الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل الثالث بقلمي نورهان ناصر

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

حبك المړيض ده أحمد مشي يا ملك هو محبكيش هو خذلك واتخلى عنك أحمد ماټ خلاص فوقي بقى وكفايه تعبتي نفسك وتعبتي اللي حواليك .
شهقت ملك بقوة وهي تحاول التقاط أنفاسها بينما غامت عيونها بالدموع تقدمت نعمه منها وهي تتابع حديثها والرؤية مشوشة في عينيها فلم تلحظ صعوبة تنفسها
_ حماتك راحت تجيب لك دكتورة تكشف عليك تشوف ليه ما حملتيش هتقوليلها ايه انطقي ياما قولتلك ابعدي هتندمي صدقيني ماسمعتنيش عاندتي وشوفي نتيجة عندك إيه دمرتينا يا ملك ډمرتي أم مغلوبه على أمرها كل ثانية عايشاها في قلق وخوف واللي مصبرها تكوني حامل هتعملي إيه دلوقت ماتسكتيش سكوتك بيعذبنا لايمتى هانفضل ساكتين لايمتى هتفضلي ساكته .
كانت ملك مستمرة بالشهقات وأصوات تنفسها هي الطاغية تنظر إلى نعمه بدموع وهي تحاول الحديث 
_ ن ...عم....
تنبهت الأخيرة على حالتها لتصرخ پخوف شديد وهي تنادي على الأطباء دلفت الممرضة وبرفقتها الطبيب بينما نعمه التصقت بجدار الغرفة مصعوقة مصډومة لقد قټلتها وضع الطبيب جهاز الأكسجين على وجه ملك التي غابت عن الدنيا وصوت حاد بات هو المسيطر على الغرفة صوت انباهم بتوقف قلبها ظل الطبيب يصعقها بالصدمات الكهربائية مرة تتلوها مرة ومع كل انتفاضة لجسدها تزداد نعمه بكاءا وهي تدعي بصوت مرتفع والممرضة تحاول إخراجها من الغرفة بصعوبة .

بعد مرور أسبوع.......
كانت تلازم فراشها كعادتها منذ أسبوع ترعاها خير رعاية كل ثانية وأختها تمسك بيدها تقبلها وهي تقول ببسمة صغيرة والدموع في عينيها 
_ حبيبتي أنا آسفه آسفه كتير عارفه إنه مش ذنبك بس سامحيني لأني انفعلت عليك كدا افتحي عيونك يا ملك .
ربت هادي على كتف نعمه وقال وهو يكبت دموعه فمنذ أسبوع وهي تستيقظ تتطلع لهم بشرود للحظات ثم تغيب عن الوعي 
_ كفاية يا نعمه أهلكت نفسك هاتبقى كويسه إن شاء الله.
طالعته نعمه بعيون حمراء من البكاء
_ أنا كنت هموتها مراعتش حالتها الصحية انفعلت عليها أوي يا هادي أنا آسفه آسفه كتير.
تنهد هادي وهو يضمها إلى صدره 
_ اهدي الدكتور قال ممنوع التوتر هنا وإلا هيخرجنا أنا مش فاهم لحد دلوقتي ليه عملتي كدا  

بتوتر شديد قالت نعمه وهي تستغفر الله في داخلها باتت كاذبة محترفة 
_ كنت ...كنت بعاتبها على إهمالها في نفسها وإنها محكتلناش تعبها وكدا أنت عارف بحبها إزاي وبعتبرها أختي الصغيرة وحصل اللي حصل .
ضمھا هادي له أكثر واردف وهو ينظر لأخته بحزن 
_ ربنا يخليكم لبعض يا حبيبتي أنا هروح اطمن على أمي واجيلك.
أومأت نعمه وابتعدت عنه خرج هادي وهو يمسح على وجهه حينما وقعت عينه على والدة حسان تجلس على إحدى المقاعد وهي تبكي بصمت رق قلبه لحالها ووجد نفسه يسير باتجاهها قال بعد أن جلس بجانبها 
_ مالك يا ست الكل هاتبقى كويسه وزي القط معلش بقى الحب وسنينه وهي جوزها واحشها أنا حاولت كتير أتواصل معاه مش عارف تلفونه خارج التغطية.
بدموع وصوت ضعيف قالت 
_ ابني راح يا هادي راح للمۏت برجله .
ضيق هادي عينيه يقول باستغراب 
_ مش فاهم يعني إيه .
_ سافر بقاله أكتر من اسبوع هناك عند اللي ما يتسموا دول علشان يساعد أهل غزة اتطوع هو وواحد صاحبه وراحوا والأخبار ما تطمنش شغالين قصف فيهم .
أغمض هادي عينيه وهو لا يدري ما يقول إن سمعت أخته بهكذا خبر فلن تنهض بعده فكما يرى هو من وجهة نظر أن ما تعانيه أخته بسبب تلك الزيجة وسفر حسان المقارب على الشهرين.
لدرجة أنه فكر بمجرد أن تتعافى يطلقها منه يكفيها توترا وخوفا فليذهب هذا الحب المهم أن تبقى معه وتعود لها ابتسامتها .
 
بعد مرور شهر ......
وهناك حيث الأصوات المكلومة في كل مكان والمنازل المحطمة كانوا يتخفون أسفل الركام ملابسهم كساها التراب والډماء أدمعت أعينهم من تلك المجازر في كل أرض وكل سماء وكل كتاب أنزله الله عز وجل تساقطت دموع أحمد بقوة وهو يرى أصدقائه أو الباقي منهم ردد بصوت مرتفع يناشد الرحمن .
_ لطفك يا رب .
خرج من مكان تخفيه يحاول التغطية على زملائه ريثما يعبرون للجهة الأخرى حيث من المفترض مهمتهم إخراج النساء المخطوفات والأطفال.
كان يعرج بقوة وهو يسير أمامهم بلا خوف يحمل سلاحھ في يده يطلق عليهم ودموعه على خده نفذت الذخيرة منه وقام أحد الجنود بضربه بشدة على قدمه فوقع على الأرض يرفض الصړاخ وإظهار ضعفه لهم لم يجعله يرى منه سوى ابتسامه واسعه حينما رأى ملاكه تبتسم له وبيدها الناعمة تمسح له دموعه همس هو لها بعد أن تلا الشهادة بصوت مرتفع 
_ بحبك يا ملك سامحيني .
ثم أغمض عينيه مرحبا بالمۏت ثانية ثانيتين ولم يشعر بشيء فتح عينيه مصعوقا وهو يرى حسان يقف أمامه متلقيا تلك الطلقات بنفس راضية بعد أن تخلص من ذلك النجس .
نهض أحمد ېصرخ بانفعال صړخة شقت جدران المنازل ودموعه تهبط بقوة يلتقط جسده بين أحضانه وهو يفتح فمه على آخره ېصرخ صرخات متتالية وهو يجر جسده صوب أحد المنازل المهشمة يردد باستنكار
_ ليه عملت كدا كنت بامنلك المخرج رجعت ليه اخدت الشهادة مني يا حسان ليه .
سعل حسان بقوة وقال وهو يبتسم بسمة واسعه 
_ كنت عايزني اسيبك يا أحمد أنا أول ما خرجت الجنود ووصلنا للسجن وخرجناهم وملقتكش عرفت إنك رايحلهم وأول ما لقيت النجس ده هيقتلك كنت عايزني أغمض عيني وامشي لو أنا مكانك كنت هاتسيبني يا أحمد شايفني ندل للدرجة دي .
مسح أحمد على وجه حسان وهو يبكي بقوة يقول 
_ ايوه كنت خليك ندل وامشي امشي أنا قولتلك أنا مېت من زمان يا حسان لكن أنت.....
قاطعه حسان وهو يسعل قائلا بنفس متثاقل 
_ وأنا بردو طلعت مېت محدش أحسن من حد متزعلش ده عمري يا أحمد والحمد لله إني ھموت هنا وھموت مۏته شريفه هدخل الجنه من غير حساب ...
صمت لثواني ثم أكمل وهو يحاول الضحك 
_ ده أنا كنت عامل بلاوي يالا ربك ستر واديني هدخل الجنة شهيد مفيش أفضل من كدا ولا أحسن من دي خاتمه ما تخلكش حقود ياض أنت وافرح لي من قلبك .
أسند أحمد رأسه على رأس حسان يبكي بقوة وهو يضم جسده إليه ويده تضغط على مكان الطلقة 
_ لا لا أنت مش ھتموت أنت هتعيش يا حسان هنروح الجنه سوا أنا مش هاسيبك تسبقني .
رفع حسان رأسه للسماء يردد ببسمة واسعه
_ الحمد لله يارب الحمد لله قول لأمي متزعلش وتفتخر بيا سلام يا صاحبي .
صمت لثواني وهو يشعر بثقل في لسانه 
_ ماټ..الوصية يا أحمد ...الوصية كامير .....
صړخ أحمد بأعلى صوته وهو يراه يردد الشهاده يشهق بقوة 
_ أشهد أن .... لا إله ....إلا الله ....وحده لا شريك له ... واشهد أن محمد ...... عبده ..... ورسوله .
تزامن ذلك مع دخول قوة عسكرية كبيرة أغلبهم من الضباط المصريين الذين أرسلهم

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات