الأربعاء 08 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الخامس بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الخامس 
في قبضة الشيخ عثمان 
انتفض واقفا حينما استمع إلى طرقات هادئة على باب غرفته فحتما لن تكون الطرقات هذه لأحد سواها كادت أن تعود إلى غرفتها مرة أخرى إلا أن سرعته القياسية في الخروج فاجئتها لتجده واقفا أمامها يطالعها بتساؤل وقلق.
لم تجد بدلا مما جاءت لأجله فسألته وهي ترفع أمامه بعض أدوات التزيين بينما عيناها ترمقانه بعتاب

هذه الأشياء.. لماذا أجدها في غرفتي!
تطلع إليها قليلا بأعين مندهشة قبل أن يجيبها
ماذا.. هذه الأدوات بغرفة كل عروس وحتما الخالة عايدة أتت بها كي لا ينقصك شيء
ولكن.. لم سمحت لها أن تأتي بهذه الأشياء المحرمة إلى بيتنا
بدون مجهود استنتج عقله أن أبيها قد حرم عليها استخدام أدوات الزينة فقال بهدوء
ومن أخبرك أنها أدوات محرمة
طالعته بعدم فهم لما يقوله.. أينفي الآن أن استخدامها حرام وهي التي توقن بحرمتها من أبيها ليتابع صمتها الذي أخبره بغرق عقلها في التفكير ثم تابع
استخدام أدوات الزينة ليس حراما ولكن الحړام في الأمر هو وضعها أمام من لم يستحق ذلك أي غير محارمك.. أما أنا فزوجك بل وضعك للزينة أمامي شيء حسن ولا أرى فيه شيء فلما تغضبين لهذه الدرجة التي جعلتك تطالعيني باتهام لا أقبله
هزت رأسها مدافعة بنفي لكلمة اتهام تلك التي قالها وإن كانت حقا قد شعرت بها إلا أنها خجلت من أن تعلنها صراحة فنهض واقفا بعدما كان قد خرج إلى غرفة الجلوس برفقتها أثناء حديثه معها ثم دلف إلى الغرفة مرة ثانية وأغلق الباب خلفه ليبتسم بمكر وهو يتذكر ملامحها المنصدمة حيال غضبه المصطنع.
ظلت تتابع باب الغرفة الذي أغلقه خلفه تشعر بالندم الشديد لشكها الذي أصدرته تجاهه فهي تعلم أنه شيخ البلدة يحكم بين الناس بتعاليم الشرع فكيف يخطيء في أمر كهذا لعل والدها فقط هو من كان يخشى عليها الاعتياد على هذا الأمر فحرمه تماما.
مرت ساعتان كاملتان وهي جالسة بمكانها دون أن تدري ماذا عليها أن تفعل.. تشعر بالملل الشديد لا تعلم ماذا عليها أن تفعل فعلى الأقل في منزل أبيها كانت تشغلها أعمال البيت الشاقة فلم تشعر بالوقت أما هنا فجميع الأشياء جاهزة حتى الطعام فالثلاجة ممتلئة به فكرت أن تستأذن منه وتذهب للأسفل ترافق والده وترى إن كان يحتاج شيئا يشعرها بالتسلية إلا أنها تراجعت عن تلك الفكرة وهي تتذكر وجهه العابس وغضبه السريع منذ ساعات.
استمعت إلى صوت باب غرفته يفتح فالتفتت سريعا إليه لتجده يشيح بوجهه إلى الناحية الأخرى بعدم اهتمام فشعرت بالضيق ولم تدر ماذا عساها أن تفعل جلس على المقعد المقابل لها ثم فتح التلفاز الذي لم تكن تعرف كيف تديره وسرعان ما قلب بين قنواته ليستقر في النهاية على إحدى قنوات الكارتون التي ما

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات