رواية الصمت المعذب الفصل الخامس بقلم نورهان ناصر
دي .
أومأت ملك بصمت ثم بدأت تقص عليها كل شيء
_ آسفه يا نعمه بس مرضتش اقلقك عليا أنت وماما هو أصلا هيطلقني المفروض بعد عشر شهور من دلوقت حسان مش زي ما فكرنا إنه جمعني مع حبيبي لا ده حطني مع عذابي في مكان واحد وفرض شروطه بينتقم مني ومن أحمد طلب من أحمد يتجوزني لمدة سنتين بس وإنه يحرمني من حبيبي اللي هو سيادته وادي فات سنة وشهرين وأحمد مكنش يعرف إن أنا مراته ومكنش فاهم ليه حسان مصر إنه يخليه يتجوزني بس فهم بعدين علشان ېحرق قلوبنا ويعذبنا أجبره يوافق واخد منه وعد .
جلست نعمه على المقعد وهي تفتح عينيها على وسعها پصدمه لا تصدق ما سمعته منها وهي التي كانت سعيدة بانتهاء مأساة ملك وظنت بأن أحمد سيعوضها عن ما فاتهما
ابتسمت ملك بسخرية
_ لا صدقي دي الحقيقه والله .
قالت نعمه وهي تمسك بيدها تضغط عليها
_ وأنت إيه يجبرك تعملي كدا أصلا إيه الجواز ده اللي لمدة معينه إيه العك ده حرام يا بنتي أنا دارسة شريعة أزهر وده يعتبر جواز متعه وحرام كمان الوصية دي مش لازمه الوفاء يا ملك أنا فكرت أنه نفذها علشان يقرب منك .
شردت عيني ملك وهمست بصوت متعب
_ إن كدا حسان هيسامحني علشان كدا وافقت أكمل والله ما بقتش فارقه أنا حياتي كلها بقت متلغبطه حرام أو غيره مبقتش تفرق أصلا هو لا بيقعد معايا ولا غيره على يدك أنا طول السنة عندكم لأنه مسافر ولو رجع هو في اوضة وأنا في اوضة لازمه بقى مش لازمه مفيش فرق بعدين ده حق حسان يا نعمه وأنا استاهل أكتر من كدا .
ترقرقت الدموع في عينيها أكثر تبتسم بسمة موجوعه
_ أحمد في أيده إيه يعني هو حاسس بالذنب تجاهه وشايف إن كدا حسان هيرتاح وأنا بتعلق بقشاية تخفف من ذنبي في حقه عندي اتعذب في الدنيا ولا إني أقف معاه قدام رب العالمين مذنبه وناشز ووقتها ميسامحنيش عڈاب الآخرة أشد وأنا مستحملوش ده ماټ وهو مضايق مني وأنا ظلمته معايا بسكوتي من الأول كان لازم أقوله إني مش هقدر أسعده .
_ الحكاية اتعقدت أوي مش عارفه أقولك إيه بجد .
_ ما تقوليش حاجه أنا خلاص اقتنعت أنا وأحمد مش مكتوبلنا نبقى مع بعض هيفضل في قلبي عايش جوايا لحد ما أموت وده كفاية عليا المهم طمنيني عنك مجبتيش رزان ليهواحشاني الجزمة دي .
بعد صلاة العصر .......
كانت مستلقية على الأريكة تغط في نوم عميق بعد ذهاب نعمه دمعاتها لا زالت حيه على كلا خديها وملامحها يكسوها الحزن الشديد وبين أحضانها تقبع دمية صغيرة أتى في تلك الأثناء أحمد وقبل دخوله إلى الشقة وقف يلتقط أنفاسه ينظر إلى ما بيده بتردد شديد كانت دمية شقراء رائعة ما إن وقعت عينيه عليها لم يبعدها عنها وهو يتخيل ملك تلعب بها كما في الأيام الخوالي راح بذاكرته لذكرى بعيده قريبة من القلب .
ولكنه لا يستطيع تجاهل صوت بكائها لذا بدون تردد اتجه إلى محل لبيع تلك العرائس وقعت عينه على دمية جميلة تشبه ملك في براءتها دعى من قلبه أن يكون سعرها في قدرته ورغم أنها زادت القليل عما يمتلك إلا أن البائع كان ودودا وأخذ منه المال ولم يطالبه بزيادة فرح أحمد بذلك وهرع من فوره لها كانت لا تزال تجلس مكانها أخذ عدة أنفاس عميقة ثم قال ببسمة واسعه وهو يجلس القرفصاء
_ الحلوة بټعيط ليه .
نظرت له ملك بملامح باكيه وهي تقول بينما تريه دميتها
_ عروستي بقت من غير رأس.
_ دي شكلها مرعب أوي سيبيها من إيدك بسرعه .
غمغمت ملك بعينين باكيه
_ هي بقت بتخوف بس أنا بحبها تدور معايا على رأسها يا أحمد هادي مرضيش وقالي إنه مش فاضي .
تبسم أحمد بلطف وأخرج ما خلف ظهره يقول
_ وإن جبتلك واحدة زيها واحلى كمان هتفضلي ټعيطي بردو .
أخذتها من يده ټحتضنها بسعادة غامرة وهي تقول
_ مش هعيط دي جميلة أوي شكرا يا أحمد بس شكلها غاليه أوي.
داعب أحمد خديها يقول ببسمة صغيرة
_ مفيش حاجه تغلى عليك .
عاد من تلك الذكرى يتنهد بحزن شديد كان كل مرة يراها تبكي يحضر لها هدية ليرى بسمتها والآن كيف يهديها وهو من يجعلها تبكي بالأساس زفر بحنق شديد وظل ينظر للدمية مطولا وشعور بالضيق جثم على قلبه ما الذي يفعله الآن يعطيها أمل ثم يأخذه منها
في أثناء صراعه مع ذاته تطرق إلى أذنه حديث جارتهم المنفعلة مع ابنتها الباكية بينما تصعد السلالم عبورا إلى شقتهم المقابلة لشقة أحمد .
_ قولتلك لا يا مريم لسه باباك مبعتش الفلوس العبي باللي عندك ومتغلبنيش بقى .
صړخت الصغيرة بانزعاج شديد وهي تجذب ذراع والدتها تردد بنبرة غاضبه
_ مليش دعوه عاوزه واحده جديدة بتاعتي بقت قديمه وشكلها مش حلو .
ما إن وصلت جارته للدور الخاص بهم حيث يقف هو ابتسمت في وجهه وهي تلقي السلام وتسحب ابنتها معها رد أحمد السلام ثم أوقفها قائلا
_ استني يا أم مريم دقيقه بعد اذنك.
وقفت جارته تقول ببسمة صغيرة وفي عينيها تساؤل
_ في حاجه يا باشا
نظر أحمد للصغيرة التي تتلوى باكية يخرج الدمية الشقراء وهو يقول
_ ممكن تسمحي لمريومه تاخدها أنا جبتها لبنت أختي بس هي مش هنا في السعودية وأنا نسيت.
فرحت مريم كثيرا وكادت تذهب لأخذها لولا يد والدتها التي منعتها تقول ببسمة متكلفة وهي تشعر بالحرج أنه استمع لحديثها مع ابنتها
_ لا لا مش هينفع ...
رفع أحمد عنها الحرج يقول
_ لا هينفع مريومه صديقتي وأنا بحبها مش كدا يا مريم مش أنا صاحبك الظابط
أكدت الصغيرة مريم ببسمة واسعه وهي تفلت يد والدتها وتركض له تحتضنه و مع إصرار أحمد وافقت والدتها وهي تبتسم بإحراج بينما مريم لا تحفل بها وهي تحتضن دميتها الجديدة بسعادة كبيرة.
بعد ذهابهم دخل أحمد إلى شقته المظلمة بتعجب أين ذهبت ملك أسرع إلى الصالة الرئيسية يشعل الأضواء ليزفر براحه فور أن رآها تنام بعمق