رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل السابع بقلم رضوي جاويش
طبق مهلبية دقته فحياتي .. أنا لازم أعرف سر الوصفة ..
هتفت نرمين مازحة اوعي تقوليله يا طنط ..هياخد الوصفة وينزلها باسمه ..
هتفت إحسان اخيرا متسائلة في تعجب ينزلها فين !..
أكد حاتم على قناته بتاعت الأكل على اليوتيوب ..أكلة وغنوة دي قناة مشهورة وعدت المليون مشاهد..
تطلعت إحسان إليه في عدم إدراك لأهمية الأمر فلم يكن لها علاقة وطيدة بالهواتف ولا مواقع التواصل الاجتماعي .. لذا لم تعقب .. لتهتف نرمين مقترحة في سعادة إيه رأيك يا غنوة تطلع طنط إحسان معاك ع القناة وتعمل المهلبية الهايلة دي !..
اضطربت إحسان غير قادرة على الرد وهتفت في تعجب اطلع فين!.. أنا مليش فالكلام ده خالص!..
هتف عبدالغني في هدوء احنا هنعلمك بس قولي آه .. وليكي نسبة مش هاكل عليك حقك ..
تطلعت إليه لا تعرف ماذا يقصد بنسبة تلك .. هل ستحصل على مال مقابل وصفة طعام !..
كانت تجلس أمام التلفاز تتلهى قليلا عن أوجاع قلبها تحاول تناسي كل ما طرأ على حياتها بلا مقدمات لتصبح فجأة خالية من وجوده الذي كانت تتنفسه .. احساسها كان أشبه بمدمن في أيام التعافي الأولى وهي تحاول التغلب على ألم الاشتياق إلى محياه ومقاومة أعراض انسحابه من ډمها وروحها.. ويا له من ألم !..
لم تر أمامها إلا صورة كمال بديلا عن البطل وتلك المرأة التي احتلت مكانها بحياته هي تلك المرأة المغوية.. شعرت بنيران تسكب پدمها كأنما هي حمم وهمت بغلق التلفاز لكنها أصرت على استكمال المشهد حتى نهايته .. نهضت مسرعة لغرفتها وأغلقت خلفها بابها وتوجهت لهاتفها وشغلت إحدى الأغاني وبدأت في تقليد حركات الإغواء في محاولة منها لإجادتها ..
اطالت النظر بمرآتها وأخيرا سقطت أرضا تضم جسدها بذراعيها وقد اڼفجرت باكية وجيعتها وخيبتها ولوعة قلبها ..
لم تكن يوما امرأة على حق .. امرأة كما أرادها .. اضاعته بإهمالها نفسها قبل أن تهمله فكانت النتيجة خسرانه للأبد ..
دخل الغرفة متنهدا فهذا اليوم الثالث على التوالي الذي تغيب فيه .. كان شعورا عجيبا على نفسه أن يستشعر الاشتياق لمحياها .. لم يكن يدرك أنه ما يزل قادرا على الإحساس بتلك المشاعر وأن قلبه ما زال ينبض بين جنباته بعد سنين طوال من تناسيه..
كان يكبح جماح نفسه باللحظة الأخيرة وهو يهم بالاندفاع لحارتها