الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل السادس بقلمي نورهان ناصر

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

زي ما على طول بتساعدني اديني إشارة طيب أو تعالى شوفني من غير ما تكون مضايق مني بقالي كتير مستنيك تاجيني في الحلم من غير ما تعاتبني أنا موحشتكش طيب وتيجي تشوفني 
ظل يتحدث معه لفترة ليست قصيرة حتى أتى إليه عامل المقاپر وحارسها يخبره بضرورة المغادرة فقد تأخر الوقت كثيرا 

تقف في شرفة منزلها تراقب الشوارع پخوف شديد وهي كل ثانية وأختها تنظر إلى الساعة التي تقترب من الثانية بعد منتصف الليل سقطت دموعها للمرة التي لا تعلم عددها بالأساس لا تمر دقيقه إلا وتتخللها دموعها 
دعت الله بأن يكون بخير وألا يفعل بنفسه شيء أغلقت باب الشرفة وجلست على الأرض تضم ساقيها إلى صدرها تبكي بشدة جف حلقها من كثرة البكاء مرت ساعة أخرى غفت هي على وضعها متكورة حول نفسها تضع رأسها على ركبتيها 
تزامن ذلك مع وصول أحمد إلى شقته أسند رأسه على الباب وهو يزفر الهواء بتعب شديد قبل أن يدخل المفتاح في الباب يجعد جبينه پألم عندما بدأت يده تؤلمه لم يخيطها بل فقط لفها بالشاش الطبي وتركها على حالها 
أول ما وطات قدمه أرضية الشقة قابله ظلامها تنهد بصوت مرتفع ثم أشعل الأضواء جالت عينيه بحثا عنها لكنه لم يعثر عليها في الصالة الرئيسية أخذ ينادي عليها بقلق شديد وما من رد دلف إلى غرفتها وهنا سمح لنفسه بالاڼهيار أين ذهبت ملك 
أيعقل أنها رحلت وتركته 
خرج من غرفتها يضع رأسه بين كفيه وهو يشعر بهموم العالم تحط على رأسه وقلبه دخل إلى غرفته لربما غفت بها والصدمه والخۏف تسربا إلى قلبه وهو يجد الغرفة فارغه 
أخذ يركض في الشقة پخوف شديد وهو يبحث عنها في كل الغرف وأيضا لم يعثر عليها تبقت الشرفة لم يدخلها على الفور ركض باتجاهها وقع قلبه وهو يراها تجلس في إحدى الزوايا تضم نفسها بيديها خشي أن تكون قد أصابتها إحدى النوبات تلك ولكنه تنفس براحه يبصر تحرك جسدها بهدوء إنها نائمة بسلام لا تدري بالذي كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة من شدة خوفه عليها 
جلس القرفصاء أمامها وقبل أن تلمس يده لها تذكر حديث الشيخ بأن الزواج من الممكن أن يكون باطلا لكنه والله لا يرغب بتطليقها ليست لديه الشجاعة لفعلها ناداها بهدوء حتى لا تخاف وأيضا لم تستيقظ تخلى عن التفكير فيما هو صواب الآن ورفع رأسها بهدوء شديد وحذر يسندها على كتفه 
ثم لف يده أسفل قدميها واستقام يحملها برفق توجه إلى غرفتها ووضعها بهدوء على سريرها أمسك الغطاء وقام بتدثيرها ولم يقدر على منع نفسه من فعل ذلك ولذا مال عليها يمنحها قبلة صغيرة على وجنتها ثم سرعان ما ابتعد عنها كمن لدغته أفعى سامة 
خرج من غرفتها يفكر في خطواته التالية مرت سنة وشهرين على زواجهم حتى وإن كان العقد به شيء من الفساد ولكنه يتبقى فقط عشرة أشهر وينتهي كل شيء وهو لا يريد ذلك بالله لا يريد الابتعاد لقد ټعذب وعذبها معه حتى فاضت الكؤوس عن آخرها 
كما أن حديث الشيخ يبدو صحيحا هذا خطأه وحده كان عليه أن يتحرى أكثر من المؤسف أن يجهل الإنسان الكثير عن دينه لام نفسه على تقصيره في حق ربه أخرجه من شروده صوت هاتفه يرن باستمرار تنهد بقوة قبل أن يخرجه ينظر إلى الرقم بهدوء شديد ثم وضعه على أذنه وصمت يستمع إلى محدثه ثم رد بنبرة هادئة
تمام مسافة الطريق وجاي 
أغلق أحمد المكالمة و تلقائيا توجه بصره إلى غرفتها نظر إلى ساعة يده كانت تقترب من الثالثة فجرا زفر بصوت مرتفع ثم نهض وتوجه إلى غرفتها ليوقظها ويخبرها بأنه سيسافر حتى لا يحدث مثل المرة السابقة شرد وهو يتذكر ذلك اليوم لقد جن چنونها حينها 
خرجت من المرحاض تمسك منشفة بيدها تمسح بها وجهها وهي تسير باتجاه غرفتها خلسة وعلى رؤوس أصابعها والسبب بسيط تخجل أن يراها هكذا رغم أنها ترتدي المئزر وتحكم غلقه عليها كما أن الوقت متأخر ولكن إحدى عاداتها الاستحمام في مثل هذا الوقت شعرت فجأة بحركة ما داخل غرفته لتسرع من فورها تختبا خلف الجدار حيث المطبخ تراقب بعينين متسعتين ما يحدث فقد رأته يتسلل وهو يخرج من غرفته ببذلته العسكرية و في يده حقيبة ظهره يتلفت حوله بحذر شديد 
تسارعت دقات قلبها بقوة وتلقائيا ملئت عينيها الدموع أكان يريد السفر دون إعلامها بالأمر تبا له ! 
لم تشعر بنفسها وهي تتجه نحوه بعيون مشټعلة من الڠضب تصرخ بحنق شديد والدموع لا زالت في عينيها
سيادتك رايح فين 
تصنم أحمد مكانه يفتح فمه بتشنج فكما يقول المثل المصري من خاف من العفريت ظهر له عض على شفتيه يستدير صوبها يطالع ملامحها الغاضبة وهي فقط ترمقه بنظراتها الحادة وتهز قدمها بانفعال واضح بينما تشبك ذراعيها أمام صدرها 
أنت إيه اللي مصحيك في الوقت ده 
ده مش موضوعنا أنت رايح فين هتسافر ومن غير ما تقولي أنت للدرجة دي أنا مش فارقه معاك 
قالت كلماتها بغصه شديدة ونبرة ضعيفة وهي تجاهد دموعها أنزل أحمد حقيبته متنهدا وهو يقول 
ملك لو سمحتي أنا محبتش اقلقك وكنت هتصل عليك واقولك أكيد 
انفلتت شهقاتها وهي تعطيه ظهرها تقول
مهو باين 
وضع أحمد يديه حول كتفيها فانتفضت بتوتر شديد جعله يبعد يديه عنها وهو يتنحنح مغيرا الموضوع قائلا ببسمة صغيرة
يا مجنونه أنت لسه فيك العادة دي في حد ياخد حمام في الجو التلج ده 
كتمت ملك ابتسامتها لتذكره وعادت لجمودها تقول بحاجب مرفوع
وأنت مالك أعمل اللي اعمله تهمك صحتي أوي بلاش الاهتمام المزيف ده 
اتجه لها أحمد يردد باستنكار لحديثها الأحمق فإن لم يهتم بها فبمن سيفعل 
اهتمام مزيف من كل عقلك بتقولي كدا 
إيه بكدب مثلا وهو أنا أفرق معاك 
لعبت ملك على أوتار قلبه وهي تبتسم بسمة صغيرة اخفتها ببراعه وهي تضع يدها على فمها بينما أحمد خرج عن صمته يمسك بها من كتفيها متجاهلا انتفاضتها يقول ببسمة ونظرات صافية مفعمة بالحب
طبعا تفرقي أنت متعرفيش مكانتك عندي يا ملك 
تدللت ملك عليه مستغلة تلك اللحظة التي لا تتكرر كثيرا 
معرفش يكونش بعيد الشړ بتحبني ولا حاجه 
رقت نظرات عينيه وفقط حدق بها يبتسم بسمة واسعه وهو يترك كتفيها لېلمس وجنتها الرطبة بمشاعر صافية 
أنت روحي اللي عايش علشانها أصلا 
ما بال الهواء اختفى من الجو فجأة لأن التنفس بات صعبا شعرت ملك بالدوار فجأة لا تصدق ما سمعته منه وهو الآخر بدا مذهولا لكنه سرعان ما ابتعد عنها ينحني يحمل حقيبته يهرب من أمامها كما العادة قبل أن ېصرخ بأعلى صوته معلنا هزيمته أمام تلك البونيتين المهلكتين والذي غرق فيهما إلى نقطة بعيدة المدى وبات الرجوع أمرا مستحيلا 
غمرت ملك مشاعر

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات