الأربعاء 08 يناير 2025

رواية رحماء بينهم الفصل السادس بقلم علياء شعبان

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

على الأقل تفهم إننا مقدرين مشاعرها ومش مطنشين أو بنعاندها! لأني بصراحة مش مرتاحة بتوتر العلاقة بينا!.
فكر للحظات فيما تقول ولكنه حرص على معرفة رغبتها هي أولا فسألها بترقب
وإنت عايزة أيه!!
شروق بابتسامة منطفئة تقول
عايزة أعيش في راحة مش عايزة كل الأبواب تتقفل في وشي وكل مكان أروحه ألاقي فيه حد مش عايز يشوفني أو يفهمني!!!
تنهد عمران بهدوء متفهما فحوى رسالتها التي تقصدها من وراء كلماتها مقاطعة والدها لها ټؤذي نفسها التي تعشق السلام والسلم معذورة فهي لم تر والدها منذ ليلة الزفاف عندما جلس بجوار المأذون لإتمام عقد القران بعد وصلة من الإلحاح عليه من قبل زوجته وابنتيه ولكنه اشترط قبل أن يضع يده في يد عمران أن تكون هذه المرة الأخيرة التي يراها داخل القصر أو يسمع صوتها لقد كان قرارا مجحفا منه أن تضع إنسانا بين نصلي مقص حاد وتطلب منه إما أن ينصاع لرغباتك التي لا مبرر لها أو تضغط بهما على عنقه ناهيا الباقي من أنفاسه التي عانت الكثير بفضلك!
قام عمران بجذبها إلى صدره ثم ربت على خصلات شعرها وقال بصوت حنون معين لنفسها الحساسة
أنا معاك في أي قرار المهم مشوفكيش ضعيفة ولا قدام نفسك حتى تمام!!!!
أومأت وهي تتشبث به لاقتباس بعض الطمأنينة والسکينة في جواره اللطيف.
استشاطت ڠضبا حينما وردها اتصالا من والدها يعرب فيه عن حزنه الشديد من تصرفها الطائش مع زوجة ذلك الرجل بعد أن استدعاه عثمان وبخ جميع كلماته الغاضبة في وجهه مهددا إياه بالاستغناء عن خدماته داخل القصر إن لم يسيطر على جموحها الغير مبرر.
اندفعت نحو مكتب مديرها داخل الجريدة دقت الباب بقوة فأمرها بالدخول خطت صوبه بحركات سريعة ثم وضعت أمامه ورقة طويلة وأضافت بنبرة مشټعلة من الغيظ
عايزة موافقة على الخبر دا!
نزل المدير بعينيه إلى الورقة يقرأ ما بها متوجسا من چنونها الذي يشهده بين الحين والآخر تنهد بضيق ثم نظر إليها وقال بصوت معاتب
تاني يا وميض!!!
وميض بصوت عال متأجج من الغيظ
وتالت ورابع يا أستاذ توفيق أنا عايزة حقي أما بقى لو إنت خاېف فممكن أخد أخباري وأمشي وإنت عارف إن عروضي كتير بس أنا اللي باقية على المكان.
تنهد توفيق تنهيدة مكتومة وما هي إلا لحظات حتى خط توقيع موافقته على الورقة ثم ناولها لها وهو يقول بصوت نصوح
أنا لو خاېف فعليك إنت يا بنتي!
تناولت الورقة منه ثم أضافت بصوت ثابت وملامح متبلدة
الانسان مش هيعيش غير عمر واحد يا يعيشه باحترام أو مذلول إحنا اللي بنختار قيمتنا وصورتنا في نظر الناس بعد إذنك!.
أومأ بهدوء فغادرت صوب إحدى الغرف ثم فتحتها على الفور لتجده يجلس أمام جهاز حاسوبه فتمد يدها له بالورقة ثم تقول بلهجة حازمة
الخبر دا في خلال نص ساعة يكون صفحة أولى في عدد النهاردة.
أضاف الأخير بانصياع
اعتبريه حصل يا باشا.
باغتته بابتسامة هادئة ثم غادرت.
توجهت صوب مكتبها وما أن دخلته حتى خارت قواها وهي تجلس فوق كرسيها ضيقا من شعورها بالظلم وجور الجميع على حقها إذ أنها ابنة العاملين بالقصر ولا يحق لها الدفاع عن نفسها خاصة بعد معرفتها بأن هذه السيدة وزوجها هم اليد العليا في حاډثة غرقها كما أن ابنة العاملين لا يمكن أن تكون على حق مطلقا ولو كان الدليل مرأى العين!
التقطت هاتفها پاختناق ثم بحثت عن الاسم وراحت تجري اتصالا بالرقم ولكنها شعرت بقليل من الأمل وهي تجد جرس الانتظار يخترق سمعها انتظرت بلهفة وشوق حتى جاءها

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات