السبت 23 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل الخامس بقلم نورهان ناصر

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

يتنفس بصوت مرتفع وهو يمسح على وجهه
_ حاضر يا حسان هنفذ طلبك علشان ترتاح هعذبها وأعذب نفسي معاها كدا هاتكون مرتاح يا صاحبي مش قادر أقولك غير ربنا يسامحك يا حسان .
بعد مرور بعض الوقت ....
وصل أحمد إلى شقته وضع الطلبات التي بيده على طاولة السفرة الخاصة بالطعام ينادي عليها وهو يغمض عينيه لما وصل له صوت بكائها مرت عدة دقائق وراها تخرج وهي تتحاشى النظر له حتى لا يرى احمرار عينيها تقول بنبرة خافته فقد اختفى صوتها من شدة البكاء 
_ نعم يا أحمد.
حك أحمد شعره بتوتر وحزن وهو يشير صوب المشتريات 
_ أنا جبت شوية طلبات كدا وهاسبلك الفيزا أنت تشتري اللي عايزاه بعد كدا .
أعقب حديثه وهو يضع بطاقته الائتمانية على الطاولة رمقتها ملك بلا مبالاة ثم أخذت الأكياس البلاستيكية واتجهت إلى المطبخ لإعداد الفطور وأحمد يقف في مكانه ينظر لاثرها بحزن وعجز شديد .
وبداخل المطبخ كانت ملك تجهز الفطور ودموعها تنهمر أمام وجهها انفلتت منها شهقة مكتومة رفعت يدها بضعف تضعها على فمها لتصمت أصوات بكائها ومن الدموع الكثيفة زاغت الرؤية في عينيها فأوقعت عدة أطباق على الأرض لتتهشم إلى مئات القطع دخل أحمد على الصوت يهتف باسمها پخوف شديد حينما رآها تجلس على الأرض وهي تحاول لم القطع متحدثة بنبرة خافته 
_ آسفه وقعوا مني بالغلط .
أمسك أحمد يديها يبعدهم وهو يقول بنبرة بها لهفة شديدة 
_ فداك أي حاجه المهم أنت جرالك حاجه .
سحبت ملك يديها منه تبتسم بتكلف وهي تقول 
_ لا سيبهم أنت أنا هلمهم.
بإصرار غريب وكان قلبه هو من يحركه أردف أحمد وهو يتمسك بيديها يجعلها تنهض معه 
_ لا أنا هلمهم اقعدي هنا .
سارت ملك معه مثل المسحورة تحدق به بنظرات حائرة مشتتة لمحت الحب في عينيه واستشعرته في نبرة صوته وأفعاله ومع كل ذلك لاحظت أيضا الحزن الشديد لا شك فهم الآن سر وصية حسان لو كانت تعلم بأنه هو نفسه أقرب أصدقائه ما كانت أخبرته الحقيقه ولكانت أصرت على موقفها بأنه شخص ليس له معنى ولا قيمة لم تشعر بدموعها التي أغرقت وجهها وهي لا زالت تحدق به بصمت .
أدخله حسان في دائرة انتقامه لا تلومه فكل ذلك لم يكن ليحدث لو أنه لم يتخلى عنها ولكن ذنبها هي أكبر لأن أحمد لم يعذب حسان بل هي بدليل إنقاذه لحياته حتى وإن جعله يعيش محروما من حبيبته فلقد أنقذه من المۏت .
انفلتت شهقاتها استدار لها أحمد يترك قطع الأطباق المحطمة يمسك بوجهها وهو يرمقها بنظرات متلهفة بها خوف شديد وقلق 
_ مالك حاسه بأيه .
وكان هذا أغبى سؤال تلفظ به أحمد وندم على طرحه حينما ابتعدت هي عن محيط يديه تردد على مسامعه كلماتها التالية التي أصابت قلبه في الصميم ووضعت الملح على جراحه 
_ امممم حاسه بأيه بولا حاجه خلاص فقدت كل حاجه بقيت وحيدة مهمومه وضايعه مليانه ذنوب ومعاصي كل ليلة ده غير شعور الخيانه تعرف إنك مكنتش بتغيب عن عقلي ثانية تعرف كم مرة تخيلتك معايا تعرف كم مرة چرحتني وعذبتني متعرفش طبعا ودلوقت بكل بساطة بتقولي حاسه بايه.
ختمت حديثها وهي تركض صوب غرفتها تغلق الباب خلفها بقوة ثم استلقت على فراشها وكالعادة تعلو أصوات بكائها رغما عنها .
وعنده هو أغمض عينيه وهو يشعر بالذنب يفتك به ملك ضحېة وحتى حسان هو الآخر ما من مخطا هنا سواه وعليه أن يدفع ثمن غبائه.
تنهد بقوة وانحنى يلم قطع الأطباق المنكسرة وضعهم في سلة القمامة ثم نظر إلى الطلبات التي أحضرها أخذ يفرغها في عدة أطباق وبين الثانية وأختها يزفر أنفاسه بضيق شديد ثم بدأ برصهم على صنية متوسطة الحجم واتجه إلى الصالة الرئيسية حيث السفرة وضعهم عليها وأخذ عدة أنفاس قبل أن يتجه إلى غرفتها وكم قطع صوت بكائها قلبه بظهر يده أخذ يطرق على باب الغرفة وهو يناديها .
_ ملك تعالي علشان تفطري.
صړخت ملك پغضب 
_ مش عايزه سيبني في حالي يمكن أموت واخلص.
ضغط أحمد على مقبض الباب فوجده مغلق من الداخل تنهد بصوت مرتفع ثم أدخل يده في جيب بنطاله يخرج علاقة المفاتيح حتى عثر على المفتاح المطلوب وبعد أن فتحه رق قلبه لحالها وهرع صوبها سريعا يبعد تلك الوسادة التي ټدفن رأسها بها وهو يقول پخوف 
_ ملك حرام عليك بتعملي إيه .
طالعته ملك بعينين حمراء وهي تقول 
_ عايزه أموت.
_ وتسيبيني لمين من بعدك .
وتلك الجملة قرأتها ملك في نظرات عينيه لتبتعد بعيونها عنه هي وافقت على تنفيذ وصية حسان مع أن بإمكانها طلب الطلاق في أي وقت وذلك لتكفر عن ذنبها وتقصيرها في حقه إذن فلما الانزعاج الآن أفاقت على صوته يحدثها بقلق 
_ ملك لو سمحتي اتفضلي قومي افطري وبلاش أسمع الكلام ده تاني أو تعملي في نفسك حاجه .
نظرت له ملك بملامح جامدة ثم استلقت على فراشها وهي تغمغم بصوت ساخر 
_ مش عايزه أفطر روح كل أن....
ابتلعت باقي كلمتها في تلك الشهقة التي خرجت من جوفها حين مال هو عليها يحملها قسرا نظرت ملك له پصدمه وهي بلا وعي لفت ذراعها خلف رقبته
_ أنت بتعمل إيه نزلني.
_ انزلك لما تفطري الأول يالا .
طالعته ملك بوجه مشتعل من الڠضب وهي تقول 
_ مش عايزه و مش هاتجبرني نزلني بقولك حالا .
وكل ما فعله أحمد بعد صړاخها أن تشبثت يديه بها أكثر وخطى خارج الغرفة بكل بساطة راميا بكلماتها عرض الحائط طرأت على عقل ملك فكرة خبيثة ومن دون تفكير بدأت في تنفيذها أخذت تدغدغه بيديها أدت إلى اهتزاز وقفته وهو يترنح بقوة حتى سقطوا على الأرض وملك منفجرة في الضحك لأنها وقعت عليه بينما هو أطلق صرخه متالمه لاصطدامه بالأرض بقوة .
حدق بها أحمد بذهول وبسمة صافية رسمت على شفتيه وطالت نظراته لها وهو يراها تضحك لأول مرة وكم كانت جميلة للغاية جميلة ورقيقة للحد الذي جعله ينسى ألمه وتلك الوصية ووعده وهو يهتف ببسمة عاشقة وعفوية 
_ لو تعرفي أنا بعشق ضحكتك دي قد إيه .
توقفت ملك ببهوت تنظر له بملامح منصدمه وقلبها يخفق بقوة لدرجة شعرت بأن دقاته مسموعه آفاق هو من تلك المشاعر التي غمرته وهو يستغفر ربه ثم تحدث بضيق مصطنع 
_ قومي كسرتي فقراتي وتاني مرة بلاش التصرفات دي أنت مش صغيرة افرضي اتكسرتي دلوقت يقولوا إيه من أول يوم وكسر رجلها ولا دراعها الله يسامحك يا ملك .
وملك من كل حديثه ذلك لم تستمع لحرف واحد لا زالت تقف عند همسته العفوية ونظراته العاشقة نهض هو وجعلها تنهض لما لاحظ نظراتها يشعر بالخطړ يقترب يا الله لو بقت تنظر له بتلك النظرات سيفقد عقله ويخلف وعده كيف سهى بتلك الطريقة ونسي نفسه ولكن لما التفاجى لطالما كان ضعيفا أمامها أغمض عينيه ليرى حسان

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات