الأربعاء 08 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الخامس بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أقبل لأحد أن يتهاون في احترامي.. ثانيا أنا المسؤول عن أمور الدين في القرية ولن أترك أحدا يبتدع فيه أمرا إلا وقد منعته خاصة وأنا كنت ممن دعوته للدخول في الاسلام
لتلين نبرته قليلا وهو يقول برفق الداعي
يا شيخ مسعود أنا دعوتك للدخول في الاسلام عندما التمست فيك الصلاح بل وكنت أراك مسلما بلا إسلام فأردت أن تفوز باتباع الدين الصحيح الذي كنت قد أخبرتك بتعاليمه وكلفت رسولي لتعليمك جميع الأحكام فلما بعدما مرت أكثر من عشر سنوات تحيد عن الطريق الصحيح وتبتدع أمورا في الدين ليست من أفعال النبي في شيء بل هي بدعة محدثة وأريدك أن تبتعد عن فعلها
تطلع إليه مسعود قليلا وهو حقا يشعر بالامتنان لهذا الرجل الذي أنقذه من الظلمات إلى النور وجعله يسلك الاسلام طريقا في كل أموره حتى أسماء أبناءه قد غيرها لاسم النبي وإحدى أزواجه ليغوص عقل مسعود في التفكير بتلك الأيام الجميلة التي كانت في بداية الإسلام والتعاليم البسيطة التي كان يسير عليها كما علمه عثمان ورسوله تلك التي كانت تخالف إلى درجة كبيرة ما يتبعه في هذه الأيام بسبب أصدقاءه الذين ضللوا عقله بالكثير من الأفكار المتشددة ليفيق من شروده وهو يفصح بما يؤرق عقله
أنا أخاف يا شيخ... أخاف أن أتهاون في شيء فأفعل ذنبا وأنا الذي كنت كافرا وارتكبت الكفر والفجور فلا أريد أن أفعل ذنوبا أخرى فيتعدى عدد السيئات لأعمالي الصالحة فأجد نفسي غارفا بجهنم
تنهد عثمان بقوة بعدما فهم ما يدور بعقل هذا الرجل الذي لا يعلم من مليء عقله بهذا الكلام فسلك مسلكا آخر للحديث وهو يقول
يا شيخ مسعود أم تقرأ القرآن بل وتحفظ آياته التي تتحدث عن قبول التوبة بل أنت الآن ربما تعد أفضل مني فإن كانت توبتك صادقة فالله تعالى رحيم ووعدنا بأنه سيقبل التوبة عن عباده... ثم أنت الآن لا تسير على الشرع بل تغالي يا شيخ وتعسر على نفسك وعلى من حولك فلما كل هذا! الدين يسر وليس عسر.. ديننا سهل جميل فلما تجعله قاسېا يا رجل.. ارفق بنفسك يا شيخ ولا تعذبها فالله لن يرضى بذلك أبدا
شرد مسعود في كلماته فتابع عثمان وهو يقترب منه ليربت على كتفه بعدما استشعر منه الميل للصلاح
أنا أدعوك لتحضر دروس الدين كل جمعة بعد صلاة العشاء نجلس في مسجدالرحمن وأقوم بشرح ما يجب وما يجوز وما يحرم علينا في أمور الدين وأظن أنك تحتاج للحضور معنا فما رأيك
أومأ إليه موافقا بلهفة فهو ذاته قد أصابه الإرهاق لما يفعله بذاته بل بدأ الشيطان يوسوس له فجعله يحمل شعورا سيئا للدين فقال عثمان وهو يراه يستعد للمغادرة
وأمرا آخر أردت التشديد عليه... ابنتك أبدا لن

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات