رواية الصمت المعذب الفصل الخامس بقلم نورهان ناصر
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الحلقة الخامسةالصمت المعذب بقلمي نورهان ناصر.
يا نسمة الصبح هبي في روابينا
وأنعشي بالصبا أرجاء وادينا
وقبلي وجنة الأحباب وانتظري
رد السلام لأرواح المحبينا.
كانت كلماتها تخرج بصعوبة شديدة بسبب ضيق تنفسها وبكائها الحاد توقفت فجأة تتطلع إليه بعيون يملأها القهر والخذلان وهنا سحبها أحمد بقوة وهو يبكي رغما عنه بحزن شديد وهو يربت على ظهرها الذي ينتفض أسفل يده بينما هي تتحرك بهيسترية تبكي بانفطار أكثر وهي پغضب وهو فقط يحتضنها بصمت
_ ليه مصر تعذبني ليه اتجوزتني علشان الوصية يعني الوصية مكنتش حجه علشان تقرب مني ليه مع إني شايفه حبك في عينيك .
_أنت مچنون يا أحمد طلعت مچنون بټموت في العڈاب بټعيط ليه دلوقت صعبت عليك قاعد ټعيط وأنت السبب في اللي وصلنا ليه هتفضل ساكت كدا مش هتقول حاجه كالعادة .
دفعته بعيدا عنها بقوة ثم نهضت ترمقه بنظرات لن ينساها أحمد ما حيا اتجهت إلى باب الشقة تحاول فتحه وبداخل الغرفة يكبت أحمد دموعه وهو يتنفس بصوت مرتفع حزين على ما يحدث معهم اشتعلت النيران في قلبه اتكون معه ويبقى جامدا هكذا مما صنع قلبك أنت إلى متى ستبقى مؤثرا للصمت الذي حيا.
_ ابعد عني متلمسنيش .
ابتعد أحمد عنها يرفع يديه للأعلى مستسلما
_ طيب اهدي وقولي لي رايحه فين دلوقت .
_ وأنت مالك هروح مكان ما أنا عايزه .
ختمت حديثها وهي تضغط على مقبض الباب پغضب شديد تركله بقدمها وقف أحمد يحول بينها وبين الباب يقول بنبرة جادة
_ ملك اهدي واسمعيني .....
دفعته ملك بغيظ وهي تصرخ في وجهه
_ مش عايزه اسمعك سيبني في حالي أنت خدعتني أنا آه منكرش إني فرحت بالوصية وفكرت إن الحياة بتدينا فرصة تانيه وفكرت إنك بتنفذها لمجرد إنك تتقرب مني كفايه بقى هتفضل تعذبني وتحرقني لايمتى .
_ أنا آسف لأني خيبت أملك بس أنا حاسس بالذنب ومش قادر استوعب إن حسان ماټ وأنا اتجوزت مراته اهدي و هقول الحقيقه مش أنت عايزه الحقيقه
هزت ملك رأسها وهي تتنفس بقوة تضع يدها على قلبها پألم
_ ايوه.
أشار لها أحمد صوب غرفة المعيشة يقول
_ طيب تعالي اقعدي طيب شكلك مش عاجبني أنت تعبانه.
ابتسمت ملك بسخرية وهي تبكي
_ يهمك أوي تعبي ماتشغلش بالك .
_ إيه اللي بتقوليه ده آه طبعا يهمني لو سمحتي تعالي اقعدي واسمعيني .
_ نعم هتفضل ساكت كدا طيب أنا هامشي بقى واديك نفذت الوصية واتجوزتني سلام .
ختمت حديثها وهي تنهض فرك أحمد في يديه بتوتر ومد يده يمسك بيدها قبل أن تذهب وهو يقول برجاء
_ ملك اسمعيني من فضلك أول حاجه أنا مكنتش أعرف إنك مرات حسان وده مخليني أقصد اقولك يعني إني متلخبط ووافقت على الوصية مجبر هو أصر عليا إني اتجوزك رغم اعتراضي وخلاني وعدته وحدد شرط لمدة سنتين ومش جواز حقيقي وأنا إحساس الذنب حسان حكالي كل حاجه عن جوازكم واللي عملتيه معاه فازاي عايزانا نكمل من مكان ما وقفنا وهو مظلوم وظلمناه معانا .
تنبهت ملك لحديثه وإلى حد ما تفهمت ما يريد قوله لذلك قالت بغصه حزينة
_ أنا خلاص فهمتك .
ضيق أحمد عينيه مستغربا فهو نوى اخبارها بالاتفاق كاملا لتكون الأمور واضحة
_ فهمتي بجد .
ابتسمت ملك بتكلف وهي تنهض
_ أيوه خلاص الرسالة وصلت معلش إني انفعلت عليك كدا أنا تعبانه هروح أنام تصبح على خير .
وفقط قالت ذلك ولم تنتظر رده ثم اختفت من أمامه جلست على السرير تعض على يدها حتى لا يسمع صوت بكائها حسان لم يسامحها كما ظنت بل أراد إحراق روحها جعلها مع حبيبها في مكان واحد وفرض شروطه الخاصة يريد تعذيبها كما عذبته استلقت على فراشها ټدفن رأسها في وسادتها تبكي بصمت شديد.
صباح اليوم التالي .....
فتحت ملك أعينها تطالع سقف الغرفة بتعجب تفرك في عينيها التي المتها من كثرة البكاء ليلة أمس يا الله ما عادت تفعل شيء سوى البكاء طوال حياتها تنهدت بضيق شديد ثم نزلت عن الفراش ارتدت حذائها المنزلي واتجهت إلى المرحاض الذي توقعت أن يكون بجانب المطبخ بعد جولة في أرجاء الشقة حتى عثرت على المطبخ نفسه .
وصح حدسها توضئت وعادت إلى غرفتها تجر أذيال الخيبة صلت فريضتها وظلت تدعوا الله كثيرا تطلب الغفران والتكفير عن ذنوبها والقوة حتى تمر تلك الأيام جلست على الفراش بعد بضع دقائق بعينين شاردتين أخرجها من دوامة أفكارها صوت هاتفها مدت يدها تلتقطه ترى الاسم الذي أعلى شاشة هاتفها لتخرج تنهيدة قوية ثم رسمت ابتسامه مصطنعه على شفتيها وقالت
_ صباح الخير يا نعمه .
جاءها صوت نعمه تردف ببسمة واسعه
_ صباح النور يا قلب نعمه إيه الأخبار .
عضت ملك على خدها من الداخل تقول والدموع تنهمر على وجهها
_ الحمد لله إحنا كويسين طمني أمي وأخويا .
تحدثت معها بضع دقائق ثم أغلقت الهاتف وانكبت على وسادتها تبكي بشدة وخارج الغرفة كان يقف أحمد يطالعها بحزن شديد وعينين يكسوها الدموع وقبل أن يضعف هرب من المنزل أخذ يجوب الشوارع بلا هدف فقط يبكي بصمت حتى وصلت به قدميه إلى مكان لقائهم ركع على الأرض بركبتيه ېصرخ من كل قلبه بأنه ما عاد يقدر على الابتعاد وتعذيبها معه أكثر من ذلك لقد عذبها معه بما فيه الكفاية ليلة واحدة وشعر بأن روحه تنسحب منه كيف بسنتين .
حرام عليه سنتين ېحرق روحها سنتين يتركها تتلظى أمامه وهو عاجز عن فعل شيء لها ثم ببساطة ينفصل عنها أما ان لهذا العڈاب أن ينتهي أما ان لروحه أن تتنفس أما ان لحبه أن يظهر للنور أما ان للسعادة أن تدق بابه .
صړخ أحمد بأعلى صوته پألم شديد وهو يردف
_ صعب الموضوع طلع أصعب مما اتخيل من بين بنات الدنيا تطلع ملك هي مراته ما أنا واحد غبي كان لازم أعرف من كلامه ده حتى نفس الاسم ليه يا حسان تحطني في الموقف ده يا ترى كنت عارف إني أنا اللي هي بتحبه .
صمت أحمد فجأة مصډوما حين تذكر له عندما أخبره بأنه يعشق ملك وأنها تسكن داخله الآن فقط أدرك لما صفعه ذلك اليوم .
_أنت كنت عايز ټنتقم مني دلوقت بس فهمت غرضك من الإصرار إني اتجوزها علشان تعذبنا احنا الاتنين علشان ټحرق روحنا ليه يا صاحبي ما أنا كنت بعيد وكنت رايح للمۏت ليه تنقذني من المۏت ودلوقت بوصيتك ليه .
صمت