الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل الثالث بقلمي نورهان ناصر

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وساكتين .
نزلت كلماته على رؤوسهم مثل الصاعقة نوبة قلبية جفاف وإهمال تغذية ما هذه الكلمات الكبيرة كل ذلك أخته تعانيه ولا يعلم عنه شيء اڼفجرت نعمه بالبكاء والشهقات وهي تخفي وجهها بيديها تقدم هادي من الطبيب يجر قدمه جرا وهو يقول بنبرة ضعيفه وهو بلا وعي أمسك الطبيب من مقدمة الرداء الطبي خاصته يهزه پعنف 
_ هي كويسه صح قولي إنها كويسه قولي إنها هاترجع زي الأول .
حاول الطبيب ابعاد يديه عنه وهو يقول 
_ اهدى لو سمحت هي حاليا كويسه وقدرنا نسيطر على النوبة بس مانضمنش المرة الجايه هتلحقوها أو لأ علشان كدا لازمها رعاية خاصة وابعدوها عن التوتر وأي شيء يسببلها الحزن .
ارتمت والدتها على الأرض فاقدة للوعي هرع هادي صوبها ېصرخ بانفعال شديد في حين هتفت نعمه تستعجل بعض الممرضين لأخذها إلى إحدى الغرف ذهب هادي معها بينما بقت نعمه هي ووالدة حسان.
قال الطبيب بهدوء شديد
_ هي متزوجه صح .
أكدت السيدة والدة حسان
_ ايوه هي حزينة علشان ابني مش معاها بحكم شغله هو ظابط في الجيش وبيغبب كتير وشكل ده ماثر عليها .
_ طيب ما تكلموه يرجع ياخد إجازة وجود شخص بيحبها وبتحبه هيخليها تتمسك بالحياة وتقاوم اللي هي فيه .
بصوت ضعيف للغاية قالت نعمه 
_ ممكن أشوفها .
نظر الطبيب إلى ساعته يردد بصوت هادئ
_ هي حاليا نايمه ركبنالها محاليل علشان نعوض سوء التغذية وبعد ما تفوق تقدري تشوفيها بعد اذنكم وحمد لله على سلامتها بس رجاءا اهتموا بيها أكتر من كدا .
شكرته نعمه ثم اتجهت لرؤية حماتها حينما أوقفتها والدة حسان بقولها الذي ليس في وقته 
_ هي ملك مش مبسوطه مع ابني ولا إيه 
_ ها لا طبعا مين قال كدا اومال حالتها دي إيه لو....
قاطعتها بحديثها الذي يعتريه الضيق ليس فقط في ملامح وجهها 
_ بلاش لف ودوران يا نعمه كلام حماتك معجبنيش زي ما يكون ابني سبب تعاستها ده أنا اللي على طول شايفه ابني مسهم وحزين وأنا ساكته ومتكلمتش لا شوفت فرحته بفرحه زي أي عريس وحطيته في بطني وسكت تيجي دلوقت حماتك وتلقح على ابني أنا لما مقدره حالتها كان هايبقى في كلام تاني .
ابتسمت نعمه بسمة صغيرة وهي تقول
_ يا ست الكل مفيش حاجه من اللي في دماغك وهي أم بقى ومعرفتش هي بتقول إيه عن اذنك هروح اشوف حماتي .
تنهدت هي بضجر ثم جلست أمام الغرفة التي توجد بها ملك وهي تفكر في شيء ما مرت من أمامها إحدى الممرضات اوقفتها من فورها تقول ببسمة صغيرة
_ بقولك إيه يا بنتي مفيش هنا دكتورة نسا .
_ في طبعا يا حجه دكتورة منى اؤمري.
اتسعت ابتسامتها أكثر وقالت بهدوء 
_ الأمر لله يا بنتي طب ممكن تاخديني عندها .
رحبت الممرضة ببسمة صغيرة وهي تشير لها أن ترافقها 
_ طبعا تعالي معايا يارب بس نلحقها قبل ما تمشي .

بعد مرور بعض الوقت ...
فتحت ملك عينيها تنظر إلى السقف بتشوش دارت بعينيها في الغرفة باستغراب شديد جعدت جبينها پألم ثم نظرت عن يمينها رأت إحدى الممرضات تضبط لها المحلول المغذي تحدثت باعياء شديد و دموعها طفت على السطح وهي ما بين الصحوة والغفوة 
_ أحمد .... آه أنا فين أنا عايزه أحمد حد قالي إنه هنا .
نظرت لها الممرضة مبتسمة ببشاشة تقول وهي تزيح حبات العرق عن جبينها 
_ حمد لله على سلامتك يا قمر ثواني وهشوف حد من أهلك برا .
عادت ملك تهمس بدموع شديدة
_ هاتيلي أحمد لو سمحتي مش عايزه غيره.
أومأت الممرضة بهدوء ثم ذهبت وقعت عينها على السيدة أم حسان تجلس على إحدى المقاعد اقتربت منها تقول ببسمة صغيرة
_ المړيضة فاقت وبتقول إنها عايزه تشوف
أتت في تلك الأثناء نعمه بعد اطمئنانها على حماتها بينما ذهب هادي ليحضر لهم بعض الأطعمة والمشروبات تقطع عليها حديثها وهي تلهث لتوقعها شيء كهذا ابتسمت بتكلف تقول 
_ تمام أنا هدخل اشوفها الأول.
قالت الممرضة باستغراب 
_ بس هي طالبه تشوف...
ومجددا قاطعتها نعمه وهي تقول بنزق
_ خلاص بقى ما هو مش هنا ده مسافر مش أنت قصدك تشوف جوزها مش كدا يا خالتي .
قالت والدة حسان بتأكيد 
_ أيوه هو مسافر .
طالعتهم الممرضة باستغراب شديد وحدسها انباها بأن من طلبت رؤيته ليس زوجها كما يدعيان لكنها لم تملك سوى أن توما برأسها بصمت ثم ذهبت من أمامهم بعدما اوصتهم بألا يجهداها.
نظرت نعمه للسيدة والدة حسان 
_ طيب يا خالتي أنا هدخل اطمن عليها ولو هادي سأل عني قوليله إن ملك فاقت.
_ لا خليه يستنى شويه أما الدكتورة تمشي وقتها يبقى يدخل يشوفها .
ضيقت نعمه عينيها تقول بشك وهي من داخلها تتمنى ألا يكون ما خطړ على بالها صحيحا
_ دكتورة إيه دي 
ابتسمت في وجهها باصفرار وهي تقول 
_ دكتورة نسا وتوليد.
أغمضت نعمه عينيها حدث ما كانت تخشاه رفعت يدها تحك جانب جبهتها وهي تقول ببسمة مغتاظة
_ اممم وهو ده وقته يا خالتي .
خفت صوتها وهي تقول بدموع وغصه تشكلت في حلقها
_ وقته ونصه ادينا في المستشفى نطمن زيادة بقوا داخلين على الشهر الخامس ومفيش حمل وأنا أم وعايزه اطمن على ابني قدري حالتي أنا ھموت على حفيد يا نعمه حسان هايسبني أنا حاسه وعايزه أثر منه يا بنتي كل ليلة بدعي إنها تكون حامل كل ليلة بودعه كأنها الليلة الأخيرة وكل أملي يبقى ليه حس في الدنيا دي .
عضت نعمه على وجنتها من الداخل وهي تنظر لها بعينين دامعتين وبلا مقدمات أخذتها في حضنها لتجهش في البكاء أكثر وهي تقول 
_ شوفت له رؤية في وقت صلاة الفجر كأنه بيودعني أنا قلبي حاسسني والله إنها آخر مرة هشوفه.
انتفضت نعمه من شدة البكاء تربت على ظهرها بلطف وهي تغمض عينيها ولسان حالها يقول 
_ وآخرة الصمت ده إيه ايه هيحصل تاني قلبي بيتقطع عليكم كلكم مش عارفه ألوم مين وكلكم مظلومين .
ابتعدت عنها السيدة أم حسان تمسح دموعها وهي تقول 
_ بصي أنت ادخلي اطمني عليها وأنا هروح استعجل الدكتورة كانت في أيدها مريضه .
تبسمت نعمه في وجهها وهي ترفع يدها تزيل دموعها المستمرة الهطول ثم ذهبت إلى ملك فتحت الباب وقفت خلفه تستند عليه بظهرها وهي تعض على يدها لتكتم أصوات بكائها فتحت ملك عينيها ببطء وهي تستمع لصوت أنين باكي لتقع عينيها على نعمه المنفطرة من البكاء حاولت ملك الاعتدال وهي تقول بنفس متثاقل
_ نعمه ...نعمه أحمد هنا .
صړخت نعمه بتهكم شديد لأول مرة متجاهلة وضع ملك الصحي رامية بكلام الطبيب عرض الحائط 
_ داهيه تاخده علشان نرتاح كفايه بقى هنعذب مين تاني معانا في سكوتنا ده الست الغلبانه اللي برا دي اللي أمنية حياتها يبقى ليها حفيد يعوضها عن ابنها ولا حسان اللي اخدتيه سلم علشان تعدي وتخرجي من هوسك هنظلم مين تاني بسبب

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات