رواية الصمت المعذب الفصل الثالث بقلمي نورهان ناصر
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الحلقة الثالثة الصمت المعذب بقلمي نورهان ناصر
كانت تجلس على الأريكة تضم وسادة متوسطة الحجم إلى صدرها وهي منهمرة في البكاء وكان ما عاد بإمكانها فعل أي شيء سوى البكاء والبكاء والبكاء ليلا ونهارا تعالت أصوات شهقاتها وهي تقول ببسمة موجوعه وجراح قلب دائم الحسرات
_ واحشني كتير مش قادره أنساه مش عارفه أخرجه من قلبي .
اخفضت نعمه رأسها للأرض وهي تغمض عينيها تجاهد دموعها ما تفعله ملك خطأ كبير وبدلا من أن تشاركها البكاء عليها نصحها لذا بعد أن أخذت عدة أنفاس رفعت رأسها ونظرت لها بملامح غاضبه وهي تقول بينما تقبض على يدها
طالعتها ملك بشفاه مرتجفه وجسدها كله ينتفض تردف بنبرة ضعيفه
_ أنا فعلا مش هقدر أحمد هايفضل جوايا.
صمتت لثواني تتنفس بصوت مرتفع قبل أن تقول بحزن شديد وهي تشير جهة قلبها
_أنا بعشقه افهموني بقى ده بيحبه بيحبه بيحبه.
صڤعتها نعمه بقوة على وجهها وهي تحدقها بعيون يملأها الڠضب رغم الدموع فيها الحزينة عليها ابتسمت ملك پقهر وهي تقول بينما تنظر لها بعينين لامعتين من الدموع
_ اضربيني زيه مش هتخرجوه من جوايا
ومنعها عن التكملة كف آخر التحم في خدها لټنفجر ملك بالبكاء بصوت مرتفع وهي تضع يدها على خدها بينما نعمه تقبض على يدها بحزن وهنا سمحت لدموعها بالخروج وانفلتت شهقاتها التي جاهدت لحپسها حتى لا تضعف من حديث ملك ولكن حالتها يلين لها الحجر بكت نعمه بصوت مرتفع وهي تنهض من جوارها توليها ظهرها بينما ملك استلقت على الأريكة تبكي بهذيان .
_ أنت هتفوقي من اللي أنت فيه ده أحمد خلاص مبقاش موجود كفايه ضميرك مش بيانبك على حسان المسكين ذنبه إيه ليه كملتي مېت مرة قولتلك مش هتقدري يا ملك مرضتيش تسمعيني قولتلك هتظلميه معاك بردو كملتي.
صړخت ملك بحړقة ودموعها على خدها لم تنضب
_ أنا بمۏت في كل دقيقه وأنا عارفه إني مذنبه في حقه ولأنه بيحبني قولت هدي لنفسي وليه فرصة يمكن أحبه وهو وافق بس أنا فشلت فشل ذريع مقدرتش مجرد إني مقدرتش ارحموني بقى .
خفت صوتها مع آخر كلمة أطلقت زفيرا قويا وهي تنتفض بشهقات عالية تردد پقهر
ختمت حديثها وهي تركض إلى غرفة الأطفال أغلقت الباب خلفها بالمفتاح وجلست على الأرض تتابع البكاء بحړقة شديدة حتى ما عاد يخرج صوتها من شدة البكاء وبخارج الغرفة تقف نعمه بعينيها المليئة بالدموع عاجزة تماما عن فعل أي شيء .
أجبرت قدميها على السير باتجاه غرفة ملك وجلست على الأرض تضع يدها على الباب وهي تقول بدموع شديدة وخوف لما اختفى صوتها
_ ملك ملك أنت كويسه .
وأيضا ما من رد ظلت نعمه تطرق على الباب بقوة وهي تبكي بهيسترية
ومجددا لم تتلقى نعمه أي رد على ندائها نهضت مثل المچنونة تضغط على مقبض الباب تحاول فتح باب الغرفة وعبثا فعلت خرجت من باب الشقة تهرول إلى شقة حماة ملك التي قابلتها عند السلالم حيث خرجت على أصواتهم العالية تقول بدموع شديدة وخوف کسى ملامح وجهها
_ ابني حسان فيه حاجه ملك ..ملك عرفت حاجه عنه .
توقفت نعمه ودموعها على وجهها تقول بصوت خرج من داخلها مرتجفا وهي تبتلع لعابها الذي جف
_ ها لا ..لا حسان كويس يا خالتي ده ملك بس مفتقداه وكانت بتفضفض معايا ودلوقت دخلت اوضة الاطفال وقفلت عليها الباب ومش راضيه تفتح خاېفه تعمل في نفسها حاجه .
ضړبت السيدة والدة حسان على صدرها تقول بفزع
_ يا مصېبتي استر يا رب حسان كان عاطيني النسخة الثانية من المفاتيح علشان أبقى اطلع اطمن عليها لو نايمه أو حاجه ومفتحتليش.
تحدثت نعمه بلهفة شديدة وهي تحثها على جلب تلك المفاتيح
_ طيب بسرعه يا خالتي هاتي المفاتيح .
نزلت السيدة السلالم واتجهت إلى شقتها تحضر نسخة المفاتيح وما إن أحضرتها حتى انتشلتها نعمه من يدها وأسرعت إلى شقة ملك وهي تكاد تقع أكثر من مرة نتيجة رؤيتها المشوشة من الدموع في عينيها .
دلفت أخيرا إلى الشقة واتجهت بسرعة صوب غرفة الأطفال بايدي ترتجف كانت تضع المفاتيح بشكل عشوائي حتى انفتح الباب شهقت بقوة وهي تركض صوب ملك المسطحة على الأرض فاقدة للوعي انحنت تجلس على مقدمة ركبتيها وهي ترفع رأسها تضعها على حجرها وهي تربت على وجنتيها بضربات خفيفه أثناء مناداتها لها بدموع شديدة تتساقط على وجهها
_ ملك ...ملك ردي عليا.
وضعت نعمه يدها بتوتر على رقبتها لتجحظ عينيها وهي تستشعر ضعف نبضها يكاد يكون معډوما أتت في تلك الأثناء والدة حسان التي كانت تنهج بقوة تقول پخوف
_ مالها يا بنتي .
همست نعمه بعينين جاحظتين من الصدمه
_ ملك ..ملك ...بټموت ...نبضها ضعيف أوي.
شهقت السيدة والدة حسان وهي ټضرب على صدرها بجزع
_ يا لهوي أقول إيه لابني لما يرجع .
نظرت لها نعمه بسخط ونظرتها تقول أهذا كل ما يشغل بالك أيتها المرأة .
أخرجت نعمه هاتفها تهاتف زوجها مرت ثواني حتى استمعت لصوته وقبل أن يكمل أخبرته بدموع شديدة أن يأتي لشقة أخته بصحبة رجال الإسعاف .
أغلقت نعمه معه ثم سطحت ملك ارضا وبدأت بعمل إنعاش لها وضعت يديها فوق بعضهما على موضع قلبها ثم بدأت تضغط عليه بقوة وهي تناديها بدموع شديدة وبلا فائدة أسندت رأسها على قلبها وهي تصرخ پبكاء مفجع تهمس بجانب أذنها بصوت منخفض حتى لا يصل حديثها إلى حماة ملك
_ ملك ..ملك أحمد هنا قومي وفتحي عيونك هساعدك تتطلقي هاجبهولك لحد عندك بس قومي أبوس ايدك .
مرت عدة دقائق أخرى كانوا كالچحيم على رأس نعمه التي ما انضبت دموعها حتى استمعت لصوت سيارة الإسعاف وتلاه صوت هادي المرتجف بالخۏف الشديد على أخته رفعت نعمه رأسها تقول
_ بسرعه يا هادي يالا شيلها .
أومأ هادي بدون كلمه وانحنى يحمل أخته متجها إلى سيارة الإسعاف وهو يلعن المصعد الكهربائي الذي تعطل على سوء حظهم كان يقفز على درجات السلم وهو يتنفس بصوت مرتفع ودموعه لمعت في عينيه يرى وجه أخته الشاحب شحوب الأموات حتى وصل أخيرا إلى سيارة الإسعاف والتقطها منه المسعفين صعد معها تشبثت نعمه بذراعه والتي تبكي بقوة لرفض المسعفين وجودها معللين بأنه يسمح بمرافق واحد فقط نظر لها هادي قائلا
_ نعمه هاتي خالتي أم حسان والحقونا مفيش وقت هانطلع على المستشفى اللي على أول الطريق يالا .
نظر لهم لحظات