رواية عشق الغرام الفصل الخامس عشر بقلم ندي ممدوح
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
15_عشق الغرام
شعرت غادة بقلبها يكاد يتوقف من فرط الړعب على يوسف ثم ذهبت مع شقيقها يمان برفقة الشاب الذي أخذهما إلى المستشفى التي يعالج بها يوسف وهناك طال إنتظارها لتعرف عنه خبرا يغنيها عن الدنيا وما فيها فلم تجد كانت تغمض عينيها ويسح دمعها كنهر جاري تتراءى لها نفسها تقف في الظلام تتلفت تنظر على إثر يوسف وهو يغيب في الظلام راحلا بعيدا عنها تاركا لها أطيافا من الذكريات تطوف حولها.
كانت تحترق ألما وتفنى ضياعا أيمكن أن يحور قلبها للحياة! قلبها الذي تلفع بحزن بدا كظلام بهيم.
وأعينها التي أسودت بهما الحياة فلا ترى اطمئنان ولا راحة بل خوف وړعب ووحشة.
أخذ يمان يغدو ويروح في الرواق بعجز عن أن يفعل شيء يهدأ به شقيقته.
دخلت لتراه وتطمئن فؤادها المفجوع عليه فهالها رؤيته شاحب الوجه متهالك الجسد موصل به بعض الأجهزة فشهقت تجهش في البكاء وهي تكمم فمها براحة يدها وتقترب ببطء من فراشه خيفة أن توقظه لكن عينيها ألتقطتا رفرفت أهدابه في وهن فجلست على طرف الفراش على كثب من رأسه واحتوت كفه بين يديها في حنو وبملامح تطفح بالحب مالت تلثم جبهته بقلبة عميقة ثم سلمت جبهتها إلى جبهته وشرعت دموعها تقطر فوق وجهه وتناهى لها همسه الخفيض باسمها وهو يقول بصوت ضعيف
فرفعت رأسها لتضم وجهه وهي تقول في لهفة
_يوسف.
افتر ثغره عن بسمة واسعة وهو يغمغم ضاحكا في مشاكسة
_دا أنت ولا عفريتك ولا أنا بحلم!
فوكزت ذراعه بخفة وهي تقول بضحكة ممزوجة بالدمع
_تعرف أنك حد بارد جدا!
فتبسم وهو يقول ببساطة
_عارف.
كفكفت عبراتها وهي تتأمله بنظرات امتلأت بالعتاب ثم تمتمت بنبرة تقطر حزنا
أسبل يوسف جفناه وهو يقول مفصحا في هدوء
_لأن شغلي لازم يكون في سرية تامة محدش يعرف بيه!
فهتفت بانفعال وهي تهب واقفة
_حتى مراتك يا يوسف!
أردف يوسف في وضوح
_كنت هقولك بس مجتش فرصة.
ضحكت غادة في تهكم وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وقالت في سخرية
تنهد يوسف تنهدا عميقا وألتفت يتطلع إليها قائلا
_اقعدي يا غادة الأول وهفهمك!
فلم تأبه به أو تعره اهتماما فجذبها من ذراعها برفق وهو يدمدم
_اقعدي يا بنتي هفهمك.
جلست غادة على مضض بينما أستطرد هو يقول مفصحا
_مش عاوزك تقاطعيني لحد ما تسمعي اللي عندي أولا مكنش هينفع أأقولك أي حاجة عن شغلي في فترة الخطوبة لأن كان ممكن منكملش سوا وطبيعي مش هقولك في يوم فرحنا يوم الصبحية كان نداء الوطن بيناديلي ملبيش النداء ومكنش هينفع أأقولك اني مسافر من اول يوم جواز عشان كدا خدتك معايا.. على أساس أننا في شهر عسل ودا اللي كان هيكون فعلا كنت هخلص مهمتي اللي متكفل بيها وهنقضي وقت كويس هناك.
_ومخفتش يحصل لي حاجة
هز يوسف رأسه نافيا وهو يقول في ثقة
_مستحيل كنت أسمح لأي حاجة تأذيك!
ثم وضع كفه فوق كفها وقال بصوت خاڤت
_حقك علي يا غادة مكنتش أتمنى تشوفي اللي شوفتيه هناك بس المهمة دي كانت مهمة لأنقاذ واحد صاحبي.
قطبت غادة جبينها سألته في اهتمام
_صاحبك مين ده
شردت عينا يوسف وأشاح