الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية عشق الغرام الفصل الخامس عشر بقلم ندي ممدوح

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

أنه لم يوافق على ذهابها معه لكنها كانت تشفق عليه وهي تر مرضه يذداد. 
ما كاد زكريا يخرج من باب البيت حتى عاد إليها وهو يسعل بشده قائلا بتيه 
_غرام متعرفيش فين تلفوني 
فتطلعت فيه غرام باندهاش إذ كان الهاتف بيده فنقلت بصرها إلى وجهه وهي تقول بحذر 
_التلفون معاك! 
فغمغم في تعجب 
_معايا فين 
فتبسمت غرام في توتر وهي تشير إلى كفه قائلة 
_في أيدك. 
فزوى زكريا ما بين عينيه مذهولا لم يلبث أن شعر بالأحراج فضحك في توتر وهو يقول 
_معلش مخدتش بالي بعد أذنك. 
_أتفضل. 
غمغمت بها غرام وهي تشيع رحيله بقلق شرع يلتهم قلبها قلقا. 
سار زكريا حيث سيارته وهو متشاغل في هاتفه ثم توقف بغتة بجوار باب السيارة وضيق ما بين عينيه بشدة وهو يقرأ إشعار رسالة وصلته توا فحواها 
_زكريا لماذا لا ترد على مكالماتي أجب أرجوك فأنا حامل بابنك! وأوشكت على الولادة! 
أجتاحه سعال حاد جعله يميل فوق السيارة مرتكزا عليها بإنهاك وعاد مجددا يقرأ الرسالة وقد بهت وجهه وامتقع كانت فتاة من الخارج قد قضى معها وقتا لا بأس به وها هي ذا تخبره أنها حامل منه! بل والأحرى أنه سيكون أبا قريبا! 
صعد سيارته وانطلق بها إلى طبيب للفحص لكي يطمئن على صحته.

جلس زكريا أمام الطبيب المعالج بعدما قام بعمل بعض الفحوصات التي طلبها منه وجلس وحيدا يترقب الطبيب وهو يدقق النظر في التقارير ويقلب فيهم عدة مرات ثم ألتقط نفسا وهو يضعهم أمامه ويتبسم بسمة متوترة ويتطلع إليه في صمت لهنيهة ثم بادر قائلا 
_طبعا يا أستاذ زكريا إحنا مؤمنين بالله ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. 
سكت وازدرد زكريا لعابه وقد شعر أن مقدمة الطبيب تعني أن القادم سيء فألتمع الدمع في عينيه والطبيب يستطرد قائلا في هدوء وهو يشبك كفيه أمامه 
_حضرتك بتعاني من مرض الإيدز أنا هكتب لك على بعض الأدوية اللي هتستمر عليها بحيث نوقف الفيروس عن الأنتشار في الجسم وتقوية جهازك المناعي. 
صدمة كانت تحتل ملامح زكريا وقد طغت على كل كيانه ظل يستمع إلى الطبيب بذهن شارد حائر متفكر يتطلع إليه بوجه باهت شديد الشحوب هل سيقى مريضا طوال عمره القادم! 
أهذه تكون نهايته 
لكن هو المتسبب الوحيد في كل هذا لقد أخذ عقابه عن كل افعاله الشنعاء. 
خرج من لدن الطبيب ثم توقف في منتصف الطريق كالتائه وحيدا يترقب لعل وعسى يكون حلما يتستيقظ منه فيجد نفسه في فراشه. 
بمن يلوذ وقد تسبب في إبعاد الجميع عنه! 
عاد إلى البيت وحيدا ضائعا شاردا فاستقلبته غرام في لهفة وغدت نحوه وهي تهتف 
_ها عملت أيه طمني الفحوصات كويسة! 
سؤالها لم يكن حبا أو خوفا بل واجب وشفقة. 
حدق فيها زكريا طويلا كالمتغيب ولم يعرف بما يجيبها فتركها واقفة ورحل من أمامها صاعدا الدرج إلى حجرته. 
شيعت غرام رحيله متعجبة لكنها لم تلبث أن تحركت إلى المطبخ. 
جلس زكريا على طرف الفراش واضعا رأسه بين كفيه كأنما استحال ظهره إلى جبل من الهموم لماذا يشعر أن أجله قريبا! 
وأن المۏت زائر يطوف حوله في إنتظار لحظة إنقباض روحه حين يأتيه الأمر. 
لأول مرة تسيل عبراته وهو يستشعر معنى كلمة مۏت.. 
مۏت يعني فراق الدنيا والأهل والأحبة. 
يعني قبر مظلم موحش ربما يعذب فيه! 
يعني حساب وعقاپ وجنة أو ڼار. 
أعتصر جفناه ألما فنزل دمعه شآبيب تترى. 
أحس بحاجته أن يقرأ عن القپر أن يدرك ماذا سيجد هناك! أن يعلم كيف ستكون اول ليلته! 
فتناول هاتفه من جيبه وفعل سيرش عن القپر فظهرت له بعض المقالات التي علم منها أن عڈاب القپر

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات