الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثاني والخمسون بقلم آية محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

صرخات_أنثى...
اندهشت آديرا من وجود آيوب والأخر صډمته تفوقها فكرر سؤاله مرة أخرى بعصبية 
_ما الذي أتى بك إلى هنا دون إذنا مني!!
فهم الشيخ مهران حديثه فمازال يري السماعة اقترب إليهما وقال 
_جيت هنا عشان تقولي الحقيقة يا آيوب جت تعرفني غلطي يابني.
واستطرد وهو يتطلع لها بابتسامة حنونة 
_إرجع لم هدومك وهدومها وتعالى ده بيتها ومش هتخرج منه أبدا وزي ما هي أتعشمت فيا فأنا عمري ما هخذلها أبدا.
ابتسم آيوب وهو يوزع نظراته بينهما ببلاهة لأول مرة تفعل شيئا يستحق أن يفخر بها لا يصدق بأنها خاطرت بالنزول بمكان تجاهله وأتت لأبيه وهي تكاد ټموت من فرط خۏفها منه فعلت كل ذلك لأجله!!

أفاق على هزة يد والده يخبره 
_يلا يا آيوب روح هات حاجتك وحاجتها وتعالى هي هتقعد هنا مع خديجة وإنت اطلع فوق مع يونس لحد ما نشوف ربنا مقدرلهم أيه يابني.
هز رأسه في طاعة وغادر يحزم أمتعتها والحقيبة الصغيرة التي تخصه وحينما عاد وجد والدته وخديجة قد عادوا فمنحها الحقيبة وصعد ليونس على الفور. 

جاب جناحه ذهابا وإيابا وعينيه متعلقة بها وكلما همست بإسم أخيه اشټعل غضبه يحاول بشتي الطرق أن يهدأ من روعه فليس أخيه بالشخص الذي يخون.
الوحيد الذي يثق به ثقة عمياء ومن المحال أن يحطمها ولكن اصراره على إخفاء أمرها عنه زاد من لوعته.
جابه ذكرى يوم غداء العمل هل من الممكن أن يكون هذا اللعېن الايطالي وخاصة بعدما أصبح عمه أحمد الغرباوي بدلا عنه.
يكاد أن يصيبه الجنون أخيه الأحمق يظن أن مثل تلك الأمور سرا لا يرغب البوح به يترك النيران تلتهم جسده وبيده هو اطفائها ولكنه يخشى أن ينكث وعده.
تعالى صوت شهقات فاطمة ودموعها تنسدل على وجهها رأسها يتحرك يسارا ويمينا رافضة رؤية ما ترآه الآن.
تمزق قلب علي لعلمه بما تراه الآن بالتحديد نزع جاكيته وإتجه إليها يتمدد جوارها أزاح عنها الحجاب 
مرر يده على خصلاتها يهمس بصوت اختنقت فيه دموعه 
_أنا جنبك يا حبيبتي مټخافيش يا فاطمة مفيش مخلوق يقدر ېلمس شعرة واحدة منك وأنا هنا.
ارتحت تعابيرها المشدودة بصورة ملحوظة صوته الدافئ تسلل لها في ظلمتها فاستكانت على صدره لدقائق وعادت تهمس
_علي!
قرب رأسها إليه يطبع قبلاته على جبينها بحزن اتبع صوته العميق 
_روح قلبه إنتي يا فطيمة! 
انسحب للأسفل ليمنحها نومة مريحة فهالها أمانه وحبه شعرت بجيوش مشاعره وعشقه تدافع عنها بسيوف قلبت ساحة المعركة لصفها فباتت آمنة مطمئنة حتى وهي تعلم بداخلها بأنها تتوهم وجوده عقلها يعلم بأنه بمصر وقلبها يتمسك بهالته حتى وإن كانت وهم رائحته الطيبة وضمته الرقيقة لها تعرفها حتى ولو افترقت عنه دهرا كاملا.
أبادت عقلها بقوة وهي ټصفعه هاتفة إنه هو حبيبي علي! هو الوحيد القادر على منحي تلك المشاعر هو فحسب!!! 

انتهى من حمامه عساه يمنحه القليل من النشاط الذي فقده جسده بالرغم من ضخامة بنيته العضلية الا أنه بدى كالهزيل الواشك على فقدان الوعي بين لحظة وأخرى.
ارتدى أول ملابس قابلته بآلية تامة وعلى غير عادته ثم سحب مفاتيح سيارته وإتجه للمغادرة.
وقف قبالة الدرج يخطف نظرة حزينة لجناح أخيه إتجه عمران إليه مترددا بطرق بابه أطبق كفه المفرود ومال عليه يردد پقهر شق دمعة خائڼة على خده 
_أنا بريء من الاتهام البشع اللي مالي عنيك يا علي!
تغلب على رغبته بطرق بابه وهبط للأسفل مستقلا سيارته.
بينما بغرفة علي.
سحب هاتفه وحاول الاتصال بعمران فور سماع صوت سيارته فتفاجئ به مغلقا لذا أرسل له رسائل مكتوبة على حسابه.
عمران خليك صريح معايا وقولي الكلب اللي انت اتخنقت معاه قبل كده حاول يتعدى على فاطمة أرجوك صارحني عقلي هيقف من التفكير!
رسالة أخرى
عمران الموقف ميتحملش سكوتك قولي اللي حصل وأنت عارف إني عاقل وقادر أوزن الأمور بس من فضلك متسبنيش لأفكاري أنا مجرد ما بفكر إن حد مسها بحس إني قلبي بيقف أرجوك ريحني وأنا مش هقولها إني عرفت حاجه.
زفر علي بضيق حينما لم تصل رسائله لعمران فترك هاتفه وعاد يمسد على ظهر زوجته فغفى رغما عنه من فرط الاجهاد والسفر لساعات طويلة. 

وصلت سيارة عمران للمركز الطبي الخاص بأخيه صفها وصعد مسرعا للطابق الرابع حيث غرفة زوجته أسرع لباب الغرفة اقتحمه وأنفاسه تعلو من فرط مجهوده المبذول فانتبه إليه عمه ووالدته وزينب التي أصرت بالقدوم معهم.
انتهى يوسف من غرز المحقن بزجاجة المحلول المندس بعروقها واستدار يقابل صديقه بنظرة حزينة ذلك الذي قضى الليلة راكضا ما بين زوجته وزوجة أخيه!
تحرر صوت عمران المحتبس بحنجرته طويلا وقال 
_مالها مايا يا يوسف طمني
إتجه إليه حيث محل وقوفه وقال بصوت منخفض يلفت الانتباه لعمران بأنها نائمة بعمق 
_متقلقش هي كويسة والبيبي كمان زي الفل كل الحكاية إن الأنيميا واطية شوية ودي اللي تعباها من أول الحمل.
وتابع بعملية 
_هنحاول مع الأدوية وبعض الأكلات إننا نظبط نسبتها أنا اديتها محلول دلوقتي ولما يخلص هعلق ليها التاني وعلى الصبح بإذن الله هتبقى كويسة.
استرخى جسده المتشنج وقال وعينيه لا تفارق وجهها الشاحب 
_معلش يا يوسف تعبتك معايا النهارده .
ربت على كتفه بحنان وقال بخشونة
_عيب الكلام ده يا عمران البشمهندسة مايا تعتبر مرات أخويا ولا إنت شايف غير كده
رسم بسمة صغيرة ممتنة له فاستقبلها يوسف بابتسامة تخفى ألمه وتأثره بحالة عمران الغامضة له.
وقبل أن يخرج من باب الغرفة قال لفريدة وأحمد 
_عن إذنكم أنا تحت في مكتبي لو حصل حاجة كلموني.
نهض إليه أحمد يقدم له الشكر على عرفانه فهو أول شخصا أتى لخاطرهما فور سماعهما صړاخ مايا وبكائها أخبره يوسف بأنه لم يفعل شيء هذا واجبه وقد أتمه على أكمل وجه واستأذن للمغادرة على الفور.
جلس عمران على طرف الفراش جوارها نظراته الحزينة تحيطها وسرعان ما استعاد ثبات وصلابة فور تذكره بأنه الآن ليس بمفرده سيسعى ألا يصل سوء التفاهم هذا لعائلته وبالأخص والدته ستكون ضړبة قاټلة لتلك السيدة الفاتنة التي أفنت شبابها في سبيل ترتبيتهما.
تطلع تجاههم وتساءل باهتمام 
_أيه اللي حصل
اعتدلت فريدة بجلوسها وأثار النوم تداعب عينيها الزرقاء 
_معرفش والله يا حبيبي انا كنت نايمة أنا وأحمد وفوقنا على خبط زينب قالتلنا إنها سامعة مايا بټعيط جامد وخاېفة تدخل الجناح تكون إنت جوه فدخلت عليها لقيتها بتصرخ وبتعيط جامد فأحمد اتصل بيوسف وقالنا نجي المركز وهو حصلنا على طول.
هز رأسه بتفهم ورسم ابتسامة جذابة وهو يردد بامتنان 
_دكتورة زينب مش عارف أشكرك إزاي إنك آ...
قاطعته برقة رافضة مبالغته بالأمر 
_أنا معملتش حاجة مايا زي فاطمة الاتنين واحد عندي... ربنا يشفيها ويقومها هي والبيبي بخير يا رب.
رد عليها ومازالت ابتسامته مرسومة 
_تسلمي.. بس من اللحظة اللي هيشرفنا فيها البيبي هنقرفك إنت ودكتور سبفو معانا.
على ذكر إسمه ارتبكت وتلون وجهها بحمرتها فتابع عمران بخبث
_علي رجع من شوية يعني خلاص كلها يوم ولا اتنين ويجي يطلبك بشكل رسمي.
خفق قلبها پعنف وكأنه سيقفز من صدرها يتراقص على نغمات عشقه الذي ولد داخلها تمنت أن ينتهى الحوار بينهما فلم تجد أي كلمة مناسبة تجيبه بها.
شعر بها أحمد فقال بحزم مازح 
_خلاص بقى متكسفش الدكتورة!!

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات