السبت 23 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل الاول بقلمي نورهان ناصر

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقة الأولى الصمت المعذب بقلمي نورهان ناصر.
الامر الذي يختاره الله لك تقبله بكل رحابة صدر
مهما كان الظرف 
سيفتح لك أبوابا لن تتخيلها أبدا .
لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 
كانت تقف وهي لا تتمالك أعصابها كل ثانية وأختها تنظر إلى الطريق الذي يمر منه بتوتر شديد هبت الرياح بقوه منذرة بعاصفة على الأبواب كانت ثيابها تتطاير بقوة على إثرها لدرجة انحل طرف حجابها لكن ذلك لم يكن يشغل بالها خرجت تنهيداتها حارة من جوفها وبرزت الدموع في عينيها من هاجس طرأ على عقلها .

أيعقل أنها تأخرت ولم تلحق به عند هذه الفكرة واڼفجرت بالبكاء وضعت كلا يديها على وجهها وانكبت على الأرض ترثي نفسها وقلبها لا تدري كم مر من الوقت وهي جالسة على حالها شعرت پألم شديد في قلبها وبأن الهواء ما عاد يصل لرئتيها و بجفاف شديد في حلقها جعلها غير قادره على ابتلاع غصاتها رفعت رأسها للسماء التي تصدر أصوات رعدية تقشعر لها الأبدان لتطلق صرخاتها المكلومة في صدرها لدرجة شعرت بتشقق شفاهها لم تبالي بجلوسها على طريق خال من أي مخلوق فقد ضمت أيديها إلى صدرها وتابعت رثاء قلبها.
تذكرت ابتسامته الصافية تلك البؤرة الصغيرة المحببة في إحدى خديه _ غمازة _ حركة اهدابه التي يحركها بطريقه تسلب شتات عقلها حينما يشعر بالخجل من أمر ما والخطوط الصغيرة التي تظهر بجانب عينيه عندما يطرب فؤادها بضحكاته العذبة تفاصيل كثيرة عنه حفرتها في قلبها ومع كل تفصيل عنه تزيد من بكائها ف احتمالية خسارتها له مرفوضه لا تقبل .
بالله لا تقبل كيف لها أن تقبل و قد قضت حياتها كلها منذ فتحت عينيها على هذه البسيطة وهي تحبه بكل ذرة في داخلها عشق هوس جنون كل ذلك لا يهمها مصطلحات لا تعبر عن ما تشعر به تجاهه آخر همها حديث الناس عن مشاعرها ووصفها بالهوس أو الجنون .
كتمت في قلبها حتى فاض بها الكيل ما عادت تستطيع الصمود أكثر و تلك الصرخات النازفة في داخلها ستخبره بكل شيء وليحدث ما يحدث وسبب آخر لأنها أيضا تشعر به وما تشجعت على تلك الخطوة إلا لأن قلبها انباها بحبه لها وأنه أيضا يتعذب مثلها .
ازداد صوت بكائها وهي تنادي عليه بقلبها تدفع حياتها لتسمع صوته مرة أخرى يناديها تودعه فقط تراه لآخر مرة قبل تنفيذ حكم الإعدام على قلبها كانت الأصوات الرعدية هي الطاغية فوق رأسها تنتفض بشهقات مكتومة وهي تضم جسدها المرتعد ليس من البرق والرعد اللذين يتسابقان في إرهابها ولكن من خسارته خسارته التي لا تتحملها وفجأة من بين تلك الأصوات في رأسها التي تصرخ بأنها خسرته وانتهى المطاف إلى اشتداد أصوات البرق والرعد وهطول الأمطار الغزيرة تطرق إلى أذنيها صوت يهمس بنبرة حانية بها شيء من الدهشة .
_ ملك !.
رفعت ملك رأسها تنظر له بعيون مغمورة بالدموع لا تصدق عينيها انها تراه أمام عينيها ببذلته العسكرية و حقيبته كما اعتادت رؤيته دوما يقف ينظر لها بعيون قلقه وحبات المطر تتساقط على وجهه وملابسه أنزل هو حقيبته ارضا وجلس القرفصاء يقول بنبرة خرجت من أعماقه قلقه بها لهفة شديدة وخوف 
_ إيه اللي مقعدك هنا في الوقت ده وبتعيطي ليه .
كلمة واحده بضع حروف تعني لها الكون كله هذا ما استطاع صوتها إخراجه أن تناديه أن

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات