الخميس 09 يناير 2025

رواية في قبضة الشيخ عثمان الفصل الخامس بقلم سمية رشاد

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

تشكوك لي بل لم تذكرك سوى بالخير 
أومأ إليه مسعود وهو يلتفت مغادرا بعدما قال
حتى إن فعلت.. فلها الحق.
تململت روح مارية بضيق يغزوها بعدما فشلت في تشغيل التلفاز لتلمع أعينها بسعادة وهي تراودها فكرة غزو الشقة واحتلال كل ركن من أركانها بعيناها فمن يصدق أنها مر عليها كل هذا الوقت دون أن تعلم ما بالشقة سوى الغرفة الوحيدة التي تسكنها فحتى غرفة المعيشة والمطبخ اللذان دخلتهما عدة مرات لم تستطع التمعن بهم بطريقة جيدة.
سلطت نظراتها على أولى الغرف المغلقة التي كانت تثير فضولها لتفتح بابها من مقبضه بسهولة وما لبثت أن اتسعت أعينها بانبهار شديد وهي تتفحص تلك المقاعد التي وصفتها بالفخامة بألوانها التي تتنوع بين الأسود الحالك ولون السمن الذي تناغم مع الأسود بطريقة جعلتهما خاطفان للأنظار ارتفعت أعينها على حائط الغرفة الملون أيضا بلون السمن لتنتقل إلى الستائر التي امتزجت بين اللونين وابتسامة فرحة تعلو ثغرها وعقلها يحاول الاقتناع بأن كل هذا الذي لم تعتقد أبدا أنها ستراه في حياتها بشقتها هي ملكيتها الخاصة.
أغلقت باب الغرفة لتدور بأنحاء البيت بحماس شديد وسرعان ما تثاقلت أنفاسها وهي توجه أنظارها إلى الغرفة الأخيرة التي يسكنها تلونت وجنتيها بحمرة وهي تتذكر كلماته بأنه سيسكن هذه الغرفة مؤقتا إلى أن ينتقل ليرافقها بفراشها لا تعلم كيف سيحدث هذا الشيء وهي التي تتوقف نبضات قلبها كلما خطرت على بالها الفكرة فكيف إذا نفذها بسملة تلقائية خرجت من شفتيها وهي تضغط على المقبس وسرعان ما لفظت بأحد التعبيرات التي تدل على إعجابها وعيناها تقع على الأسرة التي هي بحجم أسرة الأطفال ولكنها تختلف عنها في الشكل فهذه تميل إلى ألوان الشباب أكثر من كونها غرفة أطفال وهذا ما جعلها تتسم بكل هذه الرقة انتقلت بأنظارها إلى عباءته المعلقة على حامل الملابس بأناقة وكأنه تفنن في تعليقها دارت بأعينها في جميع أنحاء الغرفة قبل أن تسرع مغادرة وهي تستمع إلى صوته الذي يعلو بالأسفل لتعلم أن وقت قدومه قد آن فأسرعت تنضم إلى فراش غرفتها ولكن لم يتركها تهنأ بعزلتها وهو يردد اسمها عدة مرات بنبرته التي أربكت قلبها.
يتبع..

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات