الخميس 09 يناير 2025

رواية رحماء بينهم الفصل السادس بقلم علياء شعبان

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الصوت فقالت بضيق ملهوف
وحشتني يا حيوان إنت!!!!
تجاوزا معا بوابة الشركة سيرا حتى السيارة لتبقى سكون واقفة في مكانها ثم تنظر إلى والدها وتقول بصوت مرتخ يحاط بهالة من الملل
بابا أنا هستنى واحدة صاحبتي وهنخرج شوية.
استدار عثمان إليها قبل أن يركب السيارة ثم ربت على وجنتها قائلا بتفهم
ماشي حبيبتي اخرجي وغيري جو من ضغط الشغل.
أومأت متدبرة ابتسامة باهتة فركب السيارة التي انطلقت على الفور ظلت سكون واقفة في حيرة تنظر يمنة ويسرى شاعرة بالفراغ الذي يخلفه انتهاء دوامها بالشركة تنهدت بملل ثم تمشت نحو ناصية الشارع تنظر في أوجه الناس بلا هدف لم تكن هذه المرة الأولى التي تشعر فيها بأنها وحيدة بلا أصدقاء أو أقارب لقد أبعدها عملها مع والدها عن تكوين صداقات جديدة ليتضح لها مع مرور الوقت أنها باتت وحيدة حتى أصيبت حياتها بالرتابة والروتين.
ظلت تسير في الشوارع بلا هدف يذكر حتى قررت أن تستقل سيارة أجرة رغم جهلها عن وجهتها التي تذهب إليها ركبت السيارة فقال السائق باهتمام
على فين يا هانم!!!
التفتت بنظراتها إلى السائق تفكر في إجابة على سؤاله وحينما فشلت في اختلاق إجابة قالت بنبرة متحشرجة
مش عارفة بس متقلقش هحاسبك زي ما إنت عايز.
أومأ الأخير متراضا وساق دون أن يسأل مرة أخرى كانت تنظر من النافذة باكتئاب شديد جعلها ترى كل شيء من حولها منطفئا خاليا من ألوان البهجة تسأل نفسها إلى أية درجة يملك الإنسان من طاقة كي يتكرر يومه كل يوم بنفس النمط والشكل على مدار عشرين عاما لا تزال طالبة بالجامعة ولكن صداقات والدها جعلتها لا تذهب إلى هناك كثيرا وتحصل على التقدير الذي تبتغيه يستند والدها على صداقات قوية رغم منعه إياها من تكوين أية صداقات باعتبارها دوما ما تكون وهمية وضعيفة لن تستفيد منها شيئا رأت في ذلك نقيضا غريبا ولكنها لا تود احزانه كي لا يشعر بفقدان الأبناء بعد إصابة عمر وغياب شروق.
في هذه اللحظة تذكرت عمها سليمان ذلك الرجل الذي أحبها في صغرها وكان يحنو عليها ويأتي لها بالألعاب والحلوى حينما كانت تسحبها شروق إليه دون علم والديهما سكون تعلم مدى حب شقيقتها للشيخ سليمان وأن شخصيتها لا تتفق مع والدها لأنها لا تنفذ ما يرغب لأنها لا تنصاع طالما لم تقتنع بالأسباب وشروق لم ترى من عمها إلا كل خير ورفق وعندما كبرت أصبح تعلقها به الضعفين وكانت عاقلة كفاية كي تميز بين الشخص السيء والجيد وأكثر ما ذبذب علاقتها بوالدها أن أخبرته بأمنيتها في التصالح مع عمها وأن يصبح مثله في يوم من الأيام.
توجهت بنظراتها إلى السائق ثم قالت بصوت متردد
تعرف مزرعة الشيخ!!!
السائق وهو يومىء بتأكيد
ومين ميعرفهاش.
سكون وهي تتنهد بحسم ثم تتابع
وديني هناك.
قادها السائق حتى بوابة المزرعة وما أن وصل حتى سحبها من شرودها وهو يقول بثبات
وصلنا يا هانم!!
أومأت سكون دون أن تتكلم نقدته حقه ثم ترجلت من السيارة على مضض انطلق السائق فورا بينما وقفت هي تتأمل بوابة المزرعة في حيرة لا تعلم ما الذي جاء بها إلى هنا بعد أن وعدت والدها أن تقطع جميع صلاتها بعمها وابنه ولكنها في النهاية تضعف أمام ذلك الرجل الذي لم تجد منه سوى كل الخير.
تقدمت نحو البوابة بخطوات مترددة حتى لمستها وقبل أن تطرقها للفت انتباه الحارس تراجعت فورا فراحت تبتعد خطوات أكبر ثم هرولت مبتعدة عن المكان.
أنا عايزك تهدى في أيه مالك!!
أردف غسان بتلك الكلمات وهو يدفع

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات