رواية مريمه الفصل الثاني بقلم رغدة
من أمام ناظرك
ثم تحرك بجرأة غير مبال بما يمكن أن يقدم عليه هذا الشاب حتى وصل لطرف المسجد وبالتحديد عند محرابه وطرق الحائط المؤدي لغرفة زوجته و همس و قد إختنق صوته خوفا عليها و ما قد يصيبها بعده
للحظات احس بظلمه لها باتمامه لزواجهما و هو على يقين انه سياتي اليوم ليواجه ما فعله
فإن الروح تطوف الى أن تجد من نال منها صحيح انه لم يعتدي عليه و لكن هرب و لم يواجه فاصبح الحق باطلا تنهد الامام و هو يملس على الحائط الفاصل بينهما وقال
قد حان وقت الفراق
والله وحده من يعلم
ان كان بالعمر بقية للقاء
فإني استودعتك لرب العباد
سائلا المولى ان يلطف
بمن ذل له دونا عن العباد
ثم همس بصوت متحشرج بسبب تجمع عبراته سامحيني يا نبض القلب ومهجة الفؤاد
ثم اخرج من حقيبة مركونه قماش ابيض وحمله على كفيه وسار أمام همام بهامة مرفوعة ونفس عزيزة أبت الهوان والمذله مغادرا سكنه وسكناه مسلما أمره لمن هو المنجي والحق وكله يقين ان ما اختاره الله هو الأحق
وقف بين الجمع ينظر بريبة لما يحدث والتقطت اذناه ما يتداوله الجمع ليصاب بفزع شديد
أطلق العنان لساقيه وهو يدعو بداخله أن يستطيع عمه التدخل وفض الڼزاع بأقل الخسائر حتى وصل للمنزل لينادي بعلو صوته عمي يوسف عمي يوسف
الشيخ عبدالله مصېبه وجرم عظيم واثم اعظم على وشك الحدوث
تناول الشيخ يوسف عكازه وأسرع خطاه مع عبدالله الذي أسرعت كلماته الموجزة لشرح النكراء التي على وشك الحدوث
على الطرف الآخر كانت تتشح بالسواد لا يسعها سوى البكاء الصامت على فقيدها وكأن الحياة قد حرمت عليها السعادة انتظرت يوم واثنين دون أي خبر منه
تذكرت تلك الليله التي صارحها بماضيه واخبرها ان ابن القتيل يبحث عنه وان كان مقدرا له ان يدفع ثمن خطأ حياته فهذا نصيبه وعليهما الرضا به وأخذ وعدا منها بالصبر والثبات وان تتماسك ولا ټنهار لأجل ما تحمله باحشائها وتذكرت توصياته ووعودها الغارقه بالدموع
ومضى شهر واثنان واعتادت وحشة الليالي وبرودتها بعد أن عاشت بدفء احضانه واعتادت على وجوده وسماع عذب كلماته وابتسامته التي لا تفارق محياه
وعادت لوحدتها وأرقها الذي لم يواسيها بها احد
وبدأت تخرج للملأ لقضاء حاجاتها وبان حملها رغم ثيابها الواسعه وبدأت العيون تلتفت نحوها وأخذت الألسن تطال عفتها وطهارتها
وهي كالطائر الجريح الکسير ضعيف الجناح ليس لديها سندا