رواية الصمت المعذب الفصل الخامس بقلم نورهان ناصر
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
على الأريكة وضع مفاتيحه على الطاولة وتقدم منها ورغما عنه لم يستطع منع ابتسامته من الظهور كم تمنى ذلك أن تكون ملك بقربه وتسكن في منزله صحيح ليست معه ولكن يكفيه وجودها من حوله تتنفس نفس الهواء الذي يتنفسه .
تقدم منها أكثر حتى جلس أمامها على الأرض وهنا وقعت عينه على ما تحتضن بين يديها توسعت ابتسامته أكثر يا الله هو يعرف تلك الدمية ألا زالت تحتفظ بها .
_ اهدي يا ملك مټخافيش أنت كويسه .
والمسكينة ملك كانت تتنفس پعنف وهي تنهض من على قدميه تضع يدها على موضع قلبها الذي ينبض بقوة كانت تحلم بأنها معه بحرية ودون قيود وأنه سياخذها في جولة على متن سفينة جميلة مجهزة للعشاق كما يقال مع عشاء رومانسي وسهرة لطيفة تبتعد معه بعيدا عن كل الناس عن حسان والوصية وعن كل شيء فقط بضع ساعات تستطيع فيهم أن تتنفس وتعيش قبل أن يعيدوها لحياتها المريرة .
تفاجأ أحمد ببكائها الحاد ولم يدري ما يفعل يطمئنها بأنه معها ولن يتركها مرة أخرى أم يدعها تبكي لأنه ليس في استطاعته أن يفعل لها شيء أم يجلس معها يشاركها البكاء لأنه يشعر بما تشعر به ولا يتخيل أنه يتركها بعد كل ذلك .
_ ملك .
وتلك الهمسة الخاڤتة كانت كافيه بالنسبة لها لذا رفعت عيونها تنظر له بدموع وحزن وحب كبير نظرة جعلته من دون تفكير يسحبها إلى داخل راميا بأي شيء وراء ظهره لتطلق هي شهقاتها بقوة وهي تتشبث به بكلا يديها تضمه بقوه وبالمقابل شدد هو من احتضانها وهو يهمس بصوت مخټنق بالدموع
فقط قال ذلك ثم ابتعد عنها اتجه إلى غرفته يغلق الباب خلفه يبكي بحړقة وهو يعض على يديه كي لا يصلها صوت بكائه نظر إلى طاولة الزينة وحطم كل ما طالته يده حتى چرح يديه وجلس ارضا يتنفس بقوة .
وخارج الغرفة كانت ملك تحتضن نفسها بيديها تبكي على حالها كان بين يديها قبل ثواني ثواني فقط كانت تملك الدنيا بين يديها انتفضت من مكانها بهلع على تلك الأصوات هرعت إلى غرفته ومن دون تردد فتحت الباب لتقع عينيها على تلك الفوضى لقد حطم الغرفة بأكملها برقت عينيها بالدموع ووضعت يدها على فمها پصدمه وهي ترى يديه النازفة وهناك قطعة زجاج ليست بصغيرة في باطن كفه .
جلست ملك أمامه وما كادت تمسك بيده حتى ابتعد هو عنها متراجعا للخلف يقول بضيق شديد وهو بلا مبالاة يسحب الزجاجة من يده
_ ابعدي عني إياك تقربي تاني فاهمه قولتلك ده مش جواز حقيقي افهمي بقى أنا وأنت لا يمكن يجمعنا أي شيء فوقي بقى أنا مش هخون حسان وهنفذله رغبته رغم إنها بتكويني بس مش في أيدي حاجه أنا عاجز .
صړخت ملك بالمقابل في وجهه
_ كفايه بقى هنفضل نتعذب كدا لايمتى انطق حرام والله حرام اللي بتعمله ده قلبي مبقاش متحمل نفسي احضنك من غير ما تبعدني نفسي ننسى كل ده وتفضل جنبي بقالنا سنة وزيادة واحنا بنتعذب مش كفايه بقى ڼار صاحبك اكيد بردت حرام أنت تعبتني تعبتني والله لو حسان عايش لكان قال كفايه سيبنا نعيش يا أحمد .
ابتسم هو بسمة مقهورة وهو ينظر بعينيها
_ أنت فاكره الوضع ده عاجبني أنا نفسي أكتر منك بس أيدي متربطه يا ملك مش قادر حسان مش بيروح من بالي وكل مرة ضعفت فيها بشوفه في أحلامي جاي يعاتبني إني بقرب من مراته .
طالعته ملك بعينين يملأهما الضيق وهي تقول ببسمة متهكمه
_ أنا مش مراته فوق بقى أنا مراتك أنت كفاية وقف العڈاب ده .
_ الڼار جوايا قايده يا ملك ومش بتنطفي قلبي من زمان وهو جواه ڼار وبتعذب في صمت ما أنا مش قادر انطق كنت متخلف في أفكاري ولما فوقت من غباءي كنتي اتجوزتي ومع ذلك منستكيش كنتي دايما في قلبي وعقلي وما زلتي
اقتربت منه ملك وامسكت بوجهه بين يديها تمسح دموعه برفق وهي تقول ببسمة
_ وكفايه علينا كدا اسأل شيخ أعمل أي حاجه وخلينا مع بعض أرجوك يا أحمد قلبي مبقاش متحمل.
أمسك أحمد بيديها اللتين تحاوطان وجهه وقال وهو يتنهد بصوت مرتفع
_ مش عارف سامحيني حسان هيفضل بيناتنا دايما ماټ مقهور منك ومني حتى لو أنقذني بس أنا شوفت آخر أيامه كان تعيس ومهموم حكالي كل حاجه قبل ما نسافر لغزة وازاي كسرتي بفرحته وكل ده عايزانا ننساه ونكمل عادي صعب افهميني أنا مديون ليه بكتير انقذني من الهلاك مرتين لما سمعت إنك اتجوزتي وقتها ضعفت وفكرت أموت نفسي مش لوحدك كنتي پتتعذبي عارف انا السبب في كل ده بس خلاص اللوم والعتاب مش هايرجع حاجه وقتها هو انقذني وبعدها فداني بروحه .
بكت ملك بقوة تضع يدها على موضع قلبه وهي تهمس
_ أنا مقدره كل ده وعارفه إنه صعب بس دلوقت ....
أمسك أحمد بيدها
_ مش فارقه أنا مېت من زمان ومش قادر افهميني يا ملك حسان هيفضل بيناتنا وذنبه في رقبتنا.
سحبت ملك يديها منه تقول وهي تبتسم بحړقة ودموعها تسقط بقوة
_ وذنبنا إحنا في رقبة مين رد عليا ذنب عذابي وتعبي أنت تعرف إني بقيت مريضة قلب وبتاجيلي نوبات مش بس قلبي تعبان من الحب لا تعبان من المړض كمان مش كفايه عليا كدا .
احتلت الصدمه معالم وجهه وحدق
بها پخوف شديد وهو لا يصدق إلى ما أوصلها
_ إيه .
بكت ملك بنحيب وهي تتذكر تلك الأيام
_ جاتلي أول نوبة لما كل بقى عمال يلومني ويضغط عليا وحبك في قلبي متملكني لا قادره أنساك ولا عارفه أعيش مع حسان ومن ۏجعي منك إنك خذلتني كل ده أثر عليا بعد سفر حسان بأسبوع أصلا قبل ۏفاته كنت في المستشفى بصارع المۏت قلبي وقف كذا مرة وقولت النهاية بس كنت بتاجيني تترجاني أكمل واعافر ودلوقت هتتخلى عني هعيش لمين أنا أنا قلبي اتحرق ونفسي ارتاح على وانسى كل حاجه عارف إنه صعب بس بتمنى ياجي يوم ونرتاح بس شويه .
ختمت حديثها ثم نظرت ليده التي ټنزف بغزارة وامسكت بها جعلته يجلس على الفراش وذهبت لتحضر له علبة الإسعافات الأولية بينما أحمد يجلس مصډوما فقط يراقبها بعيون غمرتها الدموع تغيرت ملك كثيرا و ماټت ابتسامتها اختفت الحيوية من وجهها والآن هي مريضة أيضا إلى متى سيبقون يتعذبون بصمت أما ان لذلك الچرح أن يلتئم .
يتبع ......