رواية عشق الغرام الفصل الخامس عشر بقلم ندي ممدوح
بوجهه بعيدا وانبلجت بسمة على وجهه وهو يهتف في وقار شارد
_الصنديد.
تنبه من شروده على صيحة غادة
_مين
فزوى ما بين حاجبيه وغمغم
_متخديش في بالك!
لكن غادة هتفت في فضول
_صاحبك اسمه أيه يوسف وايه الصنديد دي!
أردف يوسف بنبرة أجشة
_اسمه سلمان والصنديد ده لقبه ويعني الفارس الشجاع.
_سلمان صنديد من صناديد زمان بيضحي بروحه عشان طفلة صغيرة لا من وطنه ولا من دينه ولا يعرف عنها حاجة.
غمغمت غادة في فضول حين لاذ بالصمت
_وأيه كمان
فتابع كالمتغيب
_الطفلة كان والدها من الماڤيا وفي حد من خصومه قټله هو ومراته وكان هيقتل الطفلة بس سلمان أنقذها ومن الوقت ده وهو بيحمي الطفلة.
_هو مسيحي ولا مسلم ولا ايه نظامه.. اسمه اسم مسيحي صح! وبعدين هو كان بيعمل ايه مع الماڤيا ده وشافه وهو بېقتل الطفلة.
ضيق يوسف عينيه في ضيق ونظر لها في حنق وهو يقول
_ سلمان اللي كان المفروض ېقتلها.. وبعدين وهو اي حد اسمه سلمان يبقى مسيحي أنت معندكيش عقل يا بنتي مقرتيش قبل كدا قصة سلمان الفارسي صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم الباحث عن الحق.
_دا انا حافظ قصة الصحابي ده زي اسمي من كتر ما سلمان بيحكيها لينا وهو فخور ان اسمه على اسم صاحب رسول الله.
سلمت غادة ذقنها إلى راحة يدها وهي تتأمله بأعين تشع حبا مغمغمة
_احكيلي باقي قصة صاحبك ده! إزاي كان هيقتل الطفلة وبعدين انقذها.
_ياااه دا عمل حرب وقتها عشانها.
جاء زكريا ليلا يبحث عن غرام فلم يجدها في الغرفة فتوجه إلى المطبخ ربما تكون هنالك وبالفعل صدق حدسه فلم يكاد يدخل حتى راها تجلس على المائدة تتناول الطعام فأدرك أنها تنوي الصيام غدا وكان يتعجب لا غرو من صيامها تلك الأيام التي تكون فيها متغيرة!
كيف يصنع الصيام كل ذلك فيها!
لماذا لا يجرب!
تقدم منها واستهل الحديث عندما تنبهت لوجوده
_مساء الخير.
فغمغمت غرام دون أن تلتفت إليه
_مساء النور.
ثم رفعت بصرها إليه وهي تردف في اهتمام
فسحب مقعدا قبالتها وهو يقول
_عادي.
ثم شرع يتناول بعض اللقيمات وهو يستطرد قائلا
_أنت صايمة بكرا!
فأومأت برأسها دون أن تنبس ببنت شفة أو ترفع نظرها إليه فغمغم مقرا
_وأنا كمان.
فاحتلت الصدمة وجهها وهي ترفع رأسها إليه في ذهول تام طغى على كل شيء فتبسم لها وهو يقول
فأكتفت بهز رأسها مستريبة.
لكنه قد صام ذاك اليوم رغم إصابته بحمى أرقدته طوال اليوم وشعر أن للصيام حياة.
يعيد النشاط يمحو كل حقد في القلب وكأنما يزيل كل سواد فيه يتلفع بالضياء والضي والطهور ينثر التسامح مع الجميع يكون له لقاء خاص مع الله.
ربما في خشوع الصلاة وربما مع خشوع الدعوات.
الصيام يربي..
يعلم..
يهدي..
فمع ظمأ الهواجر تنبت التوبة..
ظلت غرام هذا اليوم بجانبه تفعل له الكمدات تطمئن كل حين وآخر من حرارته تعطيه دواء..
لكن بعد ذلك اليوم وتغير كل شيء أصبح زكريا كثير المړض كثير الهزال كثير الحمى التي لم تعد تفارقه وبات ينحف.
عندئذ أهتاج مختار وهو يرى ابنه يزبل أمام عينيه وبإصرار طلب منه أن يذهب إلى طبيبا ما ليطمئن على نفسه.
جلست غرام حائرة لا تدري هل تذهب معه أم تتركه يذهب بمفرده لذا فقد استهلت الحديث قائلة
_زكريا تحب آجي معاك!
فالټفت إليها قائلا بنفي
_لا مفيش داعي خليك في البيت أحسن.
فأومأت برأسها ولم تنبس كانت لا تفضل الخروج معه أبدا وحمدت ربها