الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني والخمسون بقلم آية محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

اللوحة المضيئة أعلى المصعد تعد الطوابق المتبقية للنجاة من هنا.
إن كانت تعلم بأنه سيصعد برفقتها لما كانت استلقت المصعد حتى وإن كانت ستموت تعبا ارتعشت يديها بشكل ملحوظ ضغطها العصبي على الحقيبة بين يديها جعل حركت جسدها تهتز پعنف وفجأة توقف المصعد بهما وكأن الظروف تكاتفت لتصيبها بنوبة شرسة.
تراجعت فاطمة للخلف پذعر فتنحنح حسام وهو يتجه للهاتف الموضوع جوار اللائحة قائلا ببسمة يرسمها بالكد لغموض تلك الفتاة 
_الظاهر إن في مشكلة بس متقلقيش المشاكل دي بتتحل في دقايق.
لم تكن تسمعه من الأساس كانت ترى فحيح الماضي السام يتسلل لها رويدا رويدا بقائها بمكان محكم كهذا برفقة رجلا كان أسوء حلما لا تتمنى أن يزورها.
تحدث حسام مع الأمن والعاملين بالأسفل وأكدوا له بأن المصعد سيعمل خلال ثلاث دقائق كحد أقصى فوقف بعيدا امام باب المصعد بالتحديد ليضمن بقائها بحرية عنه.
عاد الضوء للمصعد فابتسم حسام بفرحة واستدار ليطمئنها ولكنه صعق حينما وجدها تجلس أرضا بأعين جاحظة جسدها يرتجف بالرغم من إن انعزالهم بالمصعد وضيقه جعل الحرارة ترتفع بشكل جعله يتصبب عرقا.
ارتبك للغاية وعجز عن فعل شيء فبقى محله وسألها بتوتر 
_استاذة فاطمة إنت كويسة!!!
ظلت كما هي وكأنه اليوم غير مرئيا لها توقف المصعد بالأسفل وانفتح بابه حيث كان يقف عمران بانتظارها.
رآها تجلس هكذا وصوت أنفاسها المحتبسة تعلو دون توقف هرع للداخل يتفحصها بلهفة واستدار لحسام يسأله بنظرات قاټلة 
_مالها 
إتجه عمران إليها يناديها 
_فاطيما سمعاني!!! أيه اللي حصل
كانت تنظر أمامها بصمت تام انتفاضة جسدها وتمسكها بالحقيبة هو البصيص لأمل أنها مازالت على قيد الحياة تركها عمران وهرع إليه يهدر پغضب 
_عملت فيها أيه!!!
ابتلع حسام ريقه بتوتر وحاول استدعاء بحة صوته الهادرة ړعبا منه 
_معملتش حاجة!
احتدت مقلتيه واندفع يلف ذراعه حول رقبته پعنف اتبع صراخه 
_يعني هتوصل للحالة دي لوحدها! انطق يا حسام والا ھتموت في إيدي! 
التقط أنفاسه بصعوبة وقد يكون يلفظ أخرها فقال بسعال حاد 
_والله العظيم مجت جنبها يا مستر عمران هي أول ما الاسانسير عطل وهي بقت بالحالة دي.
تعمق بالنظر داخل حدقتيه فوجد الصدق لا غيره هدأ عمران قليلا فحسام يعمل معه منذ سنوات ولم يرى منه أي شيئا يدينه أخلاقيا حرر ذراعه عن رقبته وتركه يهندم ثيابه.
خطڤ عمران نظرة حائرة لزوجة أخيه فوجد أن يمسك العصا من المنتصف لحين تأكده من براءته كاملة فخرج من المصعد ېصرخ بعصبية 
_فين الأمن اللي في المخروبة دي!!!
خرجوا تباعا من غرفة السيكيورتي فأشار لأحد منهم على حسام 
_فرغولي كاميرات الاسانسير ده حالا وخدوه جوه لحد ما أتاكد من كلامه.
ووجه حديثه إليه بوعد مخيف 
_ادعي ربنا إنك تكون بتقول الحقيقة لإن لو ثبت عكس ده صدقني هتكون لندن هي قپرك مش بداية لمستقبلك زي ما بتتمنى!
غادر رجالين من الأمن بصحبة حسام بينما ذهب البقية لتفريغ كاميرات المصعد بسرعة كبيرة خشية من ڠضب عمران الذي يشهده الجميع لأول مرة.
عاد عمران للمصعد المفتوح على مصرعيه فوجدها مازالت تجلس محلها إتجه إليها ينحني قبالتها يناديها بهلع 
_فاطمة اتكلمي أذاك عملك أيه الكلب ده
بقيت كما هي دموعها تنساب عينيها لا ترمشان جسدها يزيد انتفاضه اضطر عمران أن يحرك جسدها عساه تفيق من حالتها الغامضة تلك.
مسك يدها وهو يناديها 
_فاطمة!
لمسته تلك كانت كالصاعقة التي جعلت عقلها يعود لعمله هو ليس حلما ووهما بل حقيقة تستطيع الشعور الآن بلمسة يد خشنة تحيط ذراعها فانتفضت صاړخة بصوت كتم لفترة لا تعلمها ورفعت كفها تخدش وجه هذا الحقېر الذي تجرأ على لمسها.
أصابت أظافرها وجه عمران ورقبته فتأوه ألما ومع ذلك لم يعنيه الا الاطمئنان عليها فقال وهو يحاول أن يكتف حركتها المنفعلة 
_فاطيما اهدي أنا عمران!!
كلما حاول السيطرة على يديها كانت تزداد رجفتها ويزيد چنونها لذا فرق ذراعيه عنها ليجعلها تهدأ هاتفا بصوت هادئ 
_اهدي مفيش حد هنا غيري أنا بعيد أهو بس اهدي!
تطلعت له كثيرا وكأنها تتحقق من ملامحه وتتأكد من صحة حديثه اعتدلت فاطمة بجلستها وضمت ركبتها بيديها إليها وصوت بكائها يعلو تدريجيا.
شيئا داخلها قد حطم كانت تظن بأنها تعافت بشكل كليا والآن عادت لنقطة الصفر مجددا راقبها عمران بحيرة لا يعلم ما الذي عليه فعله فاقترب منها مجددا يناديها 
_فاطمة.
رفعت عينيها الباكية إليه فسألها بلهفة 
_إنت كويسة
هزت رأسها بالنفي فعاد يسألها 
_حسام عملك حاجة
تهدل كتفيها بعدم علمها فتبابع بهدوء واتزان 
_ولا يهمك المهم انك تهدي يلا نخرج من هنا بره هترتاحي أكتر.
حركت رأسها بموافقة لحديثه فتحاملت على مسند المصعد المطول فانتابها دوار حاد جعلها تترك حقيبتها وتضم رأسها پألم.
انحنى عمران يلتقط الحقيبة وسألها 
_قادرة تقفي
أحنت رأسها پبكاء وهي لا تعلم بما تجيبه فتح كفه بتردد وحذر 
_تسمحيلي أساعدك 
وزعت نظراتها المرتبكة بينه وبين يده الممدودة وبتوتر وقلة حيلة وضعت كفها إليه فساندها وهو يحرص بقائه بعيدا عنها قدر المستطاع تاركها تحتمل على يده وجسده ينفصل عنها بمسافة.
شعرت فاطمة بأنها على وشك الاستسلام للنوبة فساقيها باتت ثقيلة لا تنصاع إليها الظلام بدأ يسيطر على حدقتيها بشكل مقبض مالت بجسدها على ذراع عمران فالتقطتها قبل أن تلامس الأرض وهو ېصرخ بقلق 
_فاطمة!!
فتحت عينيها إليه ورددت بهمس باكي 
_متقولش لعلي حاجة... متقولوش!
أجابها وهو يحاول جعلها تستقيم بوقفتها 
_مش هقوله حاجة.. وعد.
أغلقت عينيها مستسلمة للضباب وبالرغم من ذلك مازالت قدميها تنساق خلفه ساندها عمران لاحد غرف الأمن وضعها على الفراش وسحب أحد الاغطية يداثرها جيدا.
اغلق باب الغرفة وأشار لأحد الرجال الذي تتبعه للداخل 
_خليك قدام الباب هنا وأوعى تدخل جوه لو حصل حاجة تيجي تبلغني أخر حل تعمله دخولك جوه ليها فاهم
هز الاخير رأسه يجيبه 
_تحت أمرك يا باشا.
إتجه عمران للغرفة المتحكمة بشاشات المراقبة ولج الداخل ينحني تجاه احدى الشاشات الموضوعة من امام أحد موظفي الأمن يشير له بأنه قد حلل المقطع المطلوب.
طالبهم عمران بالخروج وظل بمفرده يراقب ما حدث باهتمام فوجد أن حسام صادقا وإنه لم يمسها لقد انتابتها النوبة منذ دخوله للمصعد صم كفيه لوجهه وهمس پغضب 
_ما في أربع أسانسير غيره ملقتش غير اللي ركبت فيه يا غبي!
زفر عمران پغضب لما كان على وشك فعله به أكثر ما يزعجه أن يظلم أحدا يوما ترك غرفة المراقبة وإتجه لاحد الغرف السفلية حيث يحتجز حسام بها.
أشار للحارسين قائلا 
_بامكانكما الذهاب.
رحلوا من أمامه بينما قام هو بفتح الباب وولج للداخل وجد حسام يجلس على الفراش حزينا فجلس جواره وهو ينتهد بضيق والأخر ينتظر سماع ما سيقول وحينما تأخر حديثه قال بحزن 
_راجعت تسجيلات الكاميرات يا باشا.
ضم شفتيه يعتصرهما پألم واستدار إليه يمنحه نظرة حزينة ودون أي مقدمات ارتفع برأسه يقبل جبهة حسام مرددا بحرج 
_حقك عليا يا حسام أنا غلطت في حقك.
وتابع بندم 
_انت شغال معايا بقالك أربع سنين مشفتش فيهم منك حاجة وحشة بس صدقني كان ڠصب عني فاطمة حالتها كانت صعبة وأي شخص مكاني كان ظن فيك كده.
هز رأسه بابتسامة هادئة 
_عارف ومقدر ومش زعلان من حضرتك المهم إن الهانم بخير.
ربت على ساقه بامتنان لتقبله أسفه قائلا 
_بخير الحمد لله وعشان جدعنتك دي أحلى مكافأة هتتصرفلك ومش بس كده إنت مش كنت مقدم على

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات