السبت 23 نوفمبر 2024

رواية الصمت المعذب الفصل الاول بقلمي نورهان ناصر

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

مش سبب ها أخويا مكنش هيرفضك ولا أهلي كلنا عارفينك وبنحترمك تقدر تقولي ليه وايه هو سببك الحقيقي .
نظر لها أحمد بعيون حمراء وهو يردد بصوت مرتجف 
_ علشانك لأني مرضاش ليك تتعلقي بيا واسيبك وامشي خۏفت عليك تترملي في السن ده أنا عايش دقيقه والتانية لا.
ابتسمت ملك بسخرية وهي تقول بنبرة باكيه
_ الأعمار بيد الله ما جايز أموت أنا قبلك واحنا حتى بنتكلم دلوقت أنت علمت الغيب رد عليا.
پخوف شديد طغى على نبرة صوته قال أحمد
_ استغفر الله بعد الشړ عنك متقوليش كدا لو سمحتي طب أنا وده كان تفكيري أنت ليه ما اتمسكتيش بيا ليه وافقتي أصلا .
طالعته ملك بنظرة تحمل كل معاني الخذلان وهي تردد 
_ لأني لقيتني مش فارقه معاك بتحبني وساكت ومش فاهمه ساكت ليه ومع ضغط أهلي اضطريت أوافق مبقاش عندي حجج أقولها ليهم وأنت اللي وصلتنا لده أنت السبب في العڈاب ده كل ده مكنش هيحصل لو اتكلمت بس أنت بتحب العڈاب واخترت تسكت علشان أسباب تافهه .

كان يجوب أرضية الغرفة ذهابا وايابا وهو يطرق على يديه يتنفس بصوت مرتفع ظل على حاله عدة دقائق حتى فاض بها الكيل لتتحدث بحنق في نبرة صوتها وفي عينيها خوف مبهم 
_ وبعدين معاك يا هادي رايح جاي خيلتني روح شوف اختك فين الجو قلب أوي وشكل في عاصفه فعلا .
توقف هادى يرمقها بنظرات مشټعلة بالڠضب وهو يقول
_ واما الجو متنيل ليه سمحتيلها تخرج أصلا .
تلبكت في حديثها وهي تدور بعينيها في أرجاء الغرفة ولكنها لا تنظر إليه هو تحديدا أعطته ظهرها تقول بنبرة متوتره 
_ الله وأنا هعرف منين هي قالت عايزه تشم شوية هوا وأنت اصلا شايف حالتها وإنها دايما مسهمه وحزينة وحابسه نفسها في اوضتها مش عارفه ليه ده حتى لما قولتلها إن حسان جاي يشوفك قبل ما يسافر شغله ولا كأني اتكلمت فأول ما طلبت تخرج وافقت قولتلها ترجع بدري علشان خطيبها جي .
نظر هادى لها بشك وهو يرى توتر جسدها وحركتها المضطربة وكأنها تخفي شيئا لذا تقدم منها وضع يده على كتفها يديرها له وهو يقول في ضيق شديد 
_ نعمة مخبيه إيه عني فين ملك 
صاحت نعمة وهي تبتعد عن محيط يده الموضوعة أعلى كتفها وكأنها متحفظة عليها لامساكها بالجرم المشهود 
_ وأنا هخبي عليك إيه معرفش حاجه قولتلك اللي قالته ليا .
طالعها هادي بنظرة متهكمة وهو يتجه للخروج من المنزل يقول بنبرة طغى عليها الغيظ 
_ طيب يا نعمه متقوليش حاجه أنا هعرف بنفس.....
قطع حديثه سماعه لصوت جرس الباب اتجه لفتحه لتقع عينيه على حسان بزيه العسكري وقبعته في يده بينما خصلات شعره متساقطة على غرته أثر الأمطار يقول بأنفاس لاهثه
_ كويس إني لحقتك يا هادي أنا اصلا توقعت إنك مش في الشغل علشان الجو قالب برا .
ابتسم هادي في وجهه وهو يدعوه للدخول يقول بنبرة هادئة
_ تعالى يا حسان ادخل من المطر ده .
وبعد استقرارهم في صالة المنزل هتف هادي ببسمة صغيرة متوترة 
_ أنت لسه مسافرتش 
رد عليه حسان بنبرة بها شيء من الشوق 
_ ها ...ما أنا قولت افوت اسلم يعني ..هي فين ملك .
أغمض هادي عينيه متوترا ثم فتحها يبتسم بسمة صغيرة لا يدري ماذا يقول له وداخله يتساءل أين هي أخته الصغيرة الآن وماذا تفعل في ذلك الجو العاصف .

همس أحمد بصوت

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات