يتهاون في استدعاء غضبه فقال بنبرة أشعرت الآخر بأنه فاق حدوده
تنهد مسعود بقوة غير قادرا على قول شيء ليصدح صوت مارية المرتجف الذي بالكاد استمعوا إليه
ليفعل أبي ما يريد.. فالقرار قراره.
ابتسم مسعود بانتصار بعدما استمع إلى حديث ابنته الذي كان يتوقعه بينما عثمان كان تائها في عالم آخر ولم يستطع العودة منه عالم تحتله عيناها بينما صوتها هو ما يتشبث بثيابه كي يبقى به ولكن صوت مسعود الغليظ أجبره لينتزع نفسه نزعا من صوتها وهو يقول
أومأ إليه عثمان بإيجاب هو كان يريد أن يتفقان على خطبة لمدة شهر على الأقل كي تتقبل الأمر ولكن لم يشأ الحديث كي لا تشعر بأنه يماطل ليتهرب من الزواج منها وهو الذي لم يقدر الآن على رفضه حتى وإن أراد والدها.
أقدم اعتذاري مرة ثانية لعدم حضور والدي برفقتي فأنتم تعلمون بحالته الصحية.
ليقول مسعود بتفهم مجاملا
شفاه الله وعافاه أبلغه مني السلام.
مرت العشر الأيام على خير لم يحدث بهم أمر جديد سوى انتهاء عثمان من تجهيز الدور الثاني والذي كان بالفعل لا ينقصه سوى القليل وذاك الفستان الرائع الذي أرسله عثمان لبيت مسعود ومعه وشاح أبيض بنقاب مماثل له في اللون.
سار بها إلى الداخل ليقفا أمام والده الذي استقبلهما بحفاوة كبيرة وظل يردد لهما الكثير من الأدعية التي نطقت بسعادته اقترب عثمان قليلا من أذن مارية ليهمس إليها بنبرة حنونة ارتجف لها قلبها
بإمكانك نزع النقاب الآن فالبيت هنا آمن من الرجال لا تخافين.. لا يوجد سواي وأبي
هزت رأسها إليه بإيجاب ثم شرعت في نزع نقابها عن وجهها وارتعاش كفيها ظاهر للعيان فاهتز