رواية صرخات انثى الفصل الثاني والخمسون بقلم آية محمد رفعت
اسبوعين اجازة عشان فرحك مني ليك فوقهم اسبوعين للمالديف بتذاكر محجوزة واقامة جوه الفندق على حسابي ها مرضي يا عم
اتسعت ابتسامته بفرحة ونهض يحتضنه بسعادة ربت عمران على ظهره هامسا
_ربنا يفرحك يا عريس أينعم هتفخت الاربع اسابيع دول من غيرك لإن صعب حد من السكرتارية يفهم دماغي زيك بس عشان خاطر العروسة نستحمل.
تعالت ضحكاتهما الرجولية فابتعد عنه عمران وطرق على كتفه بقوة وصرامة مضحكة
_يلا بقى على بيتك هتقف تحكي معايل لنص الليل وأنا مش قادر أصلب طولي مانت بروح أمك هاريني من الصبح ملفات وشغل متكوم من سنين!!!
_هتمشي ولا أطلق كلابي الصعرانه عليك!
جذب جاكيته الملقي على الفراش وهرول من أمامه قائلا بضحك
_تصبح على خير يا مستر عمران.. أشوفك بكره.
ودعه عمران وما أن تأكد من رحيله حتى عاد لغرفة فاطمة مهموما لا يعلم كيف سيتعامل معها الآن حالتها تزداد سوءا رجفتها اختناق تنفسها كل تلك الامور جعلته عاجزا.
أخرج هاتفه من جيب سرواله وهو يهمس بسعادة كأن الحل كان غائبا عنه
_علي! أكيد هيساعدني وهيقولي أتصرف ازاي!
حرر زر اتصاله مرة اثنان ثلاثة اتصالات وهاتفه كل مرة خارج نطاق التغطية عساه يعلم بأنه الآن على متن الطائرة لذا لم يستطيع الوصول لخطه المصري.
اتصل به عمران فاذا به يجيبه بمرح
_شكلك كده غيرت رأيك وهتيجي تسهر معايا أنا وجمال احنا بعتنا سيف يجبلك أكل جاهز هتصل بيه وأخليه يزود عشانك.
_أكل أيه يا يوسف بالله عليك ركز معايا.
_في أيه يا عمران قلقتني!!!
_فاطمة مرات أخويا تعبانه جدا ومش عارف أروح فين
_تعبانه مالها يعني!
زفر پغضب لم يكن يود كشف سرها لأحد فاكتفى بقوله
_هي كانت بتمر بحالة نفسية والمفروض انها اتخطتها انا حاليا في الشركة ومش عارف أروح لمين ولا فين!
أغلق الهاتف ووضعه بجيب بنطاله ثم مال عليها يناديها
_فاطمة.. لازم نتحرك.. قادرة تقفي معايا
كانت تراه صورة مشوشة من امامها وجدت يد تمتد لها فابتسمت وهمست بحب
_علي!
ارتبك عمران وخشى أن تعامله كزوجها فأمسك يدها واسندها حتى تمكن من معاونتها بالجلوس بسيارته.
وصل بعد دقائق معدودة لشقة سيف فوجد يوسف وجمال بانتظاره عاونها حتى تمددت على الاريكة الخارجية ففتحت عينيها تحاول التقاط تلك الاصوات المحاطة بها.
اړتعبت فاطمة حينما وجدت جمال ويوسف وعمران من حولها يعيد المشهد تجسيد ذاته من جديد ازدادت النوبة بحدتها انتفضت بصورة مخيفة ودموعها انهمرت دون توقف.
_عمران!!
ترك عمران يوسف وجمال وهرع إليها فقالت بعويلها المؤلم
_مين دول أنا خاېفة روحني!
ربت على يدها وقال بحنان
_متخافيش يا فاطمة ده دكتور يوسف صاحبي هيحاول يساعدك لاني مش هقدر اروحك كده.. مټخافيش.
وأشار لجمال قائلا
_معلش يا جمال ادخل اوضتك.
هز رأسه بتفهم وغادر على الفور بينما دنى يوسف إليها يحاول استكشاف ما يصييها حدة نوبتها فجذب أولا جهاز الضغط يقيسه فأذا بها تبعد ذراعها برهبة وتتشبث بذراع عمران هاتفة بصړاخ چنوني
_أنا عايزة أمشي.
ومالت برأسها على حافة الاريكة بتعب تردد بعدم وعي
_محدش يقرب... سيبوني!
ابتعد يوسف عنها بدهشة أصابته كليا بينما عاونها عمران على التمدد وهو يهمس لها
_متخافيش يا فاطمة انا جنبك... ارتاحي شوية وهنتحرك على طول اتفقنا
وجدها قد اندمست بظلمتها مغلقة عينيها باستسلام مددها وأحاطها بغطاء خفيف قدمه له جمال والتقط الورقة التي قدمها له يوسف قائلا
_جمال بسرعة هات الحقنة دي من أي صيدالية بسرعة من فضلك.
أومأ إليه واتجه للأسفل بينما اقترب عمران من يوسف يتساءل
_طمني يا يوسف فاطمة مالها
رفع عينيه إليه وقال مندهشا
_عمران هي فاطمة حد اعتدى عليها قبل كده
ابتلع ريقه بتوتر وخطڤ نظرة حزينة لها ثم قال
_يوسف أنا مينفعش أتكلم معاك في حاجه تخص علي ومراته بس إنت دكتور وفاهم فاعتبر اجابتي واضحة.
ارتسمت ابتسامة متفاخرة على وجه يوسف وقال بذهول
_أنا دايما بسمع من الدكاترة زمايلي عن شطارة دكتور علي وأد أيه هو دكتور ممتاز النهاردة بس شوفت بعيني إنه عبقري كون إنه يتعامل مع حالة فاطمة بالشكل والحذر ده يعني إنه أستاذ! حرفيا أنا مندهش أنا بالرغم من إن عندي خلفية بسيطة عن الطب النفسي بس أجزملك بنسبة مية في المية إن حالة زي الحالة اللي بتمر بيها فاطمة دي من رابع المستحيلات إنها تتجوز وتعيش مع راجل أصلا!!
تأفف عمران بضيق وهتف يستنكر حالة الاطراء الذي يخوضها يوسف في ظل تلك الظروف
_وبعدين يا يوسف فهمت خلاص ان أخويا دكتور محصلش اتصرف وشوف هتتعامل معاها ازاي انا أعصابي متدمرة ومش متحمل!
ربت على كتفه بحنان
_طيب اهدى انا بعت جمال يجيب حقنة مهدئة هتاخدها وهترتاح لحد بكره الصبح.
تنهد بحزن وسأله
_وده مضمون ولا أيه يا يوسف يعني لو حامل او كده
منحه ابتسامة هادئة وقال متفهما
_متقلقش.
استقبل هاتف يوسف رسائل على حسابه الخاص فرفع هاتفه ليتفاجئ بأحمد الغرباوي يخبره بتعب مايا وحاجتهم الماسة إليه رفع بصره عن هاتفه وتطلع لصديقه بحزن يراه مهموما على زوجة أخيه فماذا اذا أخبره بتعب زوجته
اجابهم يوسف برسالة تنص على توجههم للمركز وسيلحق بهم على الفور وقرر عدم اخبار عمران الآن يكفيه ما يمر به.
عاد جمال يناوله الكيس البلاستيكي فأفرغ محتوياته وعبئ الأبرة ثم دنى إليها.
نوبتها كانت شرسة لا ترأف بها بنوم مريحا كانت تستفيق لدقيقة أو اقل منها ثم تغلق عينيها لأكثر من خمسة دقائق فتحت فاطمة عينيها تلك المرة فتفاجئت بيوسف يجاورها اړتعبت وتراجعت لأخر الأريكة فما أن مالت للجانب الاخر حتى وجدت عمران ينحني إليها يخبرها بهدوء
_متخافيش يا فاطمة يوسف هيديكي مهدء وهنمشي على طول... مټخافيش.
أمسكت يده تشدد عليه برجاء ودموع
_عمران.. عايزة أمشي من آآ...
سحبت كلماتها مع انتهاء يوسف من دس الأبرة فشعرت بدوار مضاعف ونادته بهمس باكي
_ع.... مر... ا.. ن!!
اسمه أخر ما رددته قبل أن تفقد وعيها نهائيا استجابة للأبرة حينما كانت تسترد وعيها وتجد ذاتها بنفس الشقة ونفس الوجوه كانت تناديه عساه يخرجها من هنا فوجود يوسف وجمال أرعبها وجدد من خۏفها.
باحتباسها بالمصعد مع ذلك الرجل بمفردها زارتها أصعب نوبة اختبارتها وببقائها بشقة غريبة بوجود شابين لم يتبين اها ملامحهما ولكن وجود عمران كان داعما لجزء من الأمان داخلها لذا كل مرة يزداد خۏفها كانت تردد اسمه عساه يفهم عليها ويخرج بها على الفور.
ما أن انتهى يوسف ألقى الابرة بسلة المهملات وأخبره
_المهدئ ده هيخليها تنام لبكره الصبح وهيهديها متقلقش.
رمش بدهشة حينما فهم الامر وقال
_يعني أيه!! هرجع بيها ازاي وهي نايمة بالشكل ده
زوى حاجبيه بدهشة
_وانت جيت بيها هنا ازاي
اجابه وهو يعتصر رأسه بضيق
_كان يعتبر مغمي عليها بس كانت ماشية معايا دلوقتي بقى مش عارف هعمل أيه
بتلقائية أجابه
_خلاص سبها هنا للصبح مدام مش هتقبل تشيلها.
صاح پغضب
_اسيبها فين يا يوسف وانت شايف حالتها دي!!