رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الخامس بقلم سمية رشاد
لبثت وأن جذبت انتباهها لتتابع ما يحدث أمامها بانبهار شديد.
كان يعلم أنها لم تكن تعلم ما يذاع بالتلفاز بل ربما هذه المرة الأولى التي تراه بها لذا حرص على إدارته أمام عيناها كي تستخدمه فيها بعد في عدم وجوده إن أرادت فعل شيء.
نهض واقفا ثم هتف بهدوء وهو واقفا على باب البيت
سأنزل للاطمئنان على أبي وأجاوره قليلا
بعد ما يقارب الساعتين عاد إليها مرة أخرى ليجدها مازالت على حالها ولم يتغير بها سوى تلك النظرات المترددة التي ترمقه بها بين الفينة والأخرى.
جاورها في الجلوس ليجدها تهتف بكلمات مترابطة وكأنها تحفظها منذ أن تركها
أعتذر لم يكن علي فعل ذلك.. بإمكانك أن تعاقبني كيفما شئت.
وما كيفية ذاك العقاپ الذي تتغنين به
لتجيبه بصوت بدا إليه مشبعا بالخۏف والقهر
تضربني أو تجعلني أصوم أسبوعا أو حتى أصلي خمسون ركعة أي عقاپ شئت سأفعله.
شعر بالڠضب الشديد من تلك الأشياء التي ترددها على مسامعه دون تردد وكأنها أمر طبيعي بين الناس ليقول بصوت أخفى الڠضب منه
استمعت إلى كلماته التي تشبه إلى حد كبير كلمات شقيقها التي كانت تزجره عليها لمعارضته أبيهم ولم تدر ماذا عساها أن تفعل تشعر بالحيرة الشديدة من كلامهم المعارض لأبيها فنطقت بتيه كبير
زفر بقوة بعدما نطقت بما يعلمه حقا ليقول
أبيك يعلم أن هذه الأشياء ليست مقررة في الشرع ولكن كان يفعلها معك وأنا لا شأن لي بأن أتدخل بعقاپ رجل لابنته حتى وإن كان مخطئا.. ولكن واجب علي أن أردعه على ذاك الخطأ فأنا كبير البلدة وشيخها المسؤول عن ما يخص أمور الدين ولن أقبل أن يستغل أحد للدين بهذه الطريقة.
ولكنني لا أريدك أن تظل مخاصما لي هكذا وأعجز عن التفكير في كيفية مصالحتك فهلا أخبرتني بالطريقة التي ينبغي علي أن أتعامل مع غضبك بها.
شعور بالضيق تملك قلبه وهو يشعر بهذه الرسمية التي تتحدث معه بها