رواية رحماء بينهم الفصل السادس بقلم علياء شعبان
الصوت فقالت بضيق ملهوف
وحشتني يا حيوان إنت!!!!
تجاوزا معا بوابة الشركة سيرا حتى السيارة لتبقى سكون واقفة في مكانها ثم تنظر إلى والدها وتقول بصوت مرتخ يحاط بهالة من الملل
بابا أنا هستنى واحدة صاحبتي وهنخرج شوية.
استدار عثمان إليها قبل أن يركب السيارة ثم ربت على وجنتها قائلا بتفهم
ماشي حبيبتي اخرجي وغيري جو من ضغط الشغل.
على فين يا هانم!!!
التفتت بنظراتها إلى السائق تفكر في إجابة على سؤاله وحينما فشلت في اختلاق إجابة قالت بنبرة متحشرجة
مش عارفة بس متقلقش هحاسبك زي ما إنت عايز.
أومأ الأخير متراضا وساق دون أن يسأل مرة أخرى كانت تنظر من النافذة باكتئاب شديد جعلها ترى كل شيء من حولها منطفئا خاليا من ألوان البهجة تسأل نفسها إلى أية درجة يملك الإنسان من طاقة كي يتكرر يومه كل يوم بنفس النمط والشكل على مدار عشرين عاما لا تزال طالبة بالجامعة ولكن صداقات والدها جعلتها لا تذهب إلى هناك كثيرا وتحصل على التقدير الذي تبتغيه يستند والدها على صداقات قوية رغم منعه إياها من تكوين أية صداقات باعتبارها دوما ما تكون وهمية وضعيفة لن تستفيد منها شيئا رأت في ذلك نقيضا غريبا ولكنها لا تود احزانه كي لا يشعر بفقدان الأبناء بعد إصابة عمر وغياب شروق.
تعرف مزرعة الشيخ!!!
السائق وهو يومىء بتأكيد
ومين ميعرفهاش.
سكون وهي تتنهد بحسم ثم تتابع
وديني هناك.
قادها السائق حتى بوابة المزرعة وما أن وصل حتى سحبها من شرودها وهو يقول بثبات
وصلنا يا هانم!!
أومأت سكون دون أن تتكلم نقدته حقه ثم ترجلت من السيارة على مضض انطلق السائق فورا بينما وقفت هي تتأمل بوابة المزرعة في حيرة لا تعلم ما الذي جاء بها إلى هنا بعد أن وعدت والدها أن تقطع جميع صلاتها بعمها وابنه ولكنها في النهاية تضعف أمام ذلك الرجل الذي لم تجد منه سوى كل الخير.
أنا عايزك تهدى في أيه مالك!!
أردف غسان بتلك الكلمات وهو يدفع