الأربعاء 08 يناير 2025

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الرابع والعشرون بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

كده موترني وبعدين قاعدلي كده ليه!
أجابها بهدوء
عشان أنت هتسرحي يا حبيبتي يعني ماستبعدش تاكلي الكيلو ده وأنت قاعدة.
رغم الوجوم الذي احتل وجهها إلا أنها قالت
لا متقلقش احنا اتفقنا هم 3 بس.
رفع حاجبه الأيسر فبدى خطېرا لحد ما وقال بسخرية
بس احنا اتفقنا على 2 يا خديجة!
بجد مش فاكرة..
قالتها ببراءة زائفة فنظر لها بتحدي قبل أن يسحب علبة الشيكولاته ناحيته ويلتقط منها قطعتان يضعهما أمامها وأغلق العلبة وازاحها جانبا ثم قال
كده اقدر اقوم لو حابه.
بدى التذمر على وجهها جليا والتقطت القطعتان وتناولتهما على مضض لكن لصغر حجمهما شعرت أنها لم تسد شهوتها بعد فحزنت حقا وظهر حزنها على ملامحها واضحا وقد القت بالورق الفارغ على الطاولة واستندت عليها تنظر من خلال الزجاج لحمام السباحة المرئي لها تنهد بقوة حزينا على حالتها يؤلمه حرمانها من شيء لكنه ېخاف عليها لو يستطع لأخذ مرضها عنها نهض والتف حول الطاولة ليصبح خلفها مال على كرسيها واحتضن كتفيها بذراعيه واسند رأسه على رأسها يقول بدعابة
سيبك من الشيكولاته والكلام الفارغ ده قوليلي تاكلي ايه على الغدا عشان ابلغ هدى تجهزه.
حاولت الابتسام رغم اقتضابها
أي حاجة.
لا بقى أي حاجه ازاي! قولي نفسك في ايه
أتى على عقلها شيء لتبتسم بحماس وهي تقول
لو قولت أي حاجة هيعملوها
ايوه طبعا اؤمري.
نفسي في عدس.
قطب ما بين حاجبيه وابتعد برأسه عن رأسها يسألها بعدم فهم
هو ايه العدس ده
جحظت عيناها پصدمة تسأله بعدم تصديق
مش عارف العدس!! معقول أنا عارفه انكوا مرفهين بس مش للدرجادي!.
يعني هو ايه
نهضت ليستقيم واقفا معها وأخذت تشرح له
عدس ده بروتين الغلابة زي اللحمة كده لهم وله كذا طريقة وكلهم احلى من بعض.. لا لازم تجربه ده تحفة ده ويدفي في الشتا.
بس احنا مش في الشتا!
عادي بيتاكل في الصيف بردو بس في الشتا بيكون امتع لأنه بيدفي.
مدام هدى...
رفعت صوتها تنادي ليعقب بيأس وضيق
بردو! مدام!
نظرت له تخبره باصرار
الست قد والدتي مستحيل اناديها باسمها لكن ندى و مها بقولهم باسمهم عشان اكبر مني بحاجة بسيطة.
أتت المدعوة "هدى" وقد كانت سيدة في منتصف الأربعينات أنيقة ويبدو على ملامحها الجدية والصرامة ترتدي زي رسمي كنزة بيضاء و تنورة كحلية اللون وحذاء أبيض بكعب بسيط وحجاب كحلي اللون فقد اشترطت "خديجة" أن يكن جميع الفتيات محجبات وبناء على رغبتها أتى "مراد" بثلاث فتيات محجبات كما أرادت.
نعم يا هانم.
تعرفي تعملي عدس
نظرت لها باستغراب جلي وكأنها سبتها! ثم قالت بتردد
أه بس اصل بقالي سنين معملتوش.. من وقت ما اشتغلت كل اللي بشتغل عندهم محدش طلب مني اعمله قبل كده.
لا بصي بقى سبيك من كل اللي اشتغلتي عندهم واستعيديلي قاموس الأكلات الشعبي عشان هتعمليها كتير الفترة الجاية.
اومأت برأسها بطاعة
أمرك يا هانم تحبي نعمل العدس ازاي
ابتسمت بحماس وشغف وهي تجيبها بشهية كأنها تتخيل الأكل أمامها
شوربة عدس وفتة وجنبها بقى ليمون وبصل وجرجير وظبطينا..بس..
نظرت ل "مراد" حائرة
انتوا هتاكلوا ايه
كان مبتسم وهي تشرح لها وجبتها المشتهية لها بكل حماس بدت كطفلة صغيرة ترغب في أكلة ما حرك رأسه بلامبالاة
أنا تمام.. هجرب معاك.
رفعت حاجبيها بشك وسألته
متأكد
اومأ مؤكدا فعادت تسأله
طيب و طنط ليلى
نظر" مراد" ل "هدى"
أنا والهانم اعملي زي ما قالت واسألي ليلى هانم ومصطفى بيه يحبوا ياكلوا ايه.
أمرك يا باشا.
قالتها وهي تنسحب بهدوء من بينهما لتقول "خديجة" بعدها
هطلع اغير هدومي واخد شاور.
تمام.
انسحبت من أمامه لينادي على "هدى" مرة أخرى فأتت مسرعة فقال
خدي العلبة دي وزعي اللي فيها عليكوا.
أخذتها على الفور ودلفت للداخل ليفتح هاتفه ويطلب

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات