الإثنين 06 يناير 2025

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الثاني والعشرون بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

قبل أن تصرخ به
_ أنت... أنت السبب الحقيقي في معناتي.. أنت الکابوس اللي كان بيطاردني كل السنين اللي فاتت أنت اللي اقنعت طفلة انه قاټل ومريض أنت اللي كرهتني فيه وخليته زي الشبح في ذاكرتي أنا... أنا مخوفتش منه غير بعد كلامك... أنا يمكن كنت خاېفة طبيعي بعد اللي حصل وكانت حالتي مش كويسة بس.. بس مكرهتوش انا كنت شايفه انه مش قاصد كنت شايفه اننا غلطانين مش هو بس لكن بعد كلامك دخلت عقلي انه كان قاصد وانه هو بس المذنب كلامك حسسني بالذنب اكتر اني عرضت اختي لمريض زيه بجملة عفوية مني له وانا بشتكيله انها بتضربني... انا كنت طفلة عمري ما افكر اهرب ولا افكر انه ممكن ېقتلني.. لاني ببساطة كنت مقتنعة انه مكانش قاصد...
نظرت خلفها ل مراد الصامت والهادئ بشكل مريب عيناه ثابتة عليهما فقط لم يتفوه بحرف ولم يظهر على ملامحه أي رد فعل... كالعادة! حركت رأسها يمينا وهي تبكي بشهقات تعالت في اللحظة
_ مكنتش أنت سبب تعبي وهلاوسي لو كنت فضلت معاك ومسمعتش كلامه وهربت مكنتش هبقى كده مكنتش هبقى مريضة نفسية بتعالج ولا كنت هكرهك واشوفك عدوي... انا دلوقتي بس فهمت جملة الدكتور لما قالي مرة دوري على السبب الحقيقي لكل اللي أنت فيه... دوري على الشخص اللي أذاكي فعلا مش مجرد شماعة بتعلقي عليها اللي حصلك... هو...
الټفت تنظر ل حسن مرة أخرى وهي تصرخ به
_ أنت اللي أذتني... أنت المؤذي الحقيقي في حكايتي..
شعرت بذراعه يحاوط كتفها يرجعها برفق للخلف لتبتعد اكثر عن حسن ووقف هو أمامه بجمود ملامحه ونبرته حتى نظرته وببطء قال
شوف وراك ايه يا بابا متعطلش نفسك.
والواقفة خلفه اتسعت عيناها ذهولا وهي تسمع حديثه ألم يصدقها ورددتها بصوت عال متسائلة
_ أنت... أنت مصدقتنيش
التف برأسه فقط لينظر لها من فوق كتفه وقال بهدوء
_ أيا كان اللي حصل زمان فهو حصل المهم إنك معايا دلوقتي... ومعتقدش في داعي انكوا تفتحوا في القديم..
قال جملته الأخيرة وهو يعاود النظر ل حسن الذي طالعه بشك وعدم ثقة في موقفه لكنه وعلى مضض هز رأسه ونظر لها مرة أخيرة بكره واضح قبل أن يقرر الانسحاب.. وقبلها مال عليه مراد برأسه يهمس له
_ مخلصتش....
فقط وعاد لوقفته يبتسم بهدوء حتى ظن حسن لوهلة أنه اخطأ السمع... لكن نظرت الأخير أكدت له صحة ما سمع... فقد كانت هادئة هدوئة المخيف..
__________________
وصلوا لشقة باهر الخاصة...
وبعد تناول عشاء خفيف أحضره باهر في طريقه اتجه كلا منهم لغرفته ليستريح من عناء اليوم وكان من الطبيعي أن يكون الوضع لباهر و جاسمين على النحو التالي كلا منهما سيبيت ليلته في غرفة منفردة حتى يتوصلا لحل أخير... إما البعد إما...
استمع لدقات خاڤتة فوق باب غرفته والتي يبيت فيها لأول مرة تاركا غرفتهما الرئيسية فحتى بعد انفصالهما المؤقت لم يبرحها أبدا شاعرا بوجود رائحتها وروحها فيها علم من دقاتها أنها هي.. فمن سيأتيه غيرها بعد أن خلد الجميع للنوم!
أخذ نفسا عميقا... عميقا جدا قبل أن يرتدي قميصه العلوي ويتجه لفتح الباب فتحه ليجدها أمامه كما توقع تماما كانت نظراتها هادئة وطبيعية وهي تطلب منه برفق
_ ممكن نتكلم أنا مش هعرف اقضي الليلة عادي كده قبل ما نتكلم.. مش هرتاح!!
_ تمام تعالي نتكلم في الصالة..
وكان تنبيها منه لعدم أحقيتهما للمكوث سويا في غرفة مغلقة ولكنها تجاهلت تنبيهه ودفعته ليبتعد عن طريقها وهي تدلف للغرفة متجهة للأريكة

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات