رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الحادي عشر بقلم ندى محمود توفيق
أموري وبعدين هقولك كلميها
لمعت عيني جليلة بفرحة وقالت بحماس
_ صح ياچلال موافق تتچوز
حين لم تجد رد منه سوى الصمت وجمود الملامح فتابعت بخبث
_ مش هتندم صدقني البت قمر وهتنسيك كل حاچة وهتسعدك
لم يكترث لوصفها لتلك الفتاة ولم يبدي أي ردة فعل حيث استقام واقفا يهم بالرحيل لكنها اوقفته بعبارتها المتشفية والحاقدة
القى على أمه نظرة مريرة تحمل السخط على زوجته التي هجرته ثم استدار واندفع لخارج المنزل بأكمله يترك جليلة تبتسم بلؤم أنها نجحت في تحقيق رغبتها.
داخل زوايا غرفة عمران بمنزل إبراهيم الصاوي ...
عيناها كانت عالقة على فراشه أمامها تتمعنه باشمئزاز رغم الآلام التي تعصف بجسدها بسبب جلوسها الدائم على الكرسي ونومها عليه بالأمس إلا أنها مازالت تكابر وترفض لمس فراشه والنوم عليه حين وجدت الألم اشتد عليها تنازلت بعض الشيء واستقامت تتحرك نحو الفراش ثم جذبت وسادته واستدرات تهم بالعودة لمقعدها مجددا حتى تضع الوسادة خلف ظهرها لكنها رفعتها لأنفها بتلقائية فتغلغت رائحته وضړبت برأسها من شدتها نفرت بسرعة وابعدت الوسادة ثم القت بها على الفراش مجددا وهي تهتف بقرف
انفتح الباب فجأة فأصابتها نفضة بسيطة واسرعت ترفع غطاء شعرها فوق رأسها وعيناها عالقة على الباب الذي ظهر هو من خلفه بقامته الطويلة وهيبته المعتادة حين سقطت عيناه عليها وهي تقف بمنتصف الغرفة بجانب فراشه هكذا ضيق عيناه وسألها بغلظة
لم تجيبه واكتفت بنظرتها المشټعلة بينما هو فاحتدمت نظرته لها عندما لم تجيب مما دفعها للرد مجبرة
_ إيه كمان هتتحكم في وقفتي أوقف فين ولا كيف!!
رمقها بحدة ولم يجيبها فلم يكن في مزاج للعصبية أبدا ثم نزع عنه عباءته واتجه نحو الحمام وهو يلقي عليها أوامره هاتفا
_ هطلع من الحمام وهننزل عشان الغدا تحت
_ معاوزاش اكل ولا اقعد معاكم على صينية واحدة
توقف والټفت برأسه للخلف يحدقها بقوة ثم استدار واقترب منها يهتف
_ إيه ناوية تقعدي من غير وكل كتير لغاية ما ټموتي
طالعته بصلابة وهتفت بشموخ
_ ملكش صالح بيا
لوى فمه بغيظ وهو يحاول تمالك أعصابه حتى لا ينفعل وقال يعيد توجيه أوامره لكن هذه المرة دون أن يعطيها مجال للرفض
هتفت منفعلة رغم اضطرابها منه
_ قولتلك مش هنزل
أظلمت عيناه ولاحت بشائر عواصفه المخيفة فأدركت أن لا مجال لها للرفض والعناد فقررت اللجوء للحل البديل وقالت بصوت محتقن وهي تشيح بوجهها بعيدا
_ مش هنزل قصاد حد بالمنظر ده ياعمران
دقق النظر في وجهها من الجانب فوجد أن تورم شفتيها هدأ تماما ولم يتبقى سوى أثر بسيط من التورم أسفل عيناها فقال بحزم
_ مفيش حاچة في وشك الورم اللي شوفته امبارح خف ومحدش هيلاحظ.. البسي واچهزي يلا
تابعته بنظراتها الڼارية وهو يختفي عن أنظارها داخل الحمام وراحت ټشتم في خالد الذي لم ينفذ مهمته كاملة ربما لو فعلها لم تكن لتقف أمامه وهي زوجته وتتلقى منه الأوامر ومجبرة على تنفيذها خشية منه حتى لو لا تعترف لنفسها بأنها تخشاه لكنها الحقيقة للأسف.
اقتربت من المرآة المعلقة على باب الخزانة ووقفت أمامها تلف حجابها فوق شعرها بإحكام ثم أخذت تدقق النظر في وجهها وفي التورم الذي أسفل عيناها لتهز رأسها بالنفي هاتفة
_ لا مش هنزل قصادهم كدا
ثم التفتت برأسها للخلف نحو الحمام تفكر فيما سيفعله حين تصمم على عدم تناول الغذاء معهم ومرافقته للأسفل تأففت بصوت عالي وفكرت بحل أسهل حيث اندفعت لخارج الغرفة بسرعة وأخذت تتلفت حولها في الطابق تتأكد من عدم وجود أحد ثم تحركت تجاه غرفة فريال بسرعة وراحت تطرق على الباب بقوة حتى فتحت لها فريال الباب والتي رمقتها بدهشة.. لكن آسيا لم تمهلها اللحظة لتندهش حيث دخلت بسرعة قبل أن يراها أحد وأغلقت الباب.
تراجعت فريال خطوة للخلف وهتفت بحدة
_ في إيه يا آسيا مالك!
سألتها مباشرة بجدية
_ عندك مكياچ
غضنت فريال حاجبيها باستغراب دون أن تجيب فعادت تسألها مجددا بخنق
_ عندك ولا لا هتفضلي تبحلقي فيا كتير!
ردت فريال بعدم فهم
_ عندي بس عاوزاه ليه
طالعتها آسيا بصمت مطولا دون أن تجيب وملامح وجهها مخټنقة ترسل لها إشارات بعيناها لتفهم سبب رغبتها به.. ارتفع حاجبي فريال بعدما فهمت وسألتها مرة أخرى باستغراب
_ طب وعاوزة تحطيه ليه أنتي مش قاعدة في الأوضة ومحدش بيدخل عليكي أصلا!!
تأففت بنفاذ صبر وقالت بسخط واغتياظ
_ اخوكي چابرني انزل تحت اقعد معاكم على الغدا وأنا مهنزلش بالمنظر ده طبعا.. لساتك هتسألي حاچة تاني كمان ولا لا
استحوذ الذهول على فريال وهي تتمعن بها تلاحظ اضطراب آسيا التي لا تخشى أحد وهي تتحدث عن إجبار أخيها لها لتنفيذ أوامره و تبحث عن حلول بدلا من رفض رغبته بكل سهولة كما تفعل مع الجميع وتفرض سيطرتها عليهم.. رغما عنها فشلت في حجب ابتسامتها التي ارتفعت لثغرها.
اشتعلت عين آسيا حين رأت ابتسامتها وهتفت بشراسة
_ بتضحكي علي إيه!
اخفت ابتسامتها بصعوبة وقالت بنبرة عادية وهي تشير لها بعيناها على مكان أدوات التجميل
_ ولا حاچة.. المكياچ عندك علي التسريحة أهو خدي اللي تعوزيه وحطي
القت عليها آسيا نظرة كلها غطرسة واتجهت نحو طاولة التزيين وبدأت تأخذ بعض أدوات التجميل المناسبة وتضع منها فوق وجهها تخفي آثار الكدمات والتورم وفريال تقف تتابعها عاقدة ذراعيها أسفل صدرها وهي تبتسم لا يمكنها الإنكار أنها شعرت بالتشفي فهي تستحق رجل كعمران حتى يعيدها لصوابها كلما خرجت عن حدودها الحمراء.
انتهت آسيا وأخفت كل الآثار عن وجهها تماما ثم استدارت وقالت لفريال بهدوء
_ شكرا
هزت رأسها لها فقط وهي تبتسم هاتفة بخبث
_ عشنا وشوفنا اليوم اللي نشوفك فيه خاېفة وبتنفذي الكلام بالحرف يا آسيا
التهبت نظراتها وهتفت بعصبية شديدة وحدة
_ أنا مخيفاش من حد يافريال أنا سايبة أخوكي يعمل اللي هو عاوزه بمزاچي خلي بالك من كلامك زين
هزت فريال رأسها مبتسمة وهي تتصنع تصديق كلامها وتقول مستنكرة
_إيوة واضح من غير ماتقولي
رمقتها آسيا شزرا واندفعت لخارج غرفتها ودمائها تغلي في عروقها من الغيظ وفور وصولها لغرفة عمران وفتحت الباب اصطدمت به فارتدت للخلف بفزع وإذا بها تشعر بيده الفولاذية تقبض على رسغها يجذبها للداخل ويغلق الباب صائحا
_ كنتي وين!
انتشلت يدها من قبضته وصاحت پغضب رغم توترها منه
_ هو أنا محپوسة ولا إيه والمفروض مطلعش من الأوضة يعني !
صر على أسنانه وهتف بنظرة تحمل الإنذار
_ لما أسالك تچاوبي على قد السؤال من غير لف ودوران
ردت بنرة مقتضبة ومستاءة
_ روحت لفريال اخدت منها مكياچ عشان اداري اللي في وشي
دقق في وجهها فلاحظ وجود القليل