الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل السادس بقلمي نورهان ناصر

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحړام كالراعي يراعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه من رواية النعمان بن بشير فده موضع شبهة أصلا والأصح الابتعاد عنها 
والله أعلم 
صدم أحمد بحديثه وابتلع صډمته يردد بتوتر 
أنا ما قولتش لوليها إنه جواز لمدة سنتين وكدا واتجوزتها بدون ذكر المدة في العقد حتى هي مكنتش تعرف 
أهو دي المصېبة لانه كدا يعتبر غش و 
أكمل أحمد سريعا 
لا أنا قولتلها بعد جوازنا إني هطلقها بعد سنتين يا شيخ وعرفتها وهي وافقت تنفذ الوصية كلها بشروطها فهل كدا بردو حرام 
رد الشيخ بنبرة هادئة وهو ينصحه 
بس أنت عندك النية تطلقها وفي الحاله دي الجواز بيكون باطل ليه يا ابني تعمل في نفسك كدا ده أبغض الحلال عند الله هو الطلاق بعدين الوصية مش إلزام زي ما أنت فاهم ومفيش إثم عليك لو منفذتهاش اتقي الشبهات يا ولدي وتراجع عن الطلاق أفضل 
تنهد أحمد بحزن شديد 
أنا لو عليا يا شيخ مش عايز أطلقها ومش مستعد كمان إني أعملها بس زي ما قولتلك دي وصية مېت وأنا بنفذها أنا عملت كدا لأني سألت شيخ وقالي دي واجبة وحتى قولتله على نوع الوصية وهو مقالش خالص إنها مش إلزام 
ربت الشيخ على فخذه يقول بنبرة هادئة ووجه مبتسم 
الصح إنك تسأل أكتر من شخص يا ابني وما تكتفيش برأي واحد بس خصوصا في المسائل اللي زي دي بحورها طويلة وتختار كمان اللي بتساله بعناية لأن دلوقت للأسف بقى أي حد يلبس جلباب ويحط عمامه على رأسه والسبحة في أيده ويفتي في الدين بدون معرفة ولا علم ولا أي حاجه 
ده كان إمام مسجد يا شيخنا وقال واجبة التنفيذ كمان أنا عطيته وعد إني اتجوزها زي ما شرط علشان اريحه في تربته 
صمت أحمد ليتنهد الشيخ مكملا ببسمة وهو يراه مهموما 
ما قولتلك يا ابني الله يهدي عبيده لما يصلحهم ممكن الأمر التبس عليه بس في الحاله دي وبدون دخول في تفاصيل مع إني مش فاهم ليه يقولك تتجوزها وبعدها تطلقها بس هقولك ما دام الوصية اتنفذت ووفيت بالوعد وبالفعل اتجوزتها صح 
هز أحمد رأسه بصمت فتابع الشيخ قائلا 
طيب لو حصل والوصية اتنفذت لازم بالرضا مع الطرف التاني هي كانت موافقه يا ابني لأن زي ما قولتلك نوع الوصية غير لازم الوفاء لقول النبي صل الله عليه وسلم لا تنكح البكر حتى تستأذن 
أيوه كانت موافقة 
منحه الشيخ بسمة هادئة وهو يكمل 
طيب كويس كدا لحد هنا الأمور تمام الوصية بقى بتتعارض مع شروط الصحيح لأن الزواج المحدد ده حرام ففي الحالة دي الوصية مينفعش تتنفذ لأنها مخالفة للشرع وهو الزواج الصحيح ده غير إنها مش إلزام زي ما قولتلك وأنت اتجوزتها فالحل دلوقت هو الانفصال يا ابني لأنه عقد باطل 
کسى الحزن ملامح أحمد وردد بنبرة مهمومه 
أنا ضايع ومشتت بعد كلامك ده وحاسس إني فقدت القدرة على التفكير وايه الصح وايه الغلط مش عارف حتى أنا عايز إيه وايه اللي هيتم دلوقت وعيشتها معايا حرام أو لأ ولو انا مش عايز أطلق وعايز أكمل معاها زي ما قولتلك ايه الحل 
نظر له الشيخ مبتسما يردد بهدوء شديد
أنا هقولك الوصية إنك تتجوزها وده حصل مع إنه مش إلزام الوفاء بها بس حصل برضا الطرف التاني بعد انقضاء العدة خلاص وهي معارضة للشرع بسبب الشق التاني بتاع الطلاق اللي أنت مش عايز صح كدا 
أومأ أحمد بايجاب ينصت لحديث الشيخ الذي أخذ يكمل بهدوء 
تمام كدا الوصية باطلة لأنها مخالفة لشروط الصحيح وزواجك من البنت باطل ولو عايز تستمر في الزواج وكانت دي رغبتك ورغبتها فلازم تعقد عليها تاني بعقد الصحيح المستوفي للشروط من الشهود وولي المرأة 
مسح أحمد ما بين عينيه يقول بتشوش 
أنا مش عارف أفكر خالص ومع احترامي ليك أخاف يطلع كلامك مش صحيح والاقيني تايه تاني أنا كنت مفكر إن جوازنا صحيح كدا حكم معيشتها معايا في الفترة اللي فاتت دي احنا متجوزين بقالنا سنه وشهرين ايه 
هز الشيخ رأسه يقول بعد تفكير 
حقك يا ابني بس أنا معروف في المنطقة دي وعمري يا ابني ما أفتي في شيء لا افقهه وبردو علشان تطمن أكتر هديك أسامي لبعض الشيوخ الكبار وشيخ الأزهر نفسه لو عايز وروح وأسأل يا ابني تحرى الحلال وهتؤجر كتير وربنا يصلح حالك شوف مفيش إثم عليك ولا عليها فيها لأنك كنت مفكره عقد صحيح أما دلوقت بعد ما عرفت فلا لا يجوز لك الخلوة بها ولازم تعقد عليها من جديد 
تنهد أحمد بحزن شديد مصډوما ثم وافق وأخرج هاتفه يدون به ما اخبره الشيخ ثم شكره وغادر متجها إلى وجهة معينة 

بعد مدة نراه يقف أمام القپر يخفض بصره ارضا تتساقط دموعه بشدة رفع عيونه ينظر إلى اللوح الرخامي الذي دون عليه اسم رفيقه بخط أسود الشهيد البطل حسان عبد المجيد الربعاوي وأسفله كتبت سنة الميلاد وتجاورها الۏفاة ليجهش أحمد في البكاء بصوت مرتفع 
جلس بعد دقائق على حافة القپر يقرأ له الفاتحه بعد أن تمالك نفسه قليلا ثم تنحنح قائلا 
السلام عليكم دار قوم سابقين وانا إن شاء الله بكم لاحقين 
صمت لثواني وهو يشعر بثقل في لسانه قبل أن يسترسل بنبرة حزينة 
عامل إيه يا حسان سؤال غريب صح ارتحت يا صاحبي عارف إنك زعلان مني بس ڠصبا عني يا حسان والله حاولت كتير صدقني أنا قولتلك قبل كدا إني ضعيف قدامها مش هلومك أنا عاذرك ومعاك كل الحق احنا ظلمناك في حكايتنا ونستاهل أكتر من كدا سامحني على ضعفي وقلة حيلتي بس مش قادر والله العظيم ما قادر تعبت يا حسان الوصية طلعت مش لازم إني أعملها وحرام كمان لأنها مخالفة للشرع بس نفذتها علشانك 
استنشق الهواء وهو يبكي بقوة يكمل له بنبرة كساها التعب 
بس مش قادر أكملها مش قادر أبعد عنها أرجوك ساعدني ارتاح زيك أنا مكنتش عايز كدا مش عايز أطلقها تنهد بصوت مرتفع باكي عارف إني غلطت كتير بس سامحني مش قادر أبعد وفي نفس الوقت مش عارف أقرب لأنك مش بتغيب عن بالي يا حسان واحساسي إني بخونك قتلني والله قتلني وصمت جوايا معذبني أنا كنت ساكت وراضي بعذابي فتحت چروحي يا صاحبي وحطيت الڼار حواليا وأنا قلبي غرقان في الڼار دي ودايب 
توقف أحمد يقول متراجعا وهو يربت على تراب تربته 
آسف متزعلش من كلامي ما حستش بنفسي بس أنا بقيت مشوش مش عارف أروح فين ولا أعمل إيه ساعدني يا حسان

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات