رواية مريمه الفصل الثاني بقلم رغدة
ولا اهلا ليشدوا من ازرها ويردوا غيبتها ويحموا سمعتها ويحافظوا عليها من شتات نفسها
وما كان يصبرها على تعبها سوى كلمات الله لتبث بنفسها الطمأنينه وتعطيها جرعة صبر كقوت يومها
وكلما قرأت سورة مريم ټنهار بالبكاء بمرارة تزهق روحها وكأنها تمس قلبها وروحها وجسدها وكل وجدانها وما أن تنتهي منها حتى تشعر براحة تغرقها في سبات عميق مريح ينتشلها من مأساتها الحية
وكأن بها سحر طاغي وشفاء لألم قلبها وهي ترى ما مرت به السيدة مريم وما وقع عليها من ظلم رغم معرفتهم بها وثقتهم بطهارتها وعفتها وحسن ربايتها
ومضت أشهر حملها المنهك و حانت اللحظة المنتظرة
وعانت معاناة مريرة واجهشت پبكاء يقطع نياط القلوب بسبب ما تمر به من ألم لم تظن أنها ستستطيع تخطيه وتحمله
كم تمنت وجود والدتها يجانبها لتطبطب على قلبها وتهون عليها رغم أنها فقدتها منذ الصغر الا انها تمنت وجودها في هذه الحظات الصعبة
وتذكرت والدها الحنون وعشقها الابدي الغير مشروط وشغل تفكيرها كيف كان سيرد حقها ويقطع لسان كل من تطاول عليها
واخيرا جال بخاطرها حبيبها وزوجها ومعشوقها وتخيلت طيفه بجانبها يمسد على شعرها الحريري كما اعتاد وهو يهديها ابتسامته العذبه التي اشتاقتها حد المۏت
وما خرجت من خيالاتها الا بسبب تلك التقلصات التي تضاعفت وتلك الدفعات من هذا الكائن الضعيف بداخلها وهو يجاهد للخروج لهذه الحياة غير مدرك لما تحمله له من أعباء
وانتهت المعاناة وخفتت الآلام وسمعت صوته وهو يبكي وكأنه أدرك توا انه قد حضر لحياة قاسيه وادرك رفضها له لتتحامل على نفسها وتلتقطه بين يديها وتضمه لصدرها لتختبر شعورا جديدا مفعما براحة وسعادة وشوقا انتظرته طويلا
سكن بأحضانها ببراءه لتزيد من ضمھ وهي تستنشق رائحته وتمسد بظهر كفها على وجهه الصغير وهي تتأمله بابتسامة فرحة وقد تناست كل ما مرت به من ألم بمخاضها الصعب وكأنه لم يكن وأصبح نسيا منسيا
وتجددت مقاساتها ومعاناتها التي لم تنتهي ولا يبدو أنها ستتخلص منه ابدا والمحزن أنها لن تقاسي هذا وحدها بل ان لوليدها نصيب كبير من الظلم
سنة وراء أخرى تمر بكل ما تحمله من اوجاع وتنتهي تاركة غبار آلامها وفراغ وحدتها
ومرت الايام والشهور والسنوات