رواية صرخات انثى الفصل الثاني والخمسون بقلم آية محمد رفعت
وبعدين احنا اتصلنا بيك عشان تكون جنب مراتك وتهون معاها وإنت من ساعة ما جيت وإنت مركز معانا احنا.
مازحه بغمزة
_مهو أنا مش هعرف أركز معاها طول ما أنتم هنا يا عمي فأنا بقول تأخد فريدة هانم والدكتورة زينب وترجعوا القصر تريحوا أنا هنا وهأخد بالي من مايا متقلقوش.
حدجه أحمد بنظرة غاضبة وأشار بقلة حيلة
_عمرك ما هتتغير هتفضل طاووس وقح لحد ما تشيب وتبقى جد!
عدل من ياقة قميصه بغرور
_مين ده اللي هيشيب ويبقى جد ده في أحلامك يا أحمد يا غرباوي!! ولو كترت في الكلام مش هترجع بيها على القصر هنطلع كلنا بربطة المعلم على محكمة الأسرة ها أيه رأيك!!
_مش هتقدر على لسانه يا أحمد خلينا نرجع لاني تعبت فعلا من القعدة.
أمسك بها
_حاضر يا حبيبتي يلا بينا.
تفاجئ أحمد بيد رجولية تزيح يده عن خصرها وفجأة وجدها محمولة بين ذراعي عمران الذي منحه نظرة شرسة
_كل حي أولى بلحم بيته يا عمي!
اندهش أحمد مما يفعله بينما رددت فريدة بعصبية
_نزلني يا عمران!! أيه اللي إنت مهببه ده هتوقعني!
ولج بها المصعد وتركها تقف داخله وقال بضحكة هادئة
_متقلقيش يا فريدة هانم وزنك الرشيق ميتعداش 60كيلو بشيل أوزان أكتر منهم!
وغادر سريعا من أمامها قبل أن يصيبه نوبة عصبيتها بينما منحه أحمد نظرة غاضبة قبل أن يدلف للمصعد إليها برفقة زينب.
انحنى لذراعها المتصل بالمحلول الطبي وفرق قبلاته على كفها برقة.
ظل لجوارها ساعة كاملة يتأملها بحب وقلبا مټألما لما أصابها بسبب حملها نهض عمران عن المقعد يزيح جاكيته وجرفاته پاختناق شديد نظرات علي تصيبه بأسهم تسحب كل ۏجع دفنه داخله.
حرر أزرار قميصه الأسود وفتح شرفة الغرفة يستقبل صدره العاړي الهواء البارد بكل ترحاب رماديته تنغلق بقوة وتجاهد لتحرر تلك الدمعة المتأججة داخلها ليجوب إليه ذكرى هذا اليوم العجيب!
_ده اسمه استهبال يا بشمهندس!! إنت عارف أنا بقالي كام سنة على الكرسي ده مجاليش شكوة واحدة ودلوقتي عايز أفهم الشكوى دي سببها فريقك ولا إنت اللي فشلت توجهه لطلبات العميل!!
رفع المهندس رأسه هاتفا بحرج
_يا مستر عمران أنا آآ...
قاطعه بصرامة مخيفة
_إنت أيه!! محروج تعترف بفشلك في أول مهمة أسلمهالك كقائد مسؤول!! للأسف يا طارق إنت خذلت ثقتي فيك.
_اتفضل يا بشمهندس جمعلي فريقك كله في صالة الاجتماعات علشان نشوف هنحل الغلطة دي ازاي وبعد كده هيبقلنا كلام تاني.
تحرك للخارج بضيق لما تسبب هو بفعله بينما نهض عمران يهمس بإرهاق شديد وهو يتفحص الساعة التي عانقت الحادية عشر مساءا
_المصايب كلها جاية في يوم واحد اللهم لا اعتراض.
جذب جاكيت بذلته عن المشجب العريض المجاور للباب الرئيسي لمكتبه ثم اتجه للباب الجانبي الفاصل بينه مكتبه ومكتب زوجته والذي أصبح يخص زوجة أخيه من بعدها.
طرق عمران على الباب طرقتين متتاليتين لتنتبه له فاطمة وما أن نهضت عن مكتبها حتى ولج يشير
_سيبي الملف ده يا فاطمة وتعالي يلا أوصلك بسرعة عشان ألحق أرجع تاني.
جذبت حقيبتها ترتديها وما أن استمعت لباقي جملته حتى تساءلت باستغراب
_هترجع تاني ليه!
رد عليها وهو يتنهد بضيق شديد
_عندي اجتماع مهم البشمهندس اللي لسه متعين من كام شهر بعته ينفذ عمارة تبع ناس تقال بيتعاملوا معايا باستمرار اندهشت لما كلموني من شوية يشتكوا من التنفيذ هشوف البهوات عملوا أيه وهحاول أحل الدنيا.
نزعت عنها الحقيبة وأعادت لسطح المكتب مقترحة عليه
_خلاص روح إنت اجتماعك وأنا هستناك هنا على الأقل أكون خلصت حسابات ملف المشروع اللي شغالة عليه.
رفع ساعة يديه يتطلع إليها مرة أخرى ثم قال
_بس يا فاطيما أنا ممكن اتأخر في الاجتماع والساعة دلوقتي 11خليني أروحك وأرجع أحسن.
عادت لمقعدها مبتسمة
_يعني هروح أعمل أيه!! خليني هنا أحسن لحد ما تخلص اجتماعك بدل ما تروح وترجع كده هتتأخر.
ابتسم لها وقال باحترام لشخصيتها الذي باتت تروق له
_بيقولوا الأخت الحنينة رزق وأنا ربنا رزقتي بشمس المصلحجية أي مصلحة أو فلوس تلاقيها بني آدمة رقيقة وكيوت أوي وسبحان الله عمري ما شوفتها غير كده لكن الحنية والطيبة دي موردتش عليا قبل كده.
اتسعت ابتسامتها وقالت
_الطيبون للطيبات يا بشمهندس وعلي طيب جدا ولا أيه!
ضحك بصوته الرجولي وقال بمرح
_طيب ومحظوظ الاتنين مع بعض وشكلي هنق عليه.
فتحت حاسوبها وملفها من جديد بعدما ظنته يستدعيها للرحيل فأغلقتهما
_طيب أجل النق لبعدين وإلحق اجتماعك.
زفر بضيق ملحوظ وهتف
_لازم تفكريني... يلا هنزل أنا لمبنى الاجتماعات ولما هخلص هرن على تليفون مكتبي أبلغك تنزلي.
هزت رأسها في طاعة وقالت
_تمام... ربنا معاك.
راقت له دعوتها فاستدار برأسه لها وقال
_دعواتك لإني حاسس إني هنزل أطلق كلابي الصعرانه عليهم ووقتها هيموتوا من الصدمة لإنهم متوقعين إن اللي نازلهم هو مستر عمران الشيك الجنتل مانوأنا في لحظة ڠضب مش هقدر أسيطر على عمران البلطجي اللي قاعد جوه بيتلكك لخلق الله ففعلا فعلا محتاج لدعواتك!!!
اتسعت ضحكاتها بعدم تصديق لما يتفوه به وقالت من بين سيلها المنطلق
_هدعيلك حاضر.
ودعها وهبط متجها لمبنى الاجتماعات المجاور للمبنى الرئيسي حيث كان يجتمع بالفريق بأكمله.
ظل عمران برفقتهم لساعتين متتاليتين حتى تمكن أخيرا من حل المشكلة.
انتهى الاجتماع أخيرا وخرج عمران لسيارته منهكا يجر ساقيه بتعب شديد رفع هاتفه واتصل بهاتف مكتبه وحينما أجابته فاطمة قال
_فاطيما أنا تحت انزلي يلا.
وفور أن أغلق معها هاتف مكتب السكرتارية وما أن أجابه حسام السكرتير الخاص به قال
_معلش يا حسام سهرتك النهاردة تقدر تمشي.
أغلق الهاتف ومال على سيارته ينتظر زوجة أخيه بإرهاق ودوار جعله على وشك فقدان الوعي بعد هذا اليوم المتعب.
بالأعلى.
أغلقت فاطمة حاسوبها والأوراق من أمامها ثم خرجت للطرقة الخارجية وقفت تتطلع للدرج بتعب لقد اسټنزفت قوتها بهذا اليوم المرهق الذي لم تشهد مثله منذ أن استلمت عملها هنا.
تطلعت للمصعد بقلق فهي لم تعتاد الدخول إليه الا برفقة علي وموخرا برفقة عمران الذي التمست به حنان الأخ الذي رحل عن أشقائها كانت حائرة بين خۏفها المحتبس كالۏحش المقيد وبين تعب جسدها الهزيل وبين هذا وذاك اختارت الولوج للمصعد بعد قناعة إن لا أحد من الموظفين هنا بهذا الوقت المتأخر.
ولجت فاطمة للمصعد وتراجعت تضغط على اللائحة باختيار الطابق الأرضي وما كادت بالابتعاد حتى تفاجئت بحسام السكرتير الخاص بعمران يضع قدمه ليمنع انغلاق الباب وولج يرسم ابتسامة بسيطة وهو يردد
_أزي حضرتك يا استاذة فاطمة.
تعجب حينما التزمت بصمتها ولم تجيبه علامات الفزع والړعب على وجهها جعله يتابعها بدهشة بدى إليه وكأنها ترى شبحا أمامها.
لوهلة شعر بأن به خطبا ما فاستدار تجاه اللوح الزجاجي من خلفه يتفحص ذاته ليتأكد من سلامة مظهره.
وحينما لم يجد شيئا غريبا استدار تجاهها يتساءل بقلق
_حضرتك كويسة
لم تجيبه وكأنها لم تسمعه من الاساس تركيزها منصوب على