رواية الصمت المعذب الفصل الاول بقلمي نورهان ناصر
ضعيف وهو يبتلع ريقه الذي جف يستشعر طعم العلقم في فمه ونظرات عينيها اللتين تعاتبانه لتخاذله شقت قلبه
_ عايزه إيه يا ملك دلوقت وجايه ليه .
ازداد هطول الأمطار فوق رؤوسهم وتعالت أصوات الرعد والبرق وهبوب الرياح بقوة لدرجة شعرت جذور الشجر من موضعها ولكن عاصفة قلبها هي ما كانت تشغل عقلها في تلك الأثناء تشبثت هي بحجابها الذي انحل تماما وابتسمت بحزن وهي تقول له بدموع شديدة في عينيها ونبرتها خرجت معبئه بجراح قلبها
_ جايه أقولك ماتسبنيش وتمشي مقدرش أعيش من غيرك جايه أقولك إنك مهونتش على قلبي وعارفه إني بقلل من كرامتي باللي بقوله ده بس مش قادره ومش عايزه أكمل في الجوازه دي ولا أنا طيقاه تعالى واطلب ايدي أمسك أيدي يا أحمد وما تسبنيش وتمشي كفاية كتمان لحد كدا كفاية بطل تعذبنا بسكوتك ده .
_ آسف مقدرش واللي بتطلبي ده حرام يا ملك لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه إزاي بتقولي لي أروح أطلب ايدك وغيري طالبها واخد الموافقة كمان .
ضړبت ملك على موضع قلبها وهي تبكي باڼهيار
_ حرام واللي بتعمله فيا ده مش حرام لتاني مرة هتتخلى عني هاتسيبني وتمشي بالبساطه دي وبعد كل اللي حكتهولك العڈاب اللي أنا فيه ده بسببك مش حرام حړقة قلبي وتعبي كل ده مش حرام أنا مش قادره أفهم ليه عملت كدا فينا ليه عذبتني وليه بټعذب نفسك بطلت تيجي عندنا حرمتني حتى من إني أشوفك كنت بتغيب بالشهور و لا مرة تسأل أو تيجي ليه كل ده
_ لأنه غلط والصح إني أبعد لحد حتى ما اظبط تفكيري أنا عمري ما كنت خاېن كنت محتاج بس شوية وقت ومش عارف عقلي مشوش وخاېف عليك ومش عايزك تتعلقي بيا منكرش شوفت في عيونك اللي عڈبني زي ما عذبك اللي شوفتيه في عيني.
ابتسمت ملك بسخرية وهي تردد بنبرة غاضبه تطالع ظهره
_ خاېف تقولها ...مسميه عڈاب
استدار لها أحمد ينظر إليها بعيون دامعه
_ مخوفتش غير عليك آسف بس أنا مش قادر .
صمتت ملك فجأة ثم حدقت بعينيه الدامعه تقول پقهر
هنا ولم يستطع أحمد الصمود أكثر فلم يشعر بذاته وهو يزيد م صدره وهو كالطفل الصغير يخبرها پألم بأنه انكوى بحبها ولم يستطع إخراج ما في قلبه لها لكن الكأس قد فاض وسؤالها الباكي بأنه لا يحبها كان القشه
التي قسمت ظهر البعير لا يحبها نعم صحيح فهو يعشقها.
ابتعد عنها ولازال يمسك بها تركت يديه كتفيها وحاوطت وجهها ينظر بعينيها مباشرة بينما هي تنظر له بترقب وابتسامة صافية طال الصمت وهي تحدق به تنتظر أن ينطق بما يريح قلبها وحينما فتح فمه للحديث اضطربت السماء بالأصوات الغاضبة كأنها ترفض ما يحدث ليفيق أحمد