الأربعاء 08 يناير 2025

رواية رحماء بينهم الفصل السادس بقلم علياء شعبان

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

يود قوله أومأت دون أدنى استيعاب منها اختلس نظرة سريعة إليها ثم نزل ببصره مجددا وابتسم بغتة ثم تابع
بتسألي أيه العلاقة مش كدا
انتظر لبرهة ثم أضاف بهدوء
لأني فكرت في الذنب اللي هيعود لك وهرتكبه أنا كمان لما هبص لك.
رفعت وميض أحد حاجبيها ثم أضافت بغيظ مكتوم
أنا أعرف إن صوت المرأة عورة بس غريبة إن وجهها بقى عورة كمان!!!!
حاول أن يمنع قهقهة أكيدة أوشكت على أن تنفلت من بين شفتيه أومأ بهدوء ثم أكمل بنفي لمعتقدها الهزل
وجه المرأة مش عورة ولا حاجة يستحب تغطيته بس مش فرض وأنا مكنتش بتكلم عن وشك خالص بتكلم عن شوية الشعر اللي شبه شخصيتك دول!
انفتح فمها على وسعه وهي ترفع أناملها إلى خصلات شعرها الخارجة عن الحجاب عن عمد منها توترت أثناء جلوسها فتابعت بصوت متلعثم يشوبه الاحراج
شبه شخصيتي إزاي!
تليد بصوت أجش يوجز الحديث حول هذا الأمر
يعني متمردين أو معتنقوش الإسلام لسه!! اللي عايز أقول له طالما اختارتي الحجاب عن رغبة يبقى تلتزمي بشروطه عن حب وتكوني قدوة لغيرك أما بالنسبة لي فلو وقع عليك الاختيار فأنا مستحيل أرتاح مع موظفة لابسة نص طرحة! انتهت المقابلة.
زوت وميض ما بين عينيها دهشة تستغرب حدة حديثه الأخير معها لم ترغب في إنهاء المقابلة بهذه الكلمات فأرادت أن تستبدلها بأخرى قررت الآتي أن ترفع أناملها صوب خصلاتها ثم تدفنهم أسفل غطاء رأسها كيلا يكون عنده حجة جديدة تحول دون النظر إليها ولو قليلا ظلت متشبثة بكرسيها ولاحظ هو ذلك ثم باغتته بما كان يخشاه من أول الجلسة
إنت مش عارفني!!!
انتفض قلبه هلعا يخفق بقوة بين أضلعه كالمتوجس خيفة ارتبط كلامها بماضيهما معا على الفور وظن أنها تعرف به دون أن يربط الأمر بالحاډثة الأخيرة أو ربما هرول تفكيره نحو أكثر الطرق الذي يرغب تخطيها والمرور عبرها!
عقد ما بين حاجبيه ثم تساءل ببرود مصطنع
مش فاهم.. المفروض أعرفك منين!
لم تخمد عباراته ثقتها الكاملة برؤيته من قبل تنهدت بضيق ثم أردفت بلهجة حادة
بعد إذنك بص لي!!!... أنا البنت اللي أنقذتها من الڠرق!
رفع بصره نحوها رويدا فوجدها نفذت رغبته بصورة سريعة رمقها بحذر لعدة ثواني قبل أن يردف بملامح ثابتة وصوت رخيم
بس أنا ما أنقذتش حد من الڠرق!!
وميض وهي تردف بصوت مخڼوق وحدس ما داخل نفسها ينفي إجابته
مستحيل بقول لحضرتك أنا شوفتك تحت المية وبعدها فوقت لقيت نفسي مع واحد تاني في مستشفى أرجوك أنا دماغي ھتنفجر من التفكير وما صدقت لقيتك جاوبني من فضلك!!!!
تليد وهو يلمح لمعة تشي ببوادر بكاء تطل من عينيها
بس أنا جاوبتك!
ابتلعت وميض غصة مريرة في حلقها ثم أضافت بهذيان وتفكير بلغ مبلغه منها
طيب إزاي إزاي أكون راكبة عربيتي وقافلة إزازها وأقع في النهر وأطلع عايشة رغم إن الشخص اللي طلب الاسعاف مش هو اللي أنقذني يبقى مين اللي أنقذني! وليه إنت اللي فرضا يعني تخيلته تحت المية!!!
خشي أن يضعف أمام عبراتها التي كادت أن تفيض على جفونها ويبوح بكل شيء انتصب في مكانه واقفا ثم قال بصوت ثابت يخترقه شرارة من الحدة والحسم
آنسة وميض المقابلة خلصت من ربع ساعة اتفضلي!
استدار يعطيها ظهره ثم سار نحو النافذة وبقى هناك ولكنه سمع شهقة خفيفة تنبعث منها وما هي إلا ثوان حتى وجدها تقول بصوت هاديء
كنت موجود أنا مش مچنونة ومش واقعة في دباديبك علشان أتخيلك كنت إنت ولو مش بتحب تقول الخير اللي بتعمله فدا شيء تاني لما تقول هترحمني

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات