رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الثاني والعشرون بقلم ناهد خالد
قبل أن تصرخ به
_ أنت... أنت السبب الحقيقي في معناتي.. أنت الکابوس اللي كان بيطاردني كل السنين اللي فاتت أنت اللي اقنعت طفلة انه قاټل ومريض أنت اللي كرهتني فيه وخليته زي الشبح في ذاكرتي أنا... أنا مخوفتش منه غير بعد كلامك... أنا يمكن كنت خاېفة طبيعي بعد اللي حصل وكانت حالتي مش كويسة بس.. بس مكرهتوش انا كنت شايفه انه مش قاصد كنت شايفه اننا غلطانين مش هو بس لكن بعد كلامك دخلت عقلي انه كان قاصد وانه هو بس المذنب كلامك حسسني بالذنب اكتر اني عرضت اختي لمريض زيه بجملة عفوية مني له وانا بشتكيله انها بتضربني... انا كنت طفلة عمري ما افكر اهرب ولا افكر انه ممكن ېقتلني.. لاني ببساطة كنت مقتنعة انه مكانش قاصد...
_ مكنتش أنت سبب تعبي وهلاوسي لو كنت فضلت معاك ومسمعتش كلامه وهربت مكنتش هبقى كده مكنتش هبقى مريضة نفسية بتعالج ولا كنت هكرهك واشوفك عدوي... انا دلوقتي بس فهمت جملة الدكتور لما قالي مرة دوري على السبب الحقيقي لكل اللي أنت فيه... دوري على الشخص اللي أذاكي فعلا مش مجرد شماعة بتعلقي عليها اللي حصلك... هو...
_ أنت اللي أذتني... أنت المؤذي الحقيقي في حكايتي..
شعرت بذراعه يحاوط كتفها يرجعها برفق للخلف لتبتعد اكثر عن حسن ووقف هو أمامه بجمود ملامحه ونبرته حتى نظرته وببطء قال
شوف وراك ايه يا بابا متعطلش نفسك.
والواقفة خلفه اتسعت عيناها ذهولا وهي تسمع حديثه ألم يصدقها ورددتها بصوت عال متسائلة
التف برأسه فقط لينظر لها من فوق كتفه وقال بهدوء
_ أيا كان اللي حصل زمان فهو حصل المهم إنك معايا دلوقتي... ومعتقدش في داعي انكوا تفتحوا في القديم..
قال جملته الأخيرة وهو يعاود النظر ل حسن الذي طالعه بشك وعدم ثقة في موقفه لكنه وعلى مضض هز رأسه ونظر لها مرة أخيرة بكره واضح قبل أن يقرر الانسحاب.. وقبلها مال عليه مراد برأسه يهمس له
فقط وعاد لوقفته يبتسم بهدوء حتى ظن حسن لوهلة أنه اخطأ السمع... لكن نظرت الأخير أكدت له صحة ما سمع... فقد كانت هادئة هدوئة المخيف..
__________________
وصلوا لشقة باهر الخاصة...
وبعد تناول عشاء خفيف أحضره باهر في طريقه اتجه كلا منهم لغرفته ليستريح من عناء اليوم وكان من الطبيعي أن يكون الوضع لباهر و جاسمين على النحو التالي كلا منهما سيبيت ليلته في غرفة منفردة حتى يتوصلا لحل أخير... إما البعد إما...
أخذ نفسا عميقا... عميقا جدا قبل أن يرتدي قميصه العلوي ويتجه لفتح الباب فتحه ليجدها أمامه كما توقع تماما كانت نظراتها هادئة وطبيعية وهي تطلب منه برفق
_ تمام تعالي نتكلم في الصالة..
وكان تنبيها منه لعدم أحقيتهما للمكوث سويا في غرفة مغلقة ولكنها تجاهلت تنبيهه ودفعته ليبتعد عن طريقها وهي تدلف للغرفة متجهة للأريكة