رواية الصمت المعذب الفصل الخامس بقلم نورهان ناصر
استني أما نتعشى الأول .
_ لا يا بنتي مقدرش في الشتا أحب انام خفيفه كدا معلش خليني على راحتي .
تنهدت ملك بقلة حيلة ثم أشارت لها على غرفة الأطفال دخلت حماتها ثم تسطحت على الفراش وقالت ببسمة صغيرة
_ تصبحي على خير.
_ وأنت من أهل الخير .
أغلقت الباب خلفها وعادت للصالة جلست تتابع مشاهدة الفيلم الذي اقترب من آخره وهي تنفخ الهواء بملل تنظر إلى الساعة بضيق شديد من تأخره مرت عدة دقائق أخرى وشعرت به يفتح الباب هبت من جلستها تتجه نحوه بملامح غاضبه تفاجأ هو بها ليقول متنهدا
_ في إيه وأنت واقفه كدا ليه .
_ كنت فين .
هكذا أردفت ملك متسائلة بانزعاج واضح رفع أحمد حاجبه بتشنج وهو يقول
منعته عن الحديث وهي تضع يدها على فمه تهمس بصوت منخفض حانق
_ وطي صوتك لحسن تسمعك .
ببهوت فقط كانت نظرته لها أبعدت يدها عنه ليهمس أحمد مثلها
_ مين دي اللي تسمع أنت معاك حد جوه .
_ حماتي.
ضيق أحمد عينيه مستغربا
_ أمي
_ لا ماما نادية .
أومأ أحمد بتفهم رغم استغرابه يقول
_ في حاجه ولا ايه ! هي تعبانه أو ....
_ لا كويسه هي بس مفتقداني وقررت تروح لبلدها وعايزاك توصلها .
_ تمام وهي فين دلوقت .
سأل أحمد وهو ينزع عنه سترته وقبل أن يلقيها أخذتها منه بغيظ أثناء قولها بضيق
صمتت ملك فجأة تحدق به بنظرات مشټعلة وهي تتقدم منه ليتراجع هو بدوره للخلف يقول ضامما ما بين حاجبيه
_ في إيه أنت هتتحولي ولا إيه .
لمعت الدموع في عينيها الغاضبة وهي تسأله
_ أنت پتخوني .
أخرج أحمد تنهيدة يقول بنبرة هادئة
_ آه وصلة الزوجة النكدية دي مش هتخلص أنا واقع من الجوع طابخه إيه
ملك على پغضب شديد
_ أحمد أنا مبهزرش إيه اللي على رقبتك ده
وضع أحمد يده على رقبته مغمغما ببرود وهو يتخطاها
_ ده روچ.
سقطت دموعها التي جاهدت لحپسها واتجهت له بعيون تدق شرارا أخذت منه قطعة الكيكة التي أعدتها قبل أن تلامس شفتيه
_ لأ.
قطع عليها حديثها بكلمته التي اصابتها في ومن دون تفكير أمسكت ملك بالطبق المليء بالكيكة وقامت بالقاءه في وجهه وهي تبكي بشدة تصرخ بانفعال
_ بكرهك خساره حبي ليك بجد .
تنهد أحمد بحزن شديد وجلس على المقعد مهموما وقلبه يؤلمه كان في منزلهم القديم وهناك وجد أحمر الشفاه الخاص بأخته ثم وضعه ليحاول جعلها تكرهه حتى يكون الفراق هذه المرة أسهل _ من وجهة نظره _مقنعا إياها بأنه ما عاد يحبها وأيضا لاحساسه بمسؤوليته تجاه تلك الوصية نزولا عند رغبة صديقه العڈاب لن يكون لها وحدها بل له أيضا ولكنه ببساطة لا يستطيع إيقافه.
عاد إلى غرفته ليستريح حينما وجدها تقف في منتصف الغرفة وكأنها تفكر في أمرا ما قطع عليها حملة أفكارها وهو يستلقي على السرير مغمض العينين.
نظرت له ملك پغضب شديد وهي تتنفس بصوت مرتفع تقول بنبرة متهكمة
_ سيادتك فاكر نفسك بتعمل إيه .
دون أن يفتح عينيه أجابها
_ بعمل زي الناس هنام .
اخفضت صوتها تقول مغتاظة
_ زي الشاطر كدا تطلع تنام برا والصبح قبل ما حماتي تصحى هاجي اصحيك ترجع لاوضتك أنا كنت هنام عندها في الاوضة بس هتقعد تسأل وأنا مش هخلص فاتفضل بقى اطلع .
وكل ما فعله أحمد بعد حديثها أن ابتسم واولاها ظهره انزعجت بشدة ومن دون تفكير اتجهت إليه تحاول ابعاده عن السرير ولم تستطع كتم أحمد ضحكه كادت تنفلت منه على ملامحها المغتاظة بينما هو ينظر لها من أسفل اهدابه.
صعدت ملك على السرير وبقدميها حاولت دفعه تفاجأ أحمد بفعلتها ليفتح عينيه ينظر لها بتشنج ثم أمسك بقدميها يثبتهم وهو يقول
_ أنت قد حركتك دي
_ أوعى سيب رجلي وقوم اطلع برا يا خاېن .
تقدم منها أحمد أكثر يقول وهو يطرق على رأسها ورغما عنه أردف بما جال بخاطره وهو يرى عينيها الباكيتين
_ مش هلومك أنا فعلا _ لاحظ الصدمه في عينيها ليتابع بعشق _ ما أنا قلبي خاني من زمان وخرج عن طوعي ووقع ولا حد سمى عليه.
تجمدت ملك في موضعها بقت تحدق به ببلاهة شديدة آفاق هو من تلك الغفوة يستغفر ربه وبلا كلمة إضافية خرج من الغرفة بأكملها لتسقط دموعها بقوة وحزن
مرت الأيام التالية مثل بعضها بالحړب الباردة بين أحمد وملك إلى حد ما يحاولون تنفيذ الوصية وكبت مشاعرهم ما إن يضعف أحدهم يذكره الثاني بالوصية أوه عفوا حسان يفعل فلا هو يفارق عقل ملك أو يترك أحمد ليتنفس .
وها هم قد تجاوزوا السنة وبضعة أشهر كانت نعمه تجلس بقرب ملك الشاردة والغير منتبهه لحديثها زفرت نعمه بضيق شديد من تلك الحالة أما ان لتلك المسكينة أن تأخذ نصيبها من السعادة ما بال الدنيا لا تتركها وشأنها .
خرجت ملك عن صمتها لما لاحظت تحديقها بها بسمة صغيرة وهي تقول
_ سكتي ليه .
نظرت لها نعمه بحاجب مرفوع تقول بسخرية
_ على أساس منتبهه أوي لكلامي .
اخفضت ملك عينيها عنها فأكملت هي وهي تتحرك لتجلس بجوارها
_ بت حالك مش عاجبني في إيه بعدين أنا مش فاهمه لحد دلوقت مفيش حمل ليه فات سنه وشهور يا ملك وأنت ساكته ما تيجي نكشف ونطمن عارفه إن أحمد بيسافر كتير وأنت حالتك دي مش عاجباني دايما شاردة ورجعتي للحزن تاني .
ضغطة أخرى وستنفجر ملك بالبكاء هي بالفعل لمعت الدموع في عينيها لذا نهضت من حصار نعمه تقول وهي توليها ظهرها
_ أبدا مافيش حاجه أنا كويسه يا نعمه احنا كويسين أجلنا الخلفة فترة كدا وأنا اللي طلبت .
ونبرة صوتها الباكية لم تغب عن نعمه التي وقفت تمسك بكتفها وهي تديرها صوبها لتتسع عينيها بقوة وهي تقول
_ أنت بټعيطي .
هنا ولم تتمالك ملك نفسها وانخرطت في بكاء مفزع ضمتها نعمه على الفور وهي تسير بها لتجلس على الأريكة وملك فقط تخفي رأسها وقبل أن تسألها نعمه غمغمت ملك بنبرة تتخللها السخرية بعد أن فاض كيلها فطوال السنة الماضية آثرت الصمت ولم ترد اشغال أحد معها ستتكفل هي بمشاكلها
_ أنا خلاص مبقاش ورايا غير العياط يا نعمه أنا بمۏت والله العظيم أنا تعبت كتير ومش لاقيه الراحه خالص ده ذنب حسان أنا عارفه شوفتي المسخرة كان أحمد واقف بيني وبين حسان ودلوقت ...
شهقت نعمه بقوة حينما فهمت ما تريد ملك قوله لتردف بغير تصديق
_ أوعي تقوليها حسان واقف بينك وبين أحمد يعني ....يعني أنت كدبتي عليا يا ملك طول المدة