رواية رحماء بينهم الفصل السادس بقلم علياء شعبان
على الأقل تفهم إننا مقدرين مشاعرها ومش مطنشين أو بنعاندها! لأني بصراحة مش مرتاحة بتوتر العلاقة بينا!.
فكر للحظات فيما تقول ولكنه حرص على معرفة رغبتها هي أولا فسألها بترقب
وإنت عايزة أيه!!
شروق بابتسامة منطفئة تقول
عايزة أعيش في راحة مش عايزة كل الأبواب تتقفل في وشي وكل مكان أروحه ألاقي فيه حد مش عايز يشوفني أو يفهمني!!!
أنا معاك في أي قرار المهم مشوفكيش ضعيفة ولا قدام نفسك حتى تمام!!!!
أومأت وهي تتشبث به لاقتباس بعض الطمأنينة والسکينة في جواره اللطيف.
استشاطت ڠضبا حينما وردها اتصالا من والدها يعرب فيه عن حزنه الشديد من تصرفها الطائش مع زوجة ذلك الرجل بعد أن استدعاه عثمان وبخ جميع كلماته الغاضبة في وجهه مهددا إياه بالاستغناء عن خدماته داخل القصر إن لم يسيطر على جموحها الغير مبرر.
عايزة موافقة على الخبر دا!
نزل المدير بعينيه إلى الورقة يقرأ ما بها متوجسا من چنونها الذي يشهده بين الحين والآخر تنهد بضيق ثم نظر إليها وقال بصوت معاتب
تاني يا وميض!!!
وتالت ورابع يا أستاذ توفيق أنا عايزة حقي أما بقى لو إنت خاېف فممكن أخد أخباري وأمشي وإنت عارف إن عروضي كتير بس أنا اللي باقية على المكان.
تنهد توفيق تنهيدة مكتومة وما هي إلا لحظات حتى خط توقيع موافقته على الورقة ثم ناولها لها وهو يقول بصوت نصوح
أنا لو خاېف فعليك إنت يا بنتي!
الانسان مش هيعيش غير عمر واحد يا يعيشه باحترام أو مذلول إحنا اللي بنختار قيمتنا وصورتنا في نظر الناس بعد إذنك!.
أومأ بهدوء فغادرت صوب إحدى الغرف ثم فتحتها على الفور لتجده يجلس أمام جهاز حاسوبه فتمد يدها له بالورقة ثم تقول بلهجة حازمة
الخبر دا في خلال نص ساعة يكون صفحة أولى في عدد النهاردة.
اعتبريه حصل يا باشا.
باغتته بابتسامة هادئة ثم غادرت.
توجهت صوب مكتبها وما أن دخلته حتى خارت قواها وهي تجلس فوق كرسيها ضيقا من شعورها بالظلم وجور الجميع على حقها إذ أنها ابنة العاملين بالقصر ولا يحق لها الدفاع عن نفسها خاصة بعد معرفتها بأن هذه السيدة وزوجها هم اليد العليا في حاډثة غرقها كما أن ابنة العاملين لا يمكن أن تكون على حق مطلقا ولو كان الدليل مرأى العين!
التقطت هاتفها پاختناق ثم بحثت عن الاسم وراحت تجري اتصالا بالرقم ولكنها شعرت بقليل من الأمل وهي تجد جرس الانتظار يخترق سمعها انتظرت بلهفة وشوق حتى جاءها