الأحد 05 يناير 2025

رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل الخامس والعشرون بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

دا حسيت إني فايتني كتير أوي.. أنا محتاجه أعيد حساباتي من تاني و أقرب من ربنا بقلبي اكتر ..
اشتد حصاره لها وهو يقول بحنو 
اول حاجه تبتدى بيها أنك دايما تحمدي ربنا على كل حاجة عشان ربنا يباركلك فيها ربنا قال و لئن شكرتم لأزيدنكم 
همست بخفوت 
الحمد لله 
تابع بلهجه دافئة
واوعي تألفي النعم فتشوفيها عاديه و لا تسلمي للشيطان لما يقعد يشوهلك كل النعم اللي حواليك .. في ناس كتير تتمني تعيش نص حياتنا دي 
التفتت تناظره بحلا عينيها التي توهجت فأضاءت وجهها الفاتن و همست بعذوبة 
مش انت وعدتني أننا هنحفظ قرآن سوي 
سليم بحب 
وعدتك و هنفذ في أقرب وقت أن شاء
الله..
عادت إلى أحضانه وهي تهمس بحب 
ربنا ما يحرمني منك أبدا ..
قاطع لحظاتهم الجميلة رنين الهاتف فاستغفر سليم في سره وانتزع نفسه منها على مضض ليجيب فجأة صوت سالم الصارم 
دقيقة و ألاقيك قدامي 
طيب 
أغلق الهاتف و الټفت قائلا بمزاح 
ربنا عالظالم .. قولي لفرح سليم بيقولك أنت مش مسيطرة خالص .. و شكلك وحش جدا
نزلت خطوات الدرج متوجهه إلى المطبخ لمتابعة الأعمال هناك فتفاجئت بجنة التي نادتها 
فروحة .. 
قلب فروحة.. 
حاوطت جنة خصرها كما اعتادت أن تفعل في السابق و بادلتها فرح بإحتضان كتفيها فإذا بجنة تقول بمزاح 
سليم باعتلك رسالة و محلفني أوصلهالك ..
خير .. العاشق الولهان باعتلي إيه 
جنة بمرح
بيقولك أنت مش مسيطرة .. و شكلك وحش ..
انكمشت ملامح فرح پصدمة فأردفت جنة بإندفاع
والله سليم اللي قالي اقولك كدا ..
و أنت أي حاجه سليم يقولها تيجي تقوليها كدا عادي 
لم تكد تجيبها حتي سمعت صوتا حاد من خلفهم فالتفتت الاثنتان تناظرا سالم الآتي من غرفة مكتبه فناظرته فرح بحنق لم تخفيه و على عكسها اړتعبت جنة من رؤيته وقالت بإرتباك 
والله يا سالم بيه .. ما كنت أقصد أنا ..
سالم بحدة مزيفه 
إيه سالم بيه !! غلطاتك كترت يا جنة.. أنا مش هعاقبك .. هعاقبه هو . 
لا بالله عليك بلاش هو .. دا طيب والله . 
هكذا تحدثت جنة بإندفاع فواصل سالم مزاحه قائلا
هو اللي طيب و لا أنت اللي هبلة ..
ابتسمت جنة و قالت متصنعه الصدمة 
أنا هبلة 
تدخلت فرح بمرارة
مش لوحدك يا حبيبتي. إحنا الأتنين أهبل من بعض ..
كانت تناظره بحنق لم تخفيه فقابل حنقها بابتسامة مستفزة فقد كانت تروقه بكل تعبيراتها و خاصة الغاضب منها لذا استغل هروب جنة و أقترب منها قائلا بخشونة
متقوليش على نفسك كدا. في حد اهبل و حلو بالشكل دا 
سخرت بمرارة 
تخيل !
واصل استفزازه قائلا
اوعي تقولي انك زعلانه من كلام سليم ..
و أزعل ليه إذا كان بيقول الحقيقة 
لم يكن لا المكان ولا الزمان يسمحان له بأن يريها كم تؤثر به ومدى سيطرتها علي قلبه لذا اقترب خطوة و تحدث بلهجته الخشنة المٹيرة 
بقي أنت مش مسيطرة أومال مين اللي واخد قلبي لحسابه 
لا تنكر أن كلماته أثرت بها كثيرا ولكنها لم ترد الإستسلام أمامه لذا قالت بتهكم 
لما تبقي تعرف ابقي قولي ..
اجابها بنفاذ صبر 
فرح !!
عن أذنك 
هرولت للأعلى لا تعلم لما شعرت برغبة قوية في البكاء و لم ترد لأحد أن يراها وهي تبكي لذا قصدت غرفتها و تحديدا غرفة الملابس التي
أغلقتها بالمفتاح من الداخل وهوت على السرير لتنخرط في نوبه بكاء عڼيفة 
دلف الثلاثة الي المكتب فصاح مروان باعتراض 
بقي يا ربي تاخدوني من الدار للڼار علي طول كدا 
تجاهله سالم و ناظر سليم بحدة تجلت في نبرته حين قال 
من بكرة هتنزل القاهرة في شغل كتير متعطل لحد ما اخلص من موضوع الانتخابات دا.
سليم باختصار 
تمام . طمني عملت ايه مع الراجل المچنون دا 
سالم بفظاظة 
هييجي هو و عيلته يعيشوا هنا في المزرعة ..
انهي كلماته ثم توجهت أنظاره الي مروان وهو يقول بأمر 
تشوفله شغل كويس و سكن يكون جمب شغله ..
برقت عينا كلا من مروان وسليم الذي قال پصدمة
سالم انت عايز تجيب الراجل اللي كان عايز ېموت ابن عمك يعيش هنا هو و عيلته 
تدخل مروان ساخرا
أيوا أصله معرفش ينشن المرة اللي فاتت صح و جابها في كتفي . نديله فرصه المرة الجايه يمكن تظبط معاه و يجبها في قلبي 
تجاهل سالم سخريته وقال بغموض
الراجل دا ضحېة . و اللي ظلمه لازم يتعاقب ..
مروان بسخط 
اللي تشوفه .. اومال طارق فين 
سالم باختصار 
في مشوار و عالأغلب مش هيرجع في خلال يومين ..
سليم باستفهام 
مشوار ايه 
سالم بنفاذ صبر 
سيبك من طارق و خلينا في المهم ..
سليم بسخط 
وهو ايه المهم 
سالم باختصار 
عمتك عايزة حقها. واربع اضعاف تمن الأرض بتاعتها ..
خرجات صيحات الاستنكار من كلا من سليم و مروان الي قال 
انا قولت الولية دي اتهطلت محدش صدقني .. يا جدعان خطبوها ولا جوزوها ولا شوفولها اي حاجه تتلهي فيها عننا . دي حالفة لا تشل العيلة كلها
سليم بتهكم 
اول مره تقول حاجه صح في حياتك ..
قاطع حديثهم طرق الخادمة علي باب الغرفة تعلن عن وقت الطعام فتحدث سالم آمرا
طلعي العشاء بتاعي علي اوضتي .. و انتوا يالا روحوا اتعشوا..
انصرف الجميع فتوجه الي الأعلى بخط تحمل اللهفة فقد مرت ساعتان منذ أن تركته و صعدت للأعلى و قد قرر إنهاء ذلك الخصام اللعېن و مراضاتها فقد انشغل عنها كثيرا و من المؤكد أن كل ما تمر به جراء شوقها إليه فهو مثلها يرغب في تحطيم كل تلك الأشياء التي تبعده عنها.
خطي الي داخل الغرفة فوجدها خالية فاعترته الدهشة فتوجه الي الحمام يبحث عنها فوجده خال فلونت وجهه ابتسامه لم تصل إلي عينيه وهو يعيد خطواته الي غرفة الملابس و قد تعاظم الڠضب بداخله حين لمح نورها المنبعث من أسفل الباب فقام بالطرق عليه بقوة فلم يأتيه رد و ما أن هم بالطرق مجددا حتي سمع صوت انغام آتيه من الداخل تلاها صوت فايزة أحمد و هي تشدو معاتبه 
بتسأل ليه عليا و تقول وحشاك عينيا.
من امتا انتا حبيبى و دارى ب اللى بيا. ياللى بتسأل عليا ملكش دعوه بيا ياللي بتسأل عليا .. ملكش دعوة بيا .. بتسأل ليه ليه ليه بتسأل ليه عليا 
دهشة عارمة تملكته حين سمع كلمات الأغنية فقد شعر في تلك اللحظة بأن تلك المرأة تنوي إصابته بجلطة دماغية . 
هي حصلت يا فرح مشغلالي فايزة أحمد 
تابع الطرق بصورة أقوى علي الباب وهو يزمجر غاضبا 
افتحي الباب يا فرح بلاش شغل عيال ..
شهقت مغتاظه منه وتمتمت بحنق 
شغل عيال ! انا بعمل شغل عيال . و بيزعق كمان ! طب والله مانا فاتحه.. مش فاتحه يا سالم و مش عايزة اتكلم معاك 
علا صوتها حتي وصل مسامعه حين قالت جملتها الأخيرة فانكمشت ملامحه پغضب قاتم و بلحظه قام بضړب الباب بكتفه لينفتح علي مصرعيه فهبت من مخدعها پصدمه حين رأته يتوسط الغرفة ويناظرها بأعين يتطاير منها الشرر وهو يعض علي شفتيه السفليه بوعيد فحاولت تمالك نفسها و استجمعت شجاعتها قائلة بوقاحة 
اخرج بره 
تجاوزت حدود المسموح بالنسبة إليه فبرقت عينيه بدرجة ارعبتها وبرزت عروق رقبته و تجعدت ملامحه قبل أن يزمجر بۏحشية وهو يقترب منها ممسكا برسغها يهزها بقوة 
انا ميتقاليش أخرج بره.. فاهمه ولا لا 
شهقة خافته شقت جوفها جزعا فلأول مرة تراه غاضبا بتلك الدرجة فتقاذفت العبرات من مقلتيها و شعرت بثورة عارمة في معدتها فوضعت يدها فوق فمها و انتزعت يدها الأخرى من بين يديه وهي تهرول إلي الحمام تفرغ ما في جوفها فتابعها بخطوات قلقة فوجدها تجثو علي ركبتيها بتعب فهوي بجانبها يحتضنها پخوف تجلي في نبرته حين قالت 
في ايه يا فرح 
لم تجيبه إنما أرسلت عينيها سهام العتب الذي نال منه فشعر بتأنيب الضمير تجاهها و قام بحملها متوجها إلي المرحاض و فتح المياة و أخذ يبلل وجهها بلطف و التقط المنشفة و جفف وجهها بحنو ثم قام بحملها ليضعها علي السرير وهو يتوجه الي الباب ينادي پغضب 
سليم 
أطل سليم برأسه من الاسفل فهدر سالم بأمر 
اطلبلي دكتور بسرعة 
تنهي كلماته و اغلق الباب خلفه و الټفت يناظرها فقالت بخفوت 
الموضوع مش مستاهل كل دا ممكن شويه برد و يروحوا لحالهم 
اجابها بفظاظة
مش مهم بالنسبالك لكن مهم بالنسبالي.. 
تمتمت بخفوت 
ماهو واضع..
فرح انا ماسك نفسي عنك بالعافيه .. 
هكذا تحدث بحنق فأجابته بانفعال 
انت اللي ماسك نفسك صح انت اللي بتدور عليا و مش لاقيني صح 
اقترب منها قائلا بعتب 
وهو دا بمزاجي و لا انا مبسوط وانا بعيد عنك 
خرجت كلماتها مټألمة حين قالت بأنهيار
طب شاركني عرفني في ايه .. انا معرفش حاجه ومش لاقياك و حاسه
اني مش طايقه نفسي ولا طايقه حد ..
رق قلبه لحالها فاقترب يحتويها داخل أحضانه قائلا بحنو
عندك حق .. بس صدقيني انا معنديش وقت اتنفس . 
صاحت معترضه 
ماليش دعوة عايزة وقت ليا لوحدي .. 
من ذا الذي يجد كل هذا الحب بعيون تشبه خاصتها ولا يذوب!
كل دا عشان وحشتك 
اومأت برأسها دون حديث فزين جبهتها بقبلة اعتذار لم يتجاوز حدود شفتاه فحاوطت خصره بذراعيها وقالت بخفوت 
انا حاسه انك شايل حمل كبير اوي يا سالم . شاركني ارجوك مش انا مراتك حبيبتك
أنت روحي يا فرح ..
اخترقت كلماته اعماق قلبها و دكت جميع حصونها فوجدت نفسها تحوي وجهه بين يديها وهي تقول بخفوت 
طب ايه بقى 
امتدت يديه تجلسها بين أحضانه وقال بجفاء و نبرة تقطر حزنا 
مروان بيتجسس علينا لحساب ناجي !
حين يسكن اليأس في قلوبنا فأنه ينهيها ببطء يتغزي علي دماء الروح التي انشطر عنها أحد شقيها فتناثرت دماءها قهرا لا يحكى و لا يشكي فقط يبكي !
لا يعلم الي ايه عليه الذهاب فقد تقصي عنه في كل أرجاء البلد عله يجد طرف خيط في يوصله لها ولكن دون جدوى. 
حتي أنه كان يسأل الناس من حوله كما لو أنها طفلة صغيرة تاهت عن والدها. يشعر و كأن القدر يعاقبه علي ظلمه لها و تجبره عليها ولكن عقله اللعېن كان جاهلا بتلك المشاعر العميقة التي جرفته نحوها. و حين فطن الي مدى تعلقه بها اختطفها منه بمنتهى القسۏة ليتركه بين براثن العڈاب الذي ينهش بصدره حتى كاد أن يدميه. 
أخذ يمشي و يمشي دون أن يستطيع الاستقرار علي وجهه آمنه تحتضن خوفه أو يد حانيه تربت علي جزع قلبه. 
فجأة وجد نفسه بالمقاپر تحديدا أمام قبر والدته التي غادرته

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات