الأحد 05 يناير 2025

رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل الخامس والعشرون بقلم نورهان العشرى

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز


لون الحزن معالمها فتألم لرؤيتها هكذا و استغل إنشغال الجميع فيما امتدت يديه تجذب انتباهها و حين التفتت إليه اقترب منها قائلا بخفوت
بحبك..
برقت عينيها وهي تناظره و انفلت اسمه من بين شفتيها دون وعي
مروان ..
احتضنتها عينيه بحب لا تعرف كيف غفلت عنه سابقا و انسابت الكلمات من بين شفتيه
عارف أنه مش وقته بس أنا فعلا بحبك .. عارف أني اتأخرت عشان اقولهالك بس قلبي كان
محتاج يطمن الأول..
خرجت الكلمات همسا من بين شفتيها حين قالت
و قلبك اطمن 
غازلتها عينيه حين قال بهمس 
لسه محتاج شويه إقناع 
اخفضت بصرها خجلا فتابع بخفوت
مش هتقنعيه طيب 
تقنعك بأيه 
صدح صوت سليم خلفهم مما جعل سما تنتفض إلى الخلف وهي تنظر في كل الاتجاهات من فرط الخجل بينما سب مروان بخفوت قبل أن يلتفت قائلا بحنق
و أنت مالك .. رامي ودنك معانا ليه 
سليم بإستفزاز 
أصلك غالي عليا و في دين في رقبتي لازم يتسدد ..
لكزته جنة في كتفه قائلة بتقريع
بطل ترخم عليه بقي !
أقترب من أذنيها قائلا بهمس 
هاتي بوسة وأنا أبطل !
غمرها الخجل و روى خديها فنبت الزهر فوقهما فبللت حلقها الذي جف من كلماته قم قالت بخفوت 
سليم متستهبلش !
غمرتها عينيه العاشقة و شدد من احتضانه لكتفها قبل أن يقول بغزل
سليم هيعمل ايه بس ما أنت اللي حلوة و زي القمر .. حد قالك تبقي حلو كدا 
ڼهرته قائلة
بطل بقي الناس حوالينا ..
استغل كلماته ليقول بلهفة 
يعني المشكلة في الناس .. طب يالا بينا ..
أمسك يديها وهب واقفا و هو يقول بعجالة 
هاخد جنة و نروح عشان ترتاح .. هتيجي معانا يا ماما 
أمينة بسعادة من رؤيتهما
لا يا حبيبي أنا هرجع مع السواق .. روحوا انتوا 
التفتت جنة ناظرة إلىمروان بخبث تجلى في نبرتها حين قالت 
كان نفسنا نقعد معاك أكتر من كدا بس لازم نسيبك ترتاح .. أرتاح بقي وريح هاه !
هب مروان مغتاظا
بالسلامة انستونا و نورتونا .. اتكلوا على الله يالا .. يا بخت مين زار و خفف. 
هل يمكن لقلب أعتاد القلق ألا يكن ممتنا لمن رواه الطمأنينة بكفوف صنعت من حب 
طافت عينيه العاشقة على ملامحها الهادئة التي رواها الحب فزادها بهاء فوقع في عشقها للمرة التي لا يعرف عددها فكل ما بها يجذبه كالمغناطيس فقد كان يظن بأن النظر إليها مسرة إلى أن خطى بقلبه إلى جنتها في الليلة الماضية فقد تذوق معها النعيم و عرف الهناء الطريق إلى قلبه الذي هجره النعاس خشية أن يكن قربها حلما ساحرا يتبدد بآخر حين يغلق جفونه
حلا 
صدح صوته المشتاق ليحثها على الأستيقاظ فقد طغى شوقه و فاض به القلب فتململت بنعومة سلبت أنفاسه فتابع بصوتا أجش 
اصحي بقي .. وحشتيني !
اخترقت جملته قلبها الذي اهتز حين طافت يديه بحرية تلامسها فتدفقت الډماء بقوة إلى سائر جسدها قبل أن ترفرف برموشها ليأثره ذلك الشعاع الأخضر الذي يطل من عينيها فاقترب واضعا قبلات متفرقة فوقهم قبل أن يقول بلهجه مبحوحة
وحشوني..
اخجلتها كلماته وأفعاله فقالت بخفوت 
لحقوا 
ياسين بخشونة
لحقوا
! دانا شويه وهحسد النوم إلى خدك مني ..
حلا بإندهاش
أنت منمتش 
لا 
ليه أنت كدا هتتعب .. اليوم طويل 
راقت له لهفتها فعانق شفتيها بخاصته قبل أن يرفع رأسه قائلا بخفوت
مش مهم .. المهم إنك موجودة معايا و دا في حد ذاته راحة 
نقشت كلماته حروفها فوق جدران قلبها الذي تقاذفت دقاته فاهتزت نبرتها حين قالت 
قد كدا بتحبني 
بحبك أكتر من أي حاجه في الدنيا ..
ارتج قلبها پعنف جراء كلماته الرائعة و التي لم ترتوي منها أبدا فقالت بدلال
قولها تاني 
دلالها كان أكثر ما يمكن احتماله فتبدد إخضرار عينيه و أزداد قتامة و قال بأنفاس محمومة
أنا بقول كفاية كلام بقي .. في حاجات تانيه أهم ..
حلا بدلال 
اللي هي 
انك وحشتيني ..
حوت كلماته شغفا قاټل أتقن سكبه فوق تقاسيم وجهها قبل أن يجرفها تيار عشقه إلى عالم ساحر يقتصر على كليهما فقط .. عالم لم تستطيع حكايات العشق أن تسطره أو تصل إليه .. كان بارعا في سلبها أنفاسها و اللعب على ثباتها الذي طار أدراج الرياح فأي ثبات أمام رجل مثله ! يعرف جيدا كيف يجعلها تصل إلى قمة السعادة .. تتقلب بين يديه على جمرات الشوق و لهيب الهوى .. يعزف على أوتار قلبها بلمساته التي تارة قويه شغوفه وأخرى حانية مراعيه . يقودها إلى الجنون الذي تعزفه آناتها العاشقة فيتجدد شوقه مرة أخرى و يتعاظم الشغف بداخله فيبثها إياه بكل ما أوتي من عشق لا ينضب أبدا فقد عرف الطمأنينة بجانبها فهي الشخص الوحيد الذي احتوي جراحه و تخبطاته و امتص جميع أوجاعه ..
أخيرا وصلا إلى غرفتهما فقد ظن بأن ذلك اليوم لن ينتهي أبدا فقام بإغلاق الباب مستندا بكامل ثقله عليه وهو يقول بتعب
مش مصدق أني وصلت ل أوضتنا أخيرا ..
لامست تعبه الواضح فقالت بحنو 
معلش عدت الحمد لله .. أدخل خد شاور على ما اجهزلك حاجة سريعة تاكلها و نام لك شويه ..
تأرجحت إبتسامة ساخرة على شفتيه فأبرزت بعمق غمازتيه الرائعتين و أقترب منها بخطوات هادئه تنافي قوة ذراعيه وهي تحيط بخصرها ليقربها منه مستنشقا أتفاسها العذبة قبل أن يقول بخشونة
نوم إيه بس دا إحنا يدوب هنقول كلمتين و هنزل ورايا شغل كتير ..
ناظرته بإستفهام و شاب القلق نبرتها حين قالت 
في إيه يا سليم قلبي واجعني أوي و حاسه أن في حاجة كبيرة حاصلة و أن موضوع مروان دا وراه مصېبة كبيرة.. و مين البنت دي
قاطع حديثها اشتدا. حصاره عليها أكثر وهو يقول بخفوت 
سلامة قلبك من الۏجع .. متخليش دماغك الحلوة دي تفكر في حاجات وحشة .. و أن
شاء الله كل اللي جاي خير ..
قرب رأسه منها ليروي ظمأه فإذا بهاتفه يرن فحبس أنفاسه الغاضبة و أسند جبينه على خلصتها و هو يتمتم
حتى الكلمتين مش لاحق أقولهم ..
لون الخجل ملامحها و أخفضت رأسها فزينه بقبلة قوية قبل أن يبتعد قائلا پغضب مخاطبا هذا المتصل الذي يعلم هويته جيدا 
خلاص يا سالم هتوضي و أصلي ارحمني من العيلة دي يارب ..
توقف إثر سماعه ضحكتها و الټفت مغازلا
طب بزمتك حد يسيب الضحكة القمر دي و يروح للأشكال الغلط دي 
اختلطت ضحكاتهم و خرج سليم من الحمام فتوجهت إليه قائلة بنبرة يشوبها الحرج 
سليم 
لا سليم إيه أنا متوضي يا بنتي ..
اندهشت من كلماته و صاحت مستفهمة
طب فين المشكلة و أنا كنت عملت ايه 
سليم مغازلا 
كلك على بعضك مشكله .. 
راق له خجلها فتابع يشاكسها 
طب يعني لما تقوليلي سليم الحلوة دي مفروض اسكت مثلا ! حد قالك اني مابحسش ولا حاجه 
ارتدت قناع الجدية وهي تقول
والله لو ما بطلت ما هقولك عايزة إيه 
لا و على أيه .. أؤمر يا قمر 
خرجت الكلمات من بين شفتيها بتمني راق له كثيرا
أنا نفسي نصلي جماعة مع بعض ..
تعابيرها الطفولية و طريقتها اللطيفة في الحديث إضافة إلى طلبها الذي أسعده بشدة كل تلك الأشياء لها وقع السحر علي قلبه الذي يود لو يختطفها من العالم أجمع..
انجرى يا جنة روحي اتوضي ..
قهقهت علي لهجته و تقاسيمه التي لونها القهر و اتجهت إلى الحمام توضأت و خرجت لتجده ينتظرها و سرعان ما ارتدت جلباب الصلاة و توجهت لتقف خلفه و ما هي إلا ثوان حتى أقام الصلاة ركعة تلو الأخرى و سجدة تليها سجدة و دعاءها الذي لا يفارقها
سبحان الذي رزقني هذا من غير حول لي ولا قوة يا مديم النعم أدمه لي في حياتي و أصلحني به و اصلحه بي .. و هبنا ذرية صالحة و احفظ لي ابني وأجعله قرة عين لي و له و أعنا على تربيته و أجعله ذرية صالحة لنا و اعفو عن أباه و اغفر له انك أنت العفو الغفور ..
لا تعلم لما كانت تدعو له ولكنه و بالرغم من كل سيئاته فهو السبب لكل شيء جيد حدث لها بداية من محمود طفلها الحبيب إلى سليم رفيق الروح و وتين القلب .
انهى سليم الصلاة والټفت ناظرا إليها و قم بمد يده لها فناولته يدها لتتفاجئ به وهو يقوم بختام الصلاة على أناملها مرددا 
سبحان الله الحمد لله الله اكبر لا إله الا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد و هو علي
كل شئ قدير 
انبثقت العبرات من مقلتيها تأثرا حين أردف بخشونة
عايز نكون سوى في الجنة .. عايزك مراتي دنيا و آخرة .. 
أفصحت عينيها عن عشقا جارفا و ترجمته شفتيها حين قالت بتأثر 
انا مكنتش أتخيل أن عوض ربنا ليا هيكون كبير أوي كدا .. 
سليم بحنو
عايزك تعرفي حاجه مهمة أوي يا جنة .. ربنا لما بيبتلي حد يبقي بيحبه ولما بينزل البلاء بيكون على قدر طاقة الإنسان . لقوله تعالي لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ..
تعلقت عينيها بحديثه المريح للنفس فتابع بخشونة
ولما الإنسان يصبر يقوم يشتد الكرب أوي عشان ربنا بيختبر مدي قوة ايمان الإنسان فينا و مدى تحمله مع العلم أنه الكرب دا ممكن يكون باب خير كبير بس إحنا منعرفش ربنا قال عسى أن تكرهوا شيئا و هو خيرا لكم. وشوفتي هو إبتلانا بس بيطمنا في الأيه اللي بتقول واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا تخيلي ربنا بعظامته بيقولك أنت في عنيه .. 
ترقرقت العبرات في مقلتيها تأثرا فاضاف بحنو
و في عز ما أحنا موجوعين و صابرين على الإبتلاء تقوم تنزل رحمة ربنا و تلطف بينا إن مع العسر يسر اوعي تفقدي إيمانك بربنا مهما حصل .. ربنا عوضه عظيم فوق ما تتخيلي .. سلمي أمورك ليه و دايما قولي افوض أمري لله والله بصير بالعباد .. دا بقي راحة ما بعدها راحة 
كانت تناظره بعينين مشدوهتين بما تسمعه .. فذلك الرجل تجاوز كل تخيلاتها بمدى روعته فقد كانت كلماته تصف كل ما تعرضت له و قد كان هو عوض الله الذي وعد بها بعد طول الصبر و الألم .
لم تمنع نفسها وهي تستكين بين أحضانه واضعه رأسها فوق موضع نبضه الذي يخفق بقوة تأثرا بقربها وقام بوضع قبلة دافئه على مقدمة رأسها حين سمعها تقول
الحمد لله على أنك موجود في حياتي .. أنا كنت طول عمري بصلي وبقرأ قرآن بس بعد كلامك

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات